الإحتراق البشري الذاتي
ماهو الإحتراق البشري الذاتي وماهي حقيقة وجوده :
الإحتراق
البشري الذاتي هو عبارة عن حدوث حريق يشب تلقائياً في جسد الشخص دون أي
مسبب خارجي معروف أو ملموس وقد ينتج عن هذا الإشتعال التلقائي للجسد ظهور
الدخان و يسبب أيضا بعض الحروق البسيطة في الجلد وقد يشمل كامل الجسم وهذا
الأخير هو ما يميز ظاهرة الإشتعال البشري الذاتي ، وقد يمكن أن تصل حرارة
الإحتراق إلي 1500 درجة حسب التحقيقات .
وقد
حاولت تحقيقات الطب الشرعي تحليل الحالات المبلغ عنها من حالات الإحتراق
البشري الذاتي وتوصلت إلي فرضيات بشأن الأسباب المحتملة ، بما في ذلك سلوك
الضحية و عاداتها ، وإستهلاك الكحول والقرب من المصادر المحتملة للإشتعال ،
فضلا عن سلوك الحرائق التي تستهلك الدهون المذابة.
بعض
التفسيرات والظواهر الطبيعية التي لم يتم التحقق منها ، قد أقترحت تفسيراً
بشأن تقارير عن حالات الإحتراق البشري الذاتي ، الإجماع العلمي الحالي هو
أن معظم ، إن لم يكن كل حالات الإحتراق البشري الذاتي تنطوي علي التغاضي عن
مصادر خارجية للإشتعال.
الجسد
البشري غير قادر علي توليد حرارة تكفي لإحتراقه ذاتياً. فالجسد مكون من
60 إلي 70 بالمائة منه من الماء . وهو سائل غير قابل للإشتعال . الكحول
مشروب قابل للإشتعال ، لكن الشخص سيموت من تسمم الكحول قبل إن يحتسي ما
يكفي من الكحول كي يؤثر بأدني درجة في قابلية الجسم للإشتعال.
المادتان
الوحيدتان القابلتان للإشتعال داخل الجسم البشري هما أنسجة الدهون وغاز
الميثان . الموجود داخل الجسم ، لكن حتي لو توفرت آلية لإشعال غاز الميثان
الموجود داخل الجسم فلا يوجد منه ما يكفي لإيصال دهون الجسد إلي نقطة
الإشتعال . وعلي أي حال سيتكفل الماء الوفير الموجود بالجسم في أطفاء
النيران وقتها أما إحساس الحرقة المتصاعد في الحلقوم فما هو إلا أحماض
معدية وصلت إلي القصبة الهوائية.
• نظرة عامة :
الإحتراق
البشري الذاتي يشير إلي الوفاة بسبب نشأة النار من دون مصدر خارجي واضح
للإشتعال ، ويعتقد أن نشأة النار تكون من داخل جسم الضحية .
الإحتراق البشري الذاتي |
فكرة
ومصطلح “الإحتراق البشري الذاتي” تم عرضها لأول مرة عام 1746 من قبل بول
ROLLI في مقال نشر في المعاملات الفلسفية ، في المجلة الطبية البريطانية ،
الطبيب الشرعي غافن ثورستون يصف هذه الظاهرة بأنها “جذب إنتباه ليس فقط
للعاملين في المجال الطبي ولكن للعلمانيين أيضاً” ، وفي وقت مبكر من 1834 (
أكثر من مائة سنة قبل المادة ثورستون في 1938 ) . كتب لاري أرنولد في
كتابه 1995 مشتعل ! ، أنه كان هناك حوالي 200 تقرير مسجل للإحتراق البشري
الذاتي في جميع أنحاء العالم علي مدي فترة من حوالي 300 سنة .
• الخصائص المشتركة :
وقد
حظي الموضوع تغطية في المجلة الطبية البريطانية ينص علي أن القواسم
المشتركة بين الحالات المسجلة من الإحتراق البشري الذاتي شملت الخصائص
التالية :
الحالات المسجلة لديها هذه الأشياء المشتركة:
الضحايا
هم من المدمنين علي الكحول . هم من الإناث عادة كبار السن ، لم تحرق الجسم
من تلقاء أنفسهم ، ولكن بعض المواد المشتعلة كانت علي إتصال بالجسم .
اليدين والقدمين عادة مل تسقط . تسبب الحريق في أضرار طفيفة جداً إلي أشياء
قابلة للإشتعال في إتصال مع الجسم وقد ترك إحتراق الجسم بقايا من رماد
دهني ونتن ، رائحته مقززة للغاية .
الإدمان
علي الكحول هو موضوع مشترك في التقارير الأولي عن حالات الإحتراق الذاتي
ونعد ذلك بطريقة ما إلي أن بعض الأطباء العصر الفيكتوري والكتاب يعتقدون أن
الإحتراق البشري الذاتي نتيجة لإدمان الكحول .
