بدأ كل شيء ذات يوم أثناء عملية عسكرية أمريكية في أفغانستان ،
لم تعد كتيبة ( مجموعة ) من الجنود الأمريكيين من مهمة ، حاولوا الإتصال
بهم عبر الراديو لكن لم يجبهم أحد .
على
الفور تم إرسال فرقة عمل من القوات الخاصة إلى الصحراء للبحث والعثور على
الفرقة المفقودة واستعادتها والتى كان من المفترض أن تقع في حصار أو أن
الجنود قتلوا أو أسروا من قبل العدو ، عند وصولهم إلى المنطقة التي
غادرت فيها الفرقة المفقودة بدأ الجنود بتفتيش المنطقة وسرعان ما وصلوا عبر
مدخل كهف كبير كانت بعض الأشياء ملقاة عند مدخل الكهف والتي عند الفحص
الدقيق تبين أنها أسلحة ومعدات الجنود المفقودين .
كانت المجموعة تنظر بحذر حول مدخل الكهف ، عندما قفز فجأة شخص عملاق أطول من شخصين عاديين مكدسين فوق بعضهما البعض ، بعض
التقارير تشير إلى أن هذا الرجل العملاق كان بطول يصل إلى 15 قدمًا ذو رأس
حمراء وحذاء الموكاسين الجلدي ورائحته مثل ” الجثث ” ، صرخ بغضب وأصاب أحد الجنود بحربة فبدؤا في إطلاق النار على العملاق ببنادق باريت 50 بي إم جي وبالرغم من هذه القوة النارية الهائلة استغرق الأمر 30 ثانية كاملة من القصف المستمر للعملاق لإسقاطه على الأرض .
عملاق قندهار |
كانت
الفرقة مسلحة ببنادق آلية كاملة من طراز أم4 ، و بنادق استكشافية (نصف
آلية) ، وبنادق باريت أم 107 المضادة للعتاد التي تطلق عيار 0.50 من طراز
بي أم جي ، كما جاء في أحد التقارير .
بعد
مقتل العملاق فتشت القوات داخل الكهف وعثرت على جثث الرجال من الفرقة
المفقودة وقد قُضِمت حتى العظام ، و حتى البشرية أكبر سناً ، توصل الجنود
إلى إستنتاج مفاده أن هذا العملاق الذي يأكل الإنسان كان يعيش في هذا الكهف
لفترة طويلة ، ويلتهم من يمر به.
أما جثة
عملاق قندهار فبلغ وزنها 500 كيلوجرام على الأقل وتم نقلها جواً إلى
القاعدة العسكرية المحلية حيث قام الجيش بتحميلها على مروحية من طراز شينوك
والتي نقلتها إلى طائرة نقل حيث لم يرها أحد مرة أخرى .
أُجبرت القوات على توقيع اتفاقيات عدم إفشاء حتى تتمكن الحكومة الأمريكية من إسكاتهم جميعًا لكن في النهاية كسر الجنود صمتهم لأنه كما قال أحد الرجال لاحقًا أنه للناس الحق في معرفة الحقيقة .
حادثة
أقرب ما تكون إلى الخيال إلا أن مدى الإنتشار الذي حظيت به دفعت بأعلى
السلطات الأمريكية إلى إصدار بيان حول هذا الأمر فما قصة هذا العملاق ؟ وما الذي حدث في أفغانستان ؟وما علاقة الكتاب المقدس بالموضوع ؟
تبدأ القصة منذ عام 2002 وتحديدا خلال خوض الولايات المتحدة عملية الحرية الدائمة ضد حركة طالبان في أفغانستان آنذاك ، كانت المعارك على أشدها ، القتلى تتساقط من الجانبين والمدن تدمر بمن فيها .
شهدت قندهار أشرس هذه المعارك كون حركة طالبان كانت تعتبرها عاصمتها في ذلك الوقت وفي
جبال قندهار ومغامروها حدث ما لم يكن في الحسبان ففي هذا العام اختفت إحدى
دوريات الجيش الأمريكي التي كانت تقوم بجولة استكشافية في إحدى الجبال
المنعزلة ، انقطع التواصل مع الدورية تماماً إلى أن قام المسؤولين بإرسال فرقة خاصة من الجيش الأمريكى للتحقق من ما حدث لهذه الدورية .
وصلت فرقة العمليات الخاصة إلى الموقع التي اختفت فيه هذه الدورية وهو كهف مظلم وعميق ، على مدخل الكهف بدأت تظهر معدات الجيش متناثرة هنا وهناك ولكن لا أثر لأي جندي من الدورية المفقودة .
