أمين سليمان، شخصية مش ممكن تتكرر في التاريخ مرتين، حرامي بدرجة مثقف،
وقاتل بدرجة سفاح، الصبح قاعد مع عبد الحليم حافظ وكامل الشناوي ، وبالليل
بيسرق فيللا أم كلثوم وأحمد شوقي.
محمود أمين سليمان
من أكبر السفاحين اللي شافتهم مصر، إشتهر بإنه سفاح مثقف، ومن غرابة جرايمة
وحجمها ، بقى اسطورة بتحكي عنها الجرايد والمجلات وقتها، سرق منصب وبقى
يتقاله يادكتور، لكن الغريب إنه في فترة من الفترات سرق إسم.
طبعًا هتستغرب وتقولي يعني إيه سرق إسم؟
والحقيقة إنه في فترة من الفترات، خلى إسمه محمود أمين العالم، على إسم المفكر الكبير دكتور محمود أمين العالم.
طيب هو مين محمود أمين سليمان ده وإيه حكايته،
هو
ده اللي شغل الرأي العام المصري، وأخد تركيز الصحافة واهتمامها الكبير،
ورغم تشكيل مجموعات أمنية للقبض عليه إللا إن محدش قدر يمسكه، وعاش
المصريين في خوف ورعب لمدة شهرين كاملين.
لكن خلينا متفقين إن
الصحافة وقتها عملت منه أسطورة ، ولما كانت بتحكي عنه كان كل جرنال بيحكي
حكاية شكل، لحد ما تاهت القصة الحقيقية ودابت جوة الأسطورة.
وعشان
أكون دقيق معاك ففي مصادر بتقول إنه اتولد في قنا، وغيرها بتقول إنه اتولد
في المنيا، ومصادر مختلفة بتقول إنه اتولد في لبنان..
وعشان ما نتوهش
مابين المصادر خلينا ننسي موضوع ولادته، هو أصلًا ميهمناش، لكن خلينا
نستخلص الحقايق ونقول القصص اللي اتفقت عليها كل المصادر.
والمصادر يا سيدي بتقول إنه عاش في اسكندرية، لكن القاهرة ما سلمتش منه ومن إيده الطويلة، وكان شغال سرقة ما بين المدينتين.
ابتدا
حرامي واشتهر عنه سرقة الأغنيا والمشاهير وبس، يسافر القاهرة يضرب ضربته
ويرجع في نفس اليوم، مع إن أماكن سكن الشريحة دي بيبقى عليها حراسة وفيها
كلاب، لكنه كان زي الزيبق، لا حراسة بتقدر تمسكه ولا كلاب بتعرف تهاجمه..
في
مرة كان في مطاردة مع الشرطة وبعدها صرخت ست من سكان الدقي إن السفاح هجم
عليها في بيتها، وطلب منها تخبية من الشرطة لأنه قتل عمدة في قليوب وسرق
محفظته.
وده مش العمدة الوحيد اللي قتلة السفاح، ده قتل كمان عمدة بني مزار في الصعيد.
الغريب
إنهم بيقولوا إن محمود أمين دخل موسوعة جينيس لأنه حقق رقم قياسي في عدد
الحوادث على مستوى الجمهورية، لكن الحقيقة وكالعادة إن مفيش تأكيد للمعلومة
دي..
خلينا في المعلومات الحقيقية، وخلينا نقول إنه سرق
فيلا أم کلثوم، ووقتها كان هيتمسك لكنه خرج من الموضوع زي الشعرة من
العجين، لما قال إنه جاي للخدامة، لأنها بيحبها، ومكنش عايز حد يعرف.
كمان
سرق تحت تهديد السلاح قصر المليونير سباهي باشا في اسكندرية، و فيلا
المليونير بولفار برضه في اسكندرية، واللي كان بيملك أكبر مصانع للغزل
وقتها، وفيللا مدير شركة الملاحة.
وبيتقال إنه في مرة
كان سهران في الهيلتون مع عبد الحليم حافظ ومأمون الشناوي، وبعدها خرج
لفيلا الشاعر الكبير أحمد شوقي، ساعتها دخل وسرق تمثال لنخلة من الدهب،
التمثال كان هدية من ملك البحرين لما اخد لقب أمير الشعراء.
حب محمود بنت اسمها عواطف،
وفـ بعض الحكايات كان اسمها فاطمة، هرجع واقولك مش مهم الأسم، المهم
تأثيرها في الأحداث، وعشان كده سيبك من فاطمة اللي ممكن تكون عواطف، وخلينا
فـ نوال..
ونوال عبد الرؤوف دي الزوجة التانية لمحمود أمين، وكان
بيحبها جدًا، وكانت هيا السبب في خروج شكوك محمود المرضية في صورة عنف
وجريمة..
كان محمود بيضرب نوال بعنف وبيربطها في السرير، كان بيشك في سلوكها من غير ما يثبت عليها حاجة.