• التفسيرات المقترحة :
تحاول
بعض الفرضيات تفسير كيفية حدوث حالات الإحتراق الذاتي دون وجود مصدر لهب
خارجي ، في حين تشير بعض الفرضيات الأخري إلي الحوادث التي قد تبدو وكأنها
إحتراق تلقائي كانت بسبب مصدر خارجي للإشتعال في الواقع وكذلك إحتمال
الإحتراق البشري ذاتياً من دون مصدر إشتعال خارجي منخفض جداً ، بنيامين
ردفورد كاتب العلوم ونائب رئيس تحرير مجلة العلوم المتشككين ، يلقي ظلالا
من الشك علي معقولية الإحتراق البشري الذاتي ، إذا كان الإحتراق الذاتي
ظاهرة حقيقية (وليس نتيجة لشخص مسن أو عاجز يجري قريبة جداً من مصدر لهب ) ،
فلماذا لا يحدث في كثير من الأحيان ؟ هناك مليارات من البشر يعيشون في
العالم ، ولكن لا نري تقارير عن أناس تنفجر فيها النيران بينما يسيرون
الشارع ، ويحضرون مباريات كرة القدم ، أو يشربون القهوة بينما يحترق جسمهم
ذاتيا فجأة.
ويقول
باحث الظواهر الخارقة براين دانينغ أن قصص حالات الإحتراق الذاتي “هي
ببساطة الحالات النادرة التي توفي ضحاياها في عزلة ثم تبع ذلك حدوث
الإحتراق البطئ من مصدر إشتعال قريب” وأشار كذلك إلي أن تقارير البشر الذين
إشتعلوا فجأة ينبغي أن تسمي “قضايا الحرائق التي لم تحل” مشيراً إلي أن
سبب مجهول لا يعني بالضرورة أن الحريق يفتقر مصدر إشتعال خارجي .
• تفسيرات طبيعية :
جميع
الحالات تقريباً من حالات الإحتراق البشري الذاتي تشمل الأشخاص قليلي
الحركة بسبب التقدم في السن أو السمنة ، بالإضافة إلي حالة صحية سيئة .
وهناك إحتمال كبير أن يكونوا قد توفوا أثناء نومهم أو لم يقدروا علي الحركة
بمجرد أن إشتعلت فيهم النيران .
– وغالبا
ما ينظر السجائر كمصدر لإشتعال النار ، حيث أن التدخين يسبب واحدة من كل
أربع حالات وفاة بسبب الحرائق في الولايات المتحدة . فأسباب طبيعية مثل
النوبات القلبية قد تؤدي إلي موت الضحية ، فتسقط السجائر ، وبعد فترة من
بقائها مشتعلة يمكن أن تشعل ملابس الضحية .
–
وتشير نظرية “تأثير الفتيل” القائلة بأن مصدر لهب خارجي صغير ، مثل
السجائر والحرق، وحرف لباس الضحية في مكان ، وتقسيم الجلد ، وخروج الدهون
تحت الجلد ، والتي بدورها يتم امتصاصها في ملابسهم المحترقة ، وتعمل كفتيل .
هذا الإحتراق يمكن أن يستمر لفترة طويلة طالما يتوفر الوقود . وقد تم
إختبار هذه الفرضية بنجاح مع الأنسجة الحيوانية (الخنزير) ويتناغم ذلك مع
الأدلة التي تم الوصول إليها من حالات الإحتراق البشري .
بينما أقترح جون أبراهامسون أن كرة البرق يمكن أن تسبب الإحتراق البشري الذاتي .
–
يمكن الخلط بين حالات الإحتراق الذاتي وبين التضحية بالنفس بإعتبارها شكلا
من أشكال الإنتحار . تصل نسبة حالات التضحية بالنفس في الغرب إلي 1% من
حالات الإنتحار ، في حين يدعي ردفورد أنها تصل في البلدان النامية إلي
حوالي 40 % .
– أحياناً هناك تفسيرات معقولة للموت ، ولكن أنصار الفكرة يتجاهلون الأدلة العلمية والرسمية ، لصالح الروايات والقصص الشخصية .
