الشجر آكل البشر : 

هو
إسم يشير إلي أي من مختلف النباتات اللاحمة العملاقة الأسطورية والتي تبلغ
من الضخامة ما يمكّنها من قتل أو إلتهام إنسان أو غيره من الكائنات
الكبيرة ، وأكبر نبات معروف لاحم يستخدم الفخاخ هو علي الأرجح نبات الحرة
Nepenthes rajah ، والذي يصل طول إبريقه إلي 41 سم (61 بوصة) ، وبحجم يصل
إلي 3.5 لتر (0.77 غالون بريطاني ، 0.92 غالون أمريكي) . 

يعتمد
الإبريق في هذه الفصيلة علي جذب المفصليات ، إلا أنه قد يجذب القوارض
أيضاً مثل فئران القمة وزبابيات الشجر الجبلية ، إلا أنه من النادر جداً أن
تسقط القوارض في الأباريق الكبيرة لهذه الفصيلة .

وتشمل النباتات آكلة اللحوم الكبيرة الأخري التي لها خصائص مماثلة نبات جرة روبكانتلي وجرة أتنبورو.

الشجر آكل البشر 

»الشجرة النوبية:

 

كتب
” فيل روبنسون ” في كتابه ” تحت البونكاه ” (1881) ، الذي زعم فيه أنه
يروي حكايات عن ” عمه ” الذي سافر في جميع أنحاء العالم ، ووصف ” الشجرة
آكلة البشر ” التي يمكن العثور عليها في ” النوبة ” ، ويصف عم روبنسون هذه
الشجرة : 

“هذا النبات الرهيب ،
الذي يلقي بظلاله في عزلة وسط غابة السرخس النوبية ، يشمئز من النباتات
الكريهة في المناطق المحيطة ، ويتغذي علي الحيوانات البرية التي تستظل
بأغصانها بعد مطاردة طويلة أو هرباً من حرارة الظهيرة ، أو علي الطيور التي
ترفرف في الفضاء وتأتي  لتستريح علي أغصانها ، أو تجذبها أزهارها ، أو حتي
علي الإنسان نفسه ، وهو فريسة نادرة ، يطلب الحماية من العاصفة ، أو
يستريح من دوس قدمة علي الأعشاب الخشنة أو ليقطف ثمارها العجيبة المعلقة من
أوراقها العجيبة ، ويا لها من فاكهة بيضاوية ذهبية اللون ، كبيرة مثل
قطرات العسل ، ثم تكبر بحجم الأجاص ويتخللها النور ، تتألق أوراق الشجر
بندي غريب ، ويسقي الأعشاب تحته ، وتنمو تلك الأعشاب عالياً بحيث أن
أشواكها تصل حتي أوراق الشجرة الرهيبة ، وتخفي سر تلك المقبرة بين فروع
الشجر الرهيبة ، وترسم لوحة خضراء فوق جذور الشجرة السوداء .

وتستمر
القصة بالوصف كيف أن الشجرة أمسكت بأحد رفاق العم وأكلته ، وكيف أطلق العم
النار علي الشجرة ، وعندما إستنزف ذخيرته أخرج العم سكينه ليقطع الشجرة ،
وصارعته الشجرة بأوراقها وفروعها.   

»شجرة مدغشقر:

أقدم ذكر معروفة للشجر آكل البشر كان تقريراً مختلفاً بقلم إدموند سبنسر في صحيفة نيويورك ورلد. 

ظهرت
مقالة سبنسر أول مرة في الطبعة اليومية من الجريدة في 26 إبريل 1874 ،
وظهرت مرة أخري في الطبعة الأسبوعية من الصحيفة بعد ذلك بيومين . 

