الفايكنج أو الويكنجار (بالنوردية القديمة : Víkingr)
مصطلح يطلق علي شعوب جرمانية نوردية وغالباً علي ملاحي السفن وتجار
ومحاربي المناطق الإسكندنافية الذين هاجموا السواحل البريطانية والفرنسية
وأجزاء أخري من أوروبا في أواخر القرن الثامن إلي القرن الحادي عشر (1066 –
739 ) ، وتسمي بحقبة الفايكنج ، كما يستعمل علي نحو أقل للإشارة إلي سكان
المناطق الإسكندنافية عموماً .
تشمل الدول الإسكندنافية كلاً من السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا .
علي
الرغم من سمعة الفايكنج السيئة وطبيعتهم الوثنية الوحشية ، تحول الفايكنج
خلال قرن أو إثنين من الزمان إلي المسيحية واستقروا في الأراضي التي
هاجموها مسبقاً ، وفي نفس الوقت بني الفايكنج مستوطنات جديدة في آيسلندا
وجريند لاند ، وأمريكا الشمالية ، والأطلسي الشمالي ، إضافة إلي تأسيس
ممالك في شبه الجزيرة الإسكندنافية علي طول الحدود مع الممالك الأوروبية في
الجنوب .
ونتيجة لإندماجهم في أراضيهم الجديدة أصبح منهم المزارعون والتجار إضافة إلي الحكام والمحاربين .
الفايكنج |
إشتهر
الفايكنج ببراعة ملاحتهم وسفنهم الطويلة ، وإستطاعوا في بضع مئات من
السنين السيطرة وإستعمار سواحل أوروبا وأنهارها وجزرها ، حيث أحرقوا وقتلوا
ونهبوا مستحقين بذلك إسمهم الفايكنج الذي يعني القرصان في اللغات
الإسكندنافية القديمة .
يعتبر إنتهاء الفايكنج مع إنتهاء معركة جسر ستامفورد عام 1066 .
»الدين ومعتقداته عند «الفايكنج» .. الأساطير والميثولوجيا النوردية
تعتبر
ميثولوجيا الفايكنج من أكثر المعتقدات إثارة عبر العصور ، وأثرت علي
مجالات الفنون والخيال ، وكانت مصدر إلهام للعديد من المؤلفين والمنتجين
والموسيقيين والرسامين وغيرها من الفنون ، فقد أنتجت عدة أفلام وكتب تتحدث
عنها ، كثلاثية “تولكين سيد الخواتم” ، وسلسلة قصص مصورة للبطل الخارق
“ثور” التي تصدرها “مارفل كومكس” ، كما كتبت العديد من الأغاني عن هذه
الميثولوجيا ، وفي مجال الألعاب أيضاً ، إستوحت العديد من ألعاب الفيديو
عوالمها من النوردية مثل لعبة “وورلد أوف ووركرافت” ، وأيضاً لعبة “إله
الحرب” .
كان دين الفايكنج قبل
المسيحية مشابهاً لدين القبائل الألمانية الأخري ، حيث قدسوا عدداً من
الآلهة مثل “أودين” رب الأرباب وإله الحرب والحكمة والموت ، الذي أنعم علي
البشرية بالأبجدية ، وزعيم الآلهة النرويجية “ثور” إله الرعد ، و “بالدر”
إله الضوء ، وكذلك الإلهة الجميلة “فرييا” التي كانت تجتاح المعارك لتختار
المقاتلين ، كذلك إلهة التزلج “سكادي” التي إرتبطت بالإنتقام ، إضافة إلي
نيورد وفرييا وأيدون وهيمدال وفريغ ولوكي والعديد من الآلهة الأخري .
»لغة الفايكنج .. أصل لغات حديثة
تحدث الفايكنج شكلاً من أشكال اللغة النوردية القديمة ،
تتكون من ستة عشر حرفاً يتكون من خطوط مستقيمة ، وهي لغة أثرت علي خلق
اللغات الحديثة في السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا ، إذ إن اللغة
الآيسلندية أقرب لغة إلي اللغة النوردية القديمة ، وما زالت موجودة حتي
اللحظة .
وهناك مدينة واحدة في السويد ما زالت تتحدث النوردية القديمة تدعي بلدة “ألفدالن” .
وقد
تم إستخدامها كلغة مكتوبة في تلك المدينة حتي عام 1950 ، وبسبب هذا ظلت
تلك المدينة مقطوعة تقريباً عن العالم الخارجي حتي وقت قريب ، مما مكن
ثقافة الفايكنج من البقاء علي قيد الحياة.
»نهاية الحكاية
إنتهي
عصر الفايكنج بعد آخر غزوة لهم بقيادة الملك النرويجي “هارالد الثالث” ،
في معركة “جسر ستامفورد” عام 1066 في إنجلترا التي لقي الهزيمة فيها ، كما
يعتبر البعض أن عصر الفايكنج في الدول الإسكندنافية إنتهي بتأسيس السلطة
الحاكمة في هذه الدول وإقرار المسيحية بأنها الديانة السائدة .
ويقدر
هذا التاريخ تقريباً بنهاية القرن ال 11 في الدول الإسكندنافية الثلاثة ،
وقد تميز نهاية عصر الفايكنج في النرويج بمعركة ستيكلي ستاد عام 1030 ،
ورغم خسارة جيش أولاف هارالادسون (الذي عرف فيما بعد بالقديس أولاف) هذه
المعركة ، فإن المسيحية إنتشرت بعد وفاته جزئياً بقوة شائعات الآيات
الإعجازية ، ولم يعد يسمي النرويجيون بالفايكنج .
فبعدما
أصبحت الكنيسة الكاثوليكية أكثر بروزاً في أوروبا ، تكيف الفايكنج مع هذه
الديانة وقواعدها وأنظمة الملوك والمثل العليا الجديدة ، فتركوا الغزوات
والحروب وعاشوا في أرضهم ، وبقي منهم الآن الدنماركيون والسويديون
والنرويجيون والآيسلنديون وسكان جريند لاند.
لتنتهي
بذلك قصة الفايكنج الذين إشتهروا بوحشيتهم في الحروب التي برعوا في
تخطيطاتها ، وشهدت فترتهم براعة هندسية وزراعية ونقلة نوعية في مجال
الملاحة وصناعة السفن التي تجوب البحار لمسافات بعيدة لنقل البضائع ، حاملة
معها الطموح الأول للفلاح الإسكندنافي البسيط في الحياة الكريمة .
https://m.janatna.com