• ظواهر طبيعية غير موثقة :
لاري
أرنولد ، في كتابه 1995 مشتعل! اقترح الجسيمات تحت الذرية ، التي وصفها
بأنها “بايروترون” كتب أرنولد أيضا أن القابلية للإشتعال في جسم الإنسان
يمكن أن يزيد في ظروف معينة ، مثل زيادة الكحول في الدم وكتب أيضا أن الضغط
الشديد يمكن أن يكون الشرارة التي بسببها بدأت العديد من حالات الإحتراق
الذاتي وهذه العملية قد لا تستخدم الأوكسچين الخارجي لتنتشر في جميع أنحاء
الجسم ، لأنه قد لا يكون تفاعل ( أكسدة وإختزال ) وبالرغم من ذلك فليس هناك
آلية تثبت هذا التفاعل .. وانتقد الباحث جو نيكل فرضيات أرنولد لأنها
تستند إلي أدلة إنتقائية وتعد حجة من الجهل.
في
كتابه 1976 كتاب نار من السماء ، يقترح الكاتب البريطاني مايكل هاريسون أن
حالات الإحتراق الذاتي متصل بنشاط الروح الشريرة لأنه ، كما يقول روح
شريرة تنشأ في ويتم دعمها بواسطة الإنسان . ضمن ملخص الختامية ، هاريسون
يكتب “حالات الإحتراق الذاتي ، قاتلة أو غير قاتلة ، أنتمي إلي مجموعة
واسعة من الظواهر المتعلقة بالروح الشريرة .
• أمثلة ملحوظة :
فى
الواقع هناك أكثر من 200 حادثة سجلتها مراجع الطب الشرعى لحالات إحتراق
مشابهة . كالحادثة التى وقعت عام 1956 عندما أحترقت سيدة عجوز حتى أسفل
ركبتيها بينما هى جالسة على مقعدها الخشبى و الغريب أن المقعد لم يحترق حتى
ان الحريق لم يترك عليه أى أثر , و قدرت درجة الحرارة التى أحرقت جسد هذه
السيدة بحوالى 1800 درجة مئوية .
كتب الكاتب الإنجليزى ( تشارلز ديكينز ) بشىء من التفصيل فى كتابه المعروف (البيت الكئيب) عن (Spontaneous Human (SHC Combustion ) و
تعتبر الحادثة التى وقعت فى ولاية فلوريدا الامريكية من اشهر حوادث
الاحتراق الذاتى و ذلك عندما وجدت الارملة ( مارى ريزر ) فى شقتها محترقة
كليا إلا بعض الأجزاء الصغيرة من جسدها . كذلك وجدت جميع الأواني فى مطبخها
فى حالة إنصهار . وقد قدر الخبراء درجة الحرارة التى تعرضت لها مارى بـ
1500 درجة مئوية ! و هى قطعا درجة حرارة هائلة لا يمكن إفتعالها إلا
بإستخدام محارق ضخمة الحجم كتلك التى تستخدم لحرق النفايات أو الجثث كما أن
هناك العديد من الحوادث الأخرى التى تعتبر أكثر غرابة , لعل من اشهرها
حادثة الراقصة ( مابل اندروز ) عندما أحترقت بصورة مفاجئة أمام حشد من
الجمهور فى أحد النوادى الليلية وذلك عام 1930 و لم يتبقى منها شيئا على
الإطلاق.
الدكتور ( جون بنتلى ) كليا و تحول إلى رماد عدا أجزاء صغيرة من جسده و
كالعادة لم يتأثر منزله بالحريق ولا حتى الأشياء التى كانت على مقربة منه
!!
كما أن هناك أيضأ مأساة ( ميرى
كاربنتر ) التى أحترقت تلقائيا فى قارب على نهر ( نورفولك ) علم 1938 و
تحولت إلى رماد أمام زوجها و أولادها دون أن يصاب أى من أفراد عائلتها أو
القارب بمكروه ,
كذلك وجد هنري توماس ، وهو
رجل يبلغ من العمر 73 عاماً محروقاً في غرفة المعيشة في منزله في ولاية
راسو ، ايبو فالي ، جنوب ويلز في عام 1980 . تم إحراق جثته بالكامل ، ولم
يتبقي سوي جمجمته وجزء من كل ساق تحت الركبة . والقدمين والساقين لازالتا
في الجوارب والسراويل . نصف الكرسي الذي كان يجلس عليه دمرت أيضاً . قرر
ضباط الشرطة والطب الشرعي أن حرق توماس يرجع إلي تأثير الفتيل . وقد إستبعد
وفاته بالموت حرقاً ، كما كان قد إستنشق بوضوح نواتج إحتراقه . في ديسمبر
2010 ، تم تسجيل وفاة مايكل فيهرتي في مقاطعة غالواي ، إيرلندا ، بإسم
“الإحتراق التلقائي” من قبل الطبيب الشرعي سياران ماكلوغلين ، وأصدر هذا
البيان في التحقيق في حالة الوفاة : “تم التحقيق في هذه النار تماما وأنا
تركت مع إستنتاج أن هذا يصب في فئى الإحتراق البشري العفوي ، والتي لا يوجد
لها تفسير كاف” .
https://m.janatna.com