نشرت
في المقالة رسالة من قبل مستكشف ألماني مزعوم يدعي “كارل ليشه” ، الذي قدم
تقريراً عن شهادته لعملية أضحية بشرية تقوم بها “قبيلة مكودو” في مدغشقر

وتم نشر القصة من قبل عديد الصحف الأخري وقتها ، بما في
ذلك ساوث أستراليا ريجيستر في 27 أكتوبر 1874 ، حيث إكتسبت شهرة كبيرة يصف
المقال هذه الشجرة : 

“رأيت
أعضاء اللمس الحساسة والمرهفة وهي ترتجف للحظة فوق رأس الضحية بغضب الحية
الجائعة ، ثم ألتفّت بسرعة شديدة حول عنقها وذراعيها كما لو إمتلكت غريزة
شيطانية ، ثم إرتفعت صرخاتها الفظيعة بعنف إلي أن إختفت وتحول صوتها إلي
أنين وغرغرة ثم إنتصبت محاليق الشجرة واحدة تلو الأخري ، مثل ثعابين خضراء
كبيرة ، بقوة وحشية وسرعة جهنمية ، وسحبت نفسها ولفت الضحية وضيقت عليها
بسرعة وتماسك كما تفعل الأناكوندا مع فرائسها” . 

إكتسبت الشجرة مزيداً من الدعاية في كتاب مدغشقر ، أرض  الشجرة آكلة البشر ، بقلم تشيس أوزبورن ، الذي كان حاكم ميشيغان . 

زعم أوزبون أن القبائل وكذلك المبشرين في مدغشقر يعلمون بأمر الشجرة البشعة ، وكذلك فقد كرروا ما قاله ليشه . 

أكد
الكاتب العلمي ويلي لي في كتابه السلمندر وعجائب أخري ، الذي صدر عام 1955
، أن قبيلة مكودو وكارل ليشه ، والشجرة آكلة البشر في مدغشقر هي مجرد
إفتراءات.  

الشجرة آكلة البشر 

»يا-تي-فيو:

 

تكلم
جيمس ويليام بيويل في كتابه “البحر والأرض” (1887) ، عن شجرة يا-تي-فيو
“أنا أراك” والذي ذكر أنه نبات يعود أصله إلي أفريقيا وأمريكا الوسطي ، أما
سيقانه تشبه “ثعابين ضخمة تتناقش مع بعضها بغضب ، وتندفع أحياناً من جانب
إلي آخر كما لو أنها تهاجم عدو خياليا” ، وهي تحاول إلتهام البشر .

»الكرمة مصاصة الدماء:

نشر
وليام توماس ستيد ، محرر جريدة ريفيو أوف ريفيوز ، مقالة قصيرة ناقشت قصة
نشرت في مجلة لوسفير ، واصفاً نبتة في نيكاراغوا يسميها المواطنون فخ
الشيطان ، وكان هذا النبات قادراً علي “إستنزاف الدم من أي كائن حي يلمسه”
وفقاً للمقالة : “السيد دونستان، عالم الطبيعة الذي عاد مؤخراً من أمريكا
الوسطي ، حيث قضي ما يقرب من عامين في دراسة النباتات والحيوانات هناك ،
تحدث عن نبتة تنمو بمفردها في إحدي من المستنقعات التي تحيط بالبحيرات
العظمي في نيكاراغوا ، وكان يبحث عن العينات النباتية والحشرات ، عندما سمع
كلباً يصرخ من بعيد ، كما لو كان يتعذب . إنطلق إلي المكان الذي صدرت منه
الصرخات ، وجد السيد دونستان الكلب عالقاً في شئ بدا وكأنه يشبه نسيجاً من
الجذور والألياف ، أخبره رفاقه من السكان المحليين غن تلك النبتة المرعبة
والتي سموها “فخ الشيطان” ، ورووا القصص عن قوتها المميتة ، ولم يكتشف إلا
القليل جداً عن طبيعة النبات ، نظراً لصعوبة التعامل معها ، ذلك أنه لا
يمكن قطع فروعها دون أن يفقد المرء جلده وحتي لحمه ، ولكن كما رأي السيد
دونستان في ملاحظاته ، فإن قوة الشفط داخلها تكمن في عدد من أفواه متناهية
الصغر وأعضاء المص الصغيرة ، والتي تقفل عادة وتفتح لإستقبال الطعام ، إذا
كانت الضحية حيواناً ، فيتم إمتصاص الدم ثم تقوم الشجرة برمي الجثة . 

أظهر التحقيق في مقال ستيد ، أنه لم تنشر أي مقالة بهذا الشأن في مجلة لوسفير ، ويظهر أن القصة تم تلفيقها من قبل المحرر .

https://m.janatna.com