الشعور بالتوتر والمشاعر السلبية
بصفة عامة لا يقتصر اليوم على الكبار فقط بل امتد ليشمل الأطفال أيضا،
لنعلم أطفالنا وتلاميذنا كيفية إدارة التوتر والمشاعر السلبية سواءا كان في
حياتهم اليومية العادية أو خاصة عندما يكونون مقبلين على الإمتحانات..
نتناول في هذا المقال أهم الإستراتجيات والحلول لتعليم أطفالنا كيفية إدارة
التوتر والمشاعر السلبية التي تنتابهم. تابعوا للنهاية.
![]() |
كيف نعلم أطفالنا عامة وطلابنا خاصة كيفية إدارة التوتر والمشاعر السلبية؟؟ طرق ناجعة جدا لذلك |
ماهي أهم المشاعر التي تنتاب الطفل؟؟
يتفاعل الأطفال عادة مع المواقف التي تحدث لهم توترا معينا، وذلك باستخدام أفضل الوسائل الحدسية التي يعرفونها، ولكن مع الأسف الشديد، ليس لدى البعض منهم إلا القليل جدا من استراتيجيات إدارة التوتر أو التأقلم معه. جميع
التلاميذ يواجهون -في الحقيقة- مواقف مرهقة ومولدة للتوتر والانزعاج، فإذا
لم نعلمهم كيفية الاستجابة لها وإدارتها بشكل جيد، فسيجدون طرقهم الحدسية
الخاصة للتأقلم معها، وقد ينجحون في ذلك، وقد لا ينجحون.
في عالم مثالي، يجب على جميع الآباء تعليم أطفالهم استراتيجيات التأقلم
الصحية والفعالة للتعامل مع تقلبات الحياة. ولكننا بعيدون كل البعد عن
العيش في عالم مثالي.
–
أليس صحيحا أن العديد من تلاميذك لا يعرفون كيف يفعلون شيئا بسيطا مثل
الإعتذار؟؟ فعندما تطلب منهم الإعتذار، فإنهم ينفخون أوداجهم، ويطلقون
عبارة ‘أنا آسف’على مضض بالطبع، هذه ليست الطريقة المناسبة للإعتذار بصدق.
وقس على ذلك، كم مرة ترى تلميذا يلف عينيه ناظرا إلى السماء، أو ينتفخ
وجهه، أو يقوم بإيماءات عدوانية عندما يزعجه أو يوتر أعصابه شيء ما.. هل
فكرت أمام حالة كهذه، في أن هذا التلميذ يستخدم بالفعل أفضل استراتيجيات
التأقلم، إن لم تكن الوحيدة التي يعرفها؟
أنك تفضل بشكل عام التعامل مع الموقف وعدم الهروب منه بالتشكي، فإنك ستجد
هنا بعض الاستراتيجيات لتعليم التلاميذ كيفية الاستجابة بشكل جيد للظروف
التي يمكن أن تسبب له التوتر وكيف يدير مشاعره بفعالية.
حلول واستراتيجيات للفصل الدراسي:
استراتيجيات التأقلم وإدارة التوتر لتلاميذك، يمكنك اعتماد طريقتين
اثنتين: التدريس والنمذجة. على الرغم من أن النمذجة جزء لا يتجزأ من أي
تعليم جيد، إلا أننا نتعامل هنا مع هذين البعدين بشكل منفصل.
استراتيجية التدريس:
–
فلحل مشكلة ما، لا تنتظر حتى يظهر موقف مسبب للضغط والذي قد يدفع الطالب
للرد عليه بشكل غير سليم. بدلا من ذلك، حدد أوقاتا معينة لتشرح لطلابك أن
التوتر والغضب والحزن والإحباط ومشاعر الرفض والمشاعر المماثلة كلها مشاعر
إنسانية طبيعية.
– ثم تحدث معهم عن الطرق السليمة والمناسبة للتعامل مع تلك المشاعر.
–
لتعليم استراتيجيات الإدارة الفعالة للعواطف لطلاب، فإن لعب الأدوار مفيد
جدا هنا. كن حريصا بشكل خاص على عدم إعطاء درس واحد فقط عن الموضوع. ذكّر
التلاميذ بإستراتيجيات الإدارة المناسبة من وقت لآخر وحدد متى يستخدمونها
بالفعل.
استراتيجية النمذجة:
أما النمذجة فتتمثل في إعطاء نموذج واضح للطلاب، وذلك باستخدام
استراتيجيات التأقلم السليمة والمناسبة الخاصة بك أنت عندما تواجه المواقف
التي تبعث على التوتر، من خلال تصرفك أنت بالذات كمعلم بطريقة مهنية في
جميع الأوقات. تذكر أنه من المرجح أن يفعل تلاميذك ما تفعله أنت أكثر مما
تقوله.
–
لا تتردد أبدا في طلب المساعدة من الوالدين في مثل هذه الظروف. إذا تعاملت
مع الموقف بشكل احترافي، فسيقدر الآباء اهتمامك بأطفالهم. لا يعني ذلك أن
تتصل بوالدي أحد الطلاب في كل مرة لا يتصرف فيها بشكل مناسب. ما نقصده هو
الآتي: إذا لاحظت أن أحد التلاميذ يواجه مشكلة جدية في إدارة عواطفه
واعتماده عادات سيئة معينة، فمن المفيد إخبار والديهم بذلك.
يجب أن نعلم:
يمكن لجميع الطلاب الإستفادة من تعلم استراتيجيات الإدارة الفعالة للتوتر.
حتى أولئك الذين يعلمهم آباؤهم كيفية التعامل مع المواقف الضاغطة
والمتوترة، يمكنهم الإستفادة من التذكير ومن جلسات التدريب.
كثير من الطلاب لا يمتلكون إستراتيجيات جيدة للتكيف والتأقلم، فهم يبتكرون
في أغلب الأحيان طرقهم الخاصة بهم للتعامل مع عواطفهم، وغالبا ما يفاجئون
المعلم بسلوكياتهم غير اللائقة عندما يحصل لهم توترا معينا.
لذا، تخلص من هذه المشكلة في مهدها بتعليمهم التعامل مع المواقف المختلفة
قبل ظهورها. ثم استمر في تذكيرهم بهذه الاستراتيجيات بالإضافة إلى إعطاء
نموذج لهم ومدح كل طالب يقوم باستخدامها.
ظرورة إزالة الحواجز المادية بين المدرس والطلاب:
لقد ثبت مرارا وتكرارا أن الحاجز المادي يخلق دائما حاجزا نفسيا، مثلا إذا
استمعت إلى متحدث يقف خلف منبر بعيد عن الجمهور، فلن تشعر بنفس الشعور كما
لو كان يختلط ويتفاعل مع جمهوره… وإذا دخلت غرفة لمقابلة شخصية ما، وكان
هذا الشخص جالسا خلف مكتبه، فسيشعرك هذا الأمر برهبة أو بمسافة أكثر مما
لو ترك مكتبه وجلس بجانبك. فبمجرد إزالة الحاجز (في هذه الحالة، المكتب)،
يصبح الوضع أكثر ألفة.
في كثير
من الأحيان، وعادة دون وعي منهم، يقوم بعض المعلمين بإنشاء حاجز مادي بينهم
وبين التلاميذ، سواء من خلال مكتب أو مساحة مخصصة لهم في القسم. صحيح أن