و
بعد سرقة محمود أمين لفيللا أحمد شوقي إتقبض عليه، واتهمته الشرطة بـ 58
عملية سرقة في أكتر من محافظة، لكن في الوقت ده كانت نوال طالبه منه الطلاق
لأنه بيعذبها، فما كان منه إللا إنه هرب من الحبس، وبقى بيدور على نوال
علشان يقتلها.
راح بيته ملقيهاش، فخمرت في دماغه إنها أكيد على علاقة
بالمحامي اللي هيا وكلته علشان يدافع عنه، واسمه بدرالدين أيوب، ومن بيته
على بيت المحامي بدر الدين.
فعلًا قدر يوصل لبدر الدين
أيوب المحامي، وحاول يقتله لكن المحامي هرب، فتوقع إنه عند واحد صديقه ،
وراحله بيت الصديق يسأل عنه، ولما الصديق ده قاله معرفش هو فين، ضربه
بالرصاص وهرب، لكن ربنا ستر والرصاصة طاشت وجت في فخد الراجل.
بعد
ماضرب الصديق وهرب، قدر يوصل لمراته نوال، وضرب عليها 6 رصاصات ، لكن
لحسن حظها أخطأتها الرصاصات الستة، بينما اتصاب صاحب البيت اللي ساكنة
فيه..
التهويل في الحكاية خلى محمود هو المطلوب رقم واحد
في مصر وقتها، مطلوب أمنيًا لجرايمة الكتير، ومطلوب سياسيًا لتشويه صورة
الدولة، وخرجت التوجيهات بسرعة القبض عليه..
بعد تشديد الكماين، دخل
محمود برجله في كمين كان موجود جنب مستشفى من المستشفيات، ولما حس إنه
محاصر وانه لو مشي خطوة واحدة هيتقبض عليه، فقرر ينط سور المستشفى، فلحقه
البوليس جوة المستشفى. لكن محمود كان نط السور التاني للمستشفى وهرب..
هرب
محمود وراح على حلوان، وهناك اتكرر الموضوع ولقى نفسه في وسط كمين، وانه
لو كمل هيروح في خبر كان، في للحظة عدا بياع لبن كان للأسف هو الحل..
محمود أجبر بياع اللبن إنه يقلع هدومه ويلبسها هو، وبكده فلت من البوليس للمرة التانية في نفس اليوم، لكن التالتة مش دايمًا تابته.
راح
محمود على مغارة في صحرة حلوان وقال يلبد فيها يومين لحد ما الأمور تهدي،
لكن الأمور مهديتش والبوليس لقى الهدوم اللي بدلها محمود مع بياع اللبن.
وقتها البوليس شمم الكلاب البوليسية هدوم السفاح وسابها في صحرة حلوان لحد ما جابوا أترة..
البوليس
حاصر المغارة، وحصل تبادل لضرب النار مابين محمود والبوليس، لكن زي ما
حياته كلها حكايات مش عارفين حقيقة حجمها، فقصة وفاته برضه فيها حكايتين.
الأولى
إن البوليس قتله بـ 17 رصاصة، والتانية إنه بعد ما ضرب هو والبوليس النار
على بعض خلص الرصاص اللي معاه، واتفضلت واحدة بس فضربها على نفسه ومات..
طبعًا إنت فاكر إن دي كانت نهاية السفاح؟؟
لأ لسه ماخلصتش..
بعد ما مات محمود أمين خرجت الجرايد بمانشيتين تحت بعض، الأول عنوان مالي الصفحة وبيقول.. مات السفاح
وتحته ومن غير فواصل عنوان بيقول عبد الناصر في زيارة لباكستان..
العنوانين اللي تحت بعض بدون فواصل عملوا مشكلة، وعبد الناصر اتضايق، وأمم الصحافة بسببها.
تفتكر خلصت الحكاية؟؟
لأ
لسه، بعدها البوليس فتش بيت السفاح فلقى كراسة جواها صورة مراته وولادة،
ولقى معاها جواب مكتوب عليه، يُسلم لرئيس تحرير الأهرام، محمد حسنين هيكل.
الجواب كان فيه مذكرات السفاح، وكان العنوان اللي حاطه للمذكرات.. محمود أمين يتكلم بعد صمتٍ طول..
طبعًا المذكرات كانت سبق صحفي فرح بيها حسنين هيكل ونشرها زي ما هيا.
لكنه بعد النشر فوجيء بإن المذكرات فيها أجزاء مسروقة من كتاب أم النبي، للكاتبة عائشة عبد الرحمن المشهورة بإسم بنت الشاطىء.
طيب تفتكر خلصت حكاية السفاح بعد نشر المذكرات المسروقة؟
برضه مخلصتش..
لأن
قصته اتعملت في أكتر من عمل فني وروائي وصحفي، منها رواية اللض والكلاب
لنجيب محفوظ، واللي اتحولت لفيلم سينمائي، واتقدم كمسلسل بنفس الأسم في
التليفزيون.
وفيلم الهروب لأحمد ذكي، وشنبو في المصيدة وهو صورة كوميدية للقصة.
وإتعملت كتاب بإسم سفاح مصر، ده غير مذكرات الزوجة نوال عبد الرؤوف واللي اتنشرت في جريدة الأخبار.
https://m.janatna.com