عزيزتى الأم عليك أن تعلمي جيدا أن مقولة
“أبناؤنا هم من يربوننا” ليست بمزاح ولكن تلك هي الحقيقه فأمومتنا هي من
سوف تعيد تربيتنا من جديد فأنت قبل أن تصبحي أماً كنت تتمتعين ببعض الصفات
وكذلك ببعض الطباع التى أصبح ولابد أن تقومى بالتخلى عنها. فمثلا: هناك أم تشتكي من عصبيتها على أطفالها
وتضع الكثير من المبررات من ضغوطات الحياه ومشكلاتها المتعدده وماتمر به
من أزمات، وهذا أمر أصبح من الضرورى التوقف عنه تماما فأنت يجب أن تبدئى
التغيير متدرجه حتى تصبحين بحجم أمومتك وقد أصبحت كل هذه الأعذار بلا قيمه
فأبناؤك لاذنب لهم. وهناك أخرى تشتكى من هوسها بالتنظيم والترتيب تلك أيضاً
ينبغى أن تتوسع فى أمومتها بحيث تعلم أنه لايوجد بيت به أطفال ويبقى منظما
ومرتبا طوال الوقت ونحن نعلم أن من حق زوجك أن يعود للبيت فيجده منظما لذا
يمكنك القيام بذلك قبل مجيئه مباشرة.
لتقليل عصبيتك مع الأطفال: إليك خطوات عملية جدا إذا طبقتيها تساعدك كثيرا |
خطوات عملية للحد أو التقليل من عصبية الأم مع أطفالها:
يجب أن تتذكر الأمهات أن الدراسات العلمية أثبتت أن تعرض الطفل لنوبات
الغضب من أهله، والضرب والعصبية يجعله أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية
خطيرة بالاكتئاب والميل للانتحار والرغبة فى الوحدة.
فى بداية كل يوم، يمكن أن تعاهد الأم نفسها بألا تهين طفلها أو تسبه مهما
ارتكب من أخطاء وألا تضربه نهائيا وألا تصرخ فى وجهه أو تخاصمه.
يجب أن تذكر الأم نفسها دائما بأن أطفالها لا يزالوا في مرحلة استكشاف
العالم من حولهم، ومن الطبيعى فى هذه المرحلة أن يتمتعوا بالنشاط والإنطلاق
ويكون لديهم الكثير من الفضول والرغبة فى الحركة المستمرة والنشاط، ويجب
أن تفرح لأن طفلها بصحة جيدة ويمكنه أن يستكشف العالم من حوله.
لتتجنب أن يستفزها الأطفال ويرتكبون خطأ يعرضهم للخطر أو يتلف شيء فى
المنزل، من المهم أن تجهز لهم مكانا مناسبًا بعيدًا عن الأشياء القابلة
للكسر أو مصادر الخطر على حياتهم حتى يلعبوا بأمان ودون أن تكون أعصابها هي
متوترة ومشدودة.
لو لاحظ الطفل أنها رأته، يجب أن تأخذ موقف وإلا يعتقد أن ما فعله صحيحًا،
ولكن يجب أن تغير من وضعها قبل أن تبدأ فى عقابه كي تكون أكثر هدوءًا،
وتتذكر أن هدف العقاب هو تقويم السلوك وليس تعذيب الطفل.
إذا نجحت الأم فى ضبط انفعالاتها فى مواجهة أخطاء الطفل أو استفزازه لها،
يمكن أن تكافئ نفسها كي تحفزها على التحكم في أعصابها وعدم الإستسلام
للغضب.
لو فشلت الأم مرة أو اثنتين فى التحكم فى أعصابها، لا يجب أن تيأس وتعتقد
أنها أم فاشلة أو تيأس من أن تكون أكثر هدوءًا، ولكن عليها أن تهدئ من
نفسها وتقول إن فشلت هذه المرة سأنجح فى المرة القادمة.
من المهم أن تتبين الأم الجوانب الإيجابية فى أولادها وتثني عليهم حين
يفعلون شيئًا صحيحًا أو تلاحظ أنهم تعلموا من خطئهم ولم يكرروه، وتخبر والد
الطفل أمامه أنه تصرف بطريقة صحيحة وتتباهى به معه كي تشجعه على الإستمرار
فى السلوك الجيد.
نصيحة لكل أم: لا تكوني أما عادية:
مهما
كثرت ضغوظ الحياة عليك ومهما تشعبت أمامك الأمور تذكري عندما حملت بأطفالك
مدى فرحتك، تذكري أنك طالما سألت الله أن يرزقك إياهم، لذا عليك التحلي
بالحكمة والتفكير قبل رد الفعل وهي من أعظم المهارات التي عليك اكتسابها،
وطبعا لا تنسي أيضا أنك قدوة فاهتمي بنظافة فكر طفلك من كل الكلمات السيئة
وغير اللائقة كما تهتمين بنظافة ملابسه كل يوم، غذي عقله بالعقيدة الراسخة
كتغذية جسده، اهتمي بأن يصلي الفروض والسنن في وقتها كما تهتمين بكتابة
واجباتهِ، اهتمي بذهابه للمسجد وحفظه للقرآن كما تهتمين بذهابه للمدرسة،
إحكي له قصص الأنبياء فالصحابة فالتابعين فالصالحين ليُحبهم ويقتدي بهم،
علميهِ ما معنى “لا إله إلا الله ” قبل أن تعلميه الحروف الأبجدية، حدثيه
عن الجنّة قبل أن تحدثيه عن الدّنيا، علميه احترام الكبار وآداب الطعام،
وصلة الأرحام، علميه الأخلاق الحميدة كوني أما عظيمة، احتسبي تربيتهم لله
ليبارك الله فيهم، أنشئيهم نشأة صحيحة حتى إن ساروا في لهو الحياة اتخذوا
المسجد طريقا والصُحبة الصالحة ملاذا، والقرآن رفيقا، والجنة هدفًا كوني
أُمّا يُقتدى بها في التَّربية كوني صديقة وحبيبة وقريبةً لا أُما فقط!
الأُمَّة تحتاج لرجالٍ لا يخافون في الله لومة لائم لا تلهيهم الدُّنيا عن
الآخرة، فكوني أنتِ من يصنعهم.
https://m.janatna.com