في بداية السبعينات وصلت أول مركبة فضائية إلي المريخ كانت
تدعي ” فويجر ” وكان من ضمن المشرفين عليها عالم يدعي ” جيمس لوفولك ” وحتي
ذلك الوقت كان يأمل بالعثور علي مخلوقات حية علي المريخ .
ولكن
البيانات التي أرسلتها المركبة أظهرت أن المريخ كان كوكباً حياً قبل أن
يموت منذ فترة طويلة ، حينها تبلورت في ذهن لوفولك فكرة غريبة وهى أن
الكواكب بمثابة كائنات حية تعيش وتموت مثل كل المخلوقات ، كما ادعي أن كل
ما على الأرض من نباتات ومخلوقات وبشر ليسوا إلا أعضاء في جسد هائل يحيا
بصمت ويتصرف بحكمة وقد أطلق على فكرته هذه ” فرضية جايا ” .
هل الأرض كائن حى |
وحينها
أثارت هذه الفرضية سخرية الوسط العلمي بسبب طابعها الفلسفي والروحي ، غير
أنها بدأت تلفت الإنتباه مؤخراً بسبب معضلات علمية لا يمكن حلها بدونها .
فالأرض
مثلاً تتصرف ككائن حي من حيث تقبلها لكافة العمليات الضرورية لعيش
مخلوقاتها فهي مثلاً تتقبل إنبات الزرع وتحليل بقايا الموتى وبلع المياه
وتفجير النفط ، وقد تبدو هذه الظواهر طبيعية ولا تشكل دليلاً كافياً ولكن
المفارقة تأتي من كواكب وبيئات مشابهة للأرض لا تساند أياً من هذه العمليات
فالمريخ وكذلك القمر يشبهان الأرض في نواح كثيرة ولكن الحياة عليهما
معدومة والمريخ بالذات كان يضم كائنات حية بدائية ولكنها اندثرت حالياً رغم
بقاء الكثير من الظروف المساندة !!
أضف لهذا أن الأرض تتصرف في الظروف الطارئة ككائن حي ، فهي مثلاً تعالج نفسها بنفسها من آثار التلوث والكوارث البيئية .
وحين
تحترق الغابات تعمل بسرعة على تعويض النباتات المفقودة كما تصدر قبل حدوث
البراكين والزلازل ذبذبات كهرومغناطيسية وتحذر بواسطتها الحيوانات التي
تشعر بها بطريقة غامضة فتهرب من الموقع !!
وقد يكون من الخطأ نسبة الفضل لجيمس لوفولك في هذا الاكتشاف ففكرة الكوكب الحي كانت معروفة لدى الحضارات القديمة .
فالصينيون
مثلاً كانوا ينظرون للأرض علي أنها كائن حي ضخم يضم شرايين ونقاط حياة
حساسة وكانوا يؤمنون بوجود شبكة معقدة من المياه الجوفية ( تسمى خطوط
التنين ) تحيط بكامل الكوكب كما كانوا يعتبرون تقاطعاتها أماكن مقدسة يبنون
فوقها المعابد ولا يمكن التعرف عليها بدون الحيوانات .
ًُِوهذا يذكرني بقوافل
العرب التي كانت تستقر في الأماكن التي تفضلها جمالهم اعتقاداً منهم أن في
الأرض أماكن جيدة وأخرى سيئة وكان الرومان حين يقررون بناء مدينة جديدة
يتركون المواشي ترعي في المكان قبل ذبحها لفحص أكبادها وقياس تأثرها ببيئة
المنطقة ، أما المساح الإنجليزي الفريد واتكنج فلاحظ عام 1920 أن معظم
المعابد والمواقع المقدسة في أوروبا بنيت على خطوط مستقيمة تنطلق من شعاع
واحد ( وله كتاب جميل بهذا الخصوص يدعى المسارات المستقيمة Straight Tracks
) .
على أي حال إن
عدنا للقرآن نجد آيات كثيرة تفيد بحياة الأرض وتصرفها بما ينفع مخلوقاتها
والأهم من هذا مخاطبة الله عز وجل لها ككائن حي كما جاء فى قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً } .
{ وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً } .
{ وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت } .
{ والله أنبتكم من الأرض نباتاً } .
صدق الله العظيم
https://m.janatna.com