فجأة ومن دون سابق إنذار خرج لمواجهة الجنود ما لم يتوقعه أحد فخرج عملاق من داخل الكهف ، نعم عملاق وليس بالمعنى المجازي بل بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فمن هو عملاق قندهار ؟
عملاق
قندهار هو عملاق ذو شعر أحمر وستة أصابع في كل طرف من أطرافه والبالغ طوله
15 قدما مكثوا فقط برداء جلدي يستر قسمه السفلي ورائحته تشبه رائحة الجثث.
انصدم الجنود من المنظر الذي ظهر أمامهم فجأة ولم يستفيقوا من صدمتهم إلا عندما قام هذا العملاق بقتل جندي منهم برمح مسنن ، وهنا بدأ الجنود بإطلاق النار باتجاه العملاق لثلاثين ثانية متواصلة مستخدمين مختلف الأسلحة الصغيرة والمتوسطة التي كانت بحوزتهم .
نتيجة
لإطلاق النار الكثيف سقط العملاق على الأرض مدرجا بدمائه ليتم بعدها نقل
جثة عملاق قندهار كما أطلق عليه عبر طائرة مروحية كبيرة من نوع تشينوك وبعدها على متن طائرة نقل خاصة ليختفي العملاق تماما دون أثر .
نقل عملاق قندهار بطائرة مروحية |
أما الجنود فقد أجبروا على توقيع اتفاقيات حفظ السرية مع الحكومة الأمريكية بحسب المصادر التي ذكرت هذه القصة .
السؤال الآن إن كان الجنود قد وقعوا اتفاقيات حفظ السرية وجثة العملاق اختفت فكيف انتشرت قصة عملاق قندهار بهذه الدرجة الكبيرة ؟
الجواب يكمن في فيديو انتشر عام 2016 على قناة في اليوتيوب تابعة للكاتب وصانع الأفلام L. A. ” Marzulli ” هذا الكاتب معروف بربطه لكل الأحداث المعاصرة المفهومة وغير المفهومة بتنبؤات الكتاب المقدس إن كان من الأسفار القديمة أو الحديثة ، الفيديو
الذي نشر في الثالث عشر من أغسطس عام 2016 ضمن سلسلة watchers المعروضة
على القناة أثار ضجة كبيرة وأعيد نشره و تداوله في أكثر من قناة ووسيلة
تواصل اجتماعي ، في هذا الفيديو الشخص الذي سرد القصة أو بالأصح كشف
النقاب عن هذا السر الخطير كما أسماه اكتفى بذكر أنه كان من الجنود الذين
حضروا الموقعة مع عملاق قندهار وفضل أن يشار إليه Master K فقط
بالطبع تم التعتيم على وجهه ولم يتم ذكر الزمان والمكان الذي قام L. A.
Marzulli باستضافة ضيفه الغامض ربما بسبب الاتفاقية التي وقعتها الفرقة
الخاصة سابقا .
القصة التي ذكرتها سابقا هي
بالضبط ما ذكره Master K هذا في مقابلته مع L. A. Marzulli حتى دون أن
يذكر موقع الحادثة بالتحديد واكتفى بالقول أنه موقع معزول في أفغانستان و هنا
تدخل L. A. Marzulli وأورد أن هذا المخلوق هو من المخلوقات التي ذكرها
أسفار الكتاب المقدس باسم Nephilim أي الجبابرة المسقطين بحسب أقرب ترجمة
لاسمهم فهم حتى في النسخ المعربة من الكتاب المقدس يطلق عليهم في أغلب الأحيان Nephilim وقد ورد ذكرهم في سفر التكوين وأسفار أخرى .
هذه المخلوقات هي نتاج تزاوج أبناء الآلهة وبنات آدم وهي عبارة عن عمالقة جبابرة يتميزون بالضخامة غير العادية والقوة الاستثنائية كما أن هؤلاء
العمالقة بحسب L. A. Marzulli سكنوا الشرق الأوسط قبل وبعد طوفان نوح وكان
من الناجين الوحيدين الذين نجوا من الطوفان دون ركوب السفينة .
هل ذكركم هذا بشيء نعم أصدقائي يبدو أن أول ما خطر في ذهنكم أن عملاق قندهار هو أحد أحفاد عوج بن عناق الذي تناولنا موضوعه مفصلا في إحدى المقالات يمكنك الاطلاع عليها من هنا .
