يشرب الغالبية العظمى من البشر اللبن لما له من فوائد كثيرة
جدا سنذكرها لاحقا ولكن هل سألت نفسك كيف تنتج البقرة اللبن ، كيف تتم هذه
العملية الدقيقة و المعقدة داخل البقرة حتي تخرج لنا اللبن ؟ عملية مذهلة
تستحق التأمل؟
يعرف عن اللبن بأنه غني
بالكالسيوم ، المهم لبناء وصحة العظام والأسنان، فكوبٌ واحدٌ من اللبن يمد
الشخص بـ 49% من إحتياجه اليومي من الكالسيوم.
يساهم
اللبن في التحكم بإرتفاع ضغط الدم وذلك لإحتوائه على المغنيسيوم
والبوتاسيوم ، إذ أن كوب واحد من اللبن يمد الشخص بـ 12% و18% من إحتياجاته
اليومية من المغنيسيوم، والبوتاسيوم على الترتيب ، بالإضافة إلى 38% من إحتياجات الفسفور المهم لصحة الأسنان والعظام اليومية ، كما أن اللبن غنياً بالفيتامينات بما فيها فيتامين B12، وفيتامين B2، وفيتامين B6 .
يحتوي
اللبن على نسبة عالية من البروتين، الأمر الذي يساعد على تنظيم الشهية، من
خلال زيادة الهرمونات التي تزيد الشعور بالشبع، مما يساعد على تقليل
السعرات الحرارية المستهلكة، وبالتالي التحكم بالوزن.
تحتوي بعض أنواع اللبن على البكتيريا النّافعة أو ما تسمى بالبروبيوتيك والتي تساعد على الهضم، وتساهم في التخفيف من أعراض تهيج القولون، ومن شأنها أن تقوي الجهاز المناعي أيضاً.
كشفت دراسة حديثة أن شرب كوب من الحليب وتناول الزبادي كل يوم قد يساعد في دفع مرض السكري من النوع 2.
كيف تنتج البقرة أو الجاموس اللبن |
كيف تنتج البقرة أو الجاموس اللبن:
تعتبر البقرة بمثابة مصنع هائل ولكنه في حجم صغير جداً ، حيث تنتج اللبن دون كلل أو ملل، فهي مصممة أساساً لهذه المهمة ، كيف هذا ؟
عملية
إنتاج البقر والجاموس للألبان يمكن وصفها بأنها معجزة تستحق التأمل طويلاً
، كيف تستطيع البقرة إنتاج 25 كيلوغرام من الحليب كل يوم دون كلل أو ملل؟
دعونا نتأمل هذه الآية العجيبة.
يعتمد تكوين اللبن داخل أجسام الأنعام على حركة الدم ونقل
الغذاء. ويقول الخبراء إن البقرة الواحدة تستطيع أن تنتج 25 كيلوغرام من
الحليب في اليوم الواحد ، هذه الكمية من الحليب تحتاج لعشرة آلاف كيلوغرام
من الدم!
جسم البقرة يحتوي على حوالي 45
لتر من الدم، هذه الكمية تكون في دوران مستمر وسريع جداً وبشكل أساسي في
الضرع، حيث يعتبر الدم بما يحمله من الأعشاب الممضوغة (الفرث) بمثابة
المادة الأولية لصناعة اللبن.
بينما تأكل البقرة 100 لتر من الأعشاب في اليوم، وتقوم بعمليات مضغ تصل لأكثر من أربعين ألف مرة في اليوم .
تبدأ
العملية بهضم قسم من الطعام (الأعشاب مثلاً) من خلال خلطه بالماء في
المعدة الأولى حيث يتم تفكيك هذه الأعشاب بواسطة بكتريا المعدة وإعادتها
إلى الفم لمزيد من المضغ، ثم من خلال المعدة الثانية تعيد مضغ الطعام
كمرحلة ثانية ليصبح أنعم. وبعد ذلك ومن خلال المعدة الثالثة تضغط الطعام
لإزالة الماء منه وتنقيته من المواد الضارة، وأخيراً ومن خلال المعدة
الرابعة تنهي عملية المضغ حيث يذهب الطعام الممضوغ إلى الأمعاء الدقيقة
والقسم الآخر يذهب إلى الضرع.
عملية الهضم
معقدة جداً ومنظمة لدى الأنعام ، وتتم عملية الهضم لدى البقرة على أربعة
مراحل ، وهذه العمليات ضرورية ، لضمان إنتاج حليب أكثر نقاء وأشهى مذاقاً.
وإذا أختلت إحدى عمليات الهضم أو عملية تدوير الدم وتوزيع الهرمونات ، فإن
الحليب يصبح غير صالح للاستخدام، فسبحان الله!
إذاً
الحقيقة العلمية تقول إن تشكل الحليب في ضرع البقر والأنعام عموماً ، يتم
في الضرع من خلال الدم المزود بنواتج الطعام المهضوم، ويخرج الحليب من بين
هذا الدم ، ومن بين ما يسمى الفرث (العشب الممضوغ في بطون البقر) بطريقة
مذهلة تحير العقول.
هذه الآلية الدقيقة
لتشكل اللبن والتي لم تكتشف إلا في العصر الحديث أنبأ عنها القرآن في آية
عظيمة لنتأمل قدرة الخالق الله عز وجل. قال تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي
الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ
فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ) [النحل: 66].
و(الفرث)
هو المواد الغذائية التي ينقلها الدم من المعدة إلى الضرع لإنتاج الحليب
بما تحويه من هرمونات وبروتينات وأنزيمات. سبحان الله العظيم .
https://m.janatna.com