عمالقة منذ الزمن الغابر وأسرار مثيرة بالطبع ستكون مادة دسمة للمؤيدين والمعارضين على حد سواء فمع انتشار الفيديو بدأت نظريات المؤامرة الظهور مجددا لتأكيد واقعية الحادثة وبالأخص بعد أن تم حذف الفيديو عن القناة لاحقا وفي المقابل برزت أصوات أهل العلم والدراسة النافية للموضوع من أساسه لنبدأ
مع مختصين بدراسات الكتاب المقدس الذين يؤكدون بدورهم أن قصص Nephilim هي
مجرد استعارة ووردت في الكتاب المقدس وليست مبنية على وجود عمالقة بطول 15
قدم يسكنون الصحراء .
أما الجهات الرسمية فمع انتشار قصة عملاق قندهار وأخذها أبعاد كثيرة كان لا بد من أن تتحرك وهو ما جرى وتحديدا عبر موقع SNOPES الشهير والمختص بكشف الحقائق والتحقيق بكل ما هو غير مفهوم والذي كان الصداق في حسم الجدال فتوجه القائمون على الموقع إلى وزارة الدفاع الأمريكية مباشرة للإستفسار عن الحادثة الغريبة .
أحد
المتحدثين باسم وزارة الدفاع الأمريكية أعطى الجواب الحاسم وقال ليس هناك
أي تقرير أو معلومة تفيد بقتل أحد أعضاء القوة الخاصة على يد عملاق في
قندهار كما أن سجلات وزارة الدفاع أظهرت أن هناك بالفعل جندي يحمل اسم دان قتل في قندهار عام 2002 واسمه الكامل دانييل روميرو إلا أن دان هذا لم يقتل على يد عملاق بل في انفجار قنبلة قضت عليه وعلى ثلاثة من رفاقه كما أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع إلى وجود حالات اختفاء لجنود أمريكيين ومقتلهم على أبواب الكهوف والمغاور إلا أن الجاني معروف وهم بحسب قوله أفراد طالبان المتعارف عنهم إنهم يلجئون إلى الجبال والكهوف المنعزلة بشكل خاص .
إذا
أصبح الأمر واضحا قصة عملاق قندهار على ما يبدو ملفقة من قبل Master K
الغامض ومن غير المؤكد إن كان L. A. Marzulli شريكا في فبركة القصة أم
أنه هو الآخر وقع ضحية هذا الرجل الذي قد يكون استغل ما يشتهر به L. A.
Marzulli من كونه من أنصار نظرية المؤامرة وتخصصه في الكتاب المقدس
ونبوءاته كما ذكرنا سابقا .
ولكن ورغم كل
ما تقدم من دلائل وغياب السجلات التي توثق وجود جثة العملاق أو حتى مقتل
الجندي دان على يده لم يقتنع المؤيدون لنظرية المؤامرة وعلى رأسهم L. A.
Marzulli بالموضوع ، فالرجل بحسب ما ورد على موقع صحيفة الديلي ستار قد قاموا بالتواصل مع العديد من المواقع اليمينية المتطرفة المناهضة للحكومة وأخبرهم
بأن الحكومة الأمريكية تقوم بإخفاء هذه الحادثة غير العادية وقد عمدت إلى
إخفاء جثة عملاق قندهار في أحد مواقع الأبحاث السرية.
L. A. Marzulli أخبر هذه المواقع أيضا أن رجال الشرطة يسعون بشكل حثيث إلى إخفاء نبؤات الكتاب المقدس عن العامة وقد قال في إحدى لقاءاته أن الناس لديهم الحق ليعرفوا عن هذه الأشياء وإن
كان هناك فعلا عمالقة يتجولون في الأرض والجيش الأمريكي يقتلهم أو يأسرهم
فالأمريكيين لهم كل الحق بمعرفة ما الذي يحدث طبعا بحسب قوله L. A.
Marzulli
وبذلك ورغم التصريح الواضح والقاطع من وزارة الدفاع الأمريكية حول هذا الموضوع ورغم نفى الأدلة القطعية لحدوث الحادثة الشهيرة ، أضيف
أنه من غير المنطقي أن يتواجدوا مثل هكذا عملاق في بلد كثيف السكان
كأفغانستان ولم يرد بخصوصه أي تقرير قبل هذه الحادثة لا من وسائل الإعلام
المحلية أو حتى الأجنبية .
إلا أن أنصار نظرية
المؤامرة يرون أنها مؤامرة جديدة من حكوماتهم لتغييب الحقائق وجعلها تبدو
قصصا ملفقة أو دروبا من الخيال حالها كحال العديد من المواضيع الأخرى وعلى
رأسها الفضائيون وزياراتهم المتعددة إلى كوكبنا .
https://m.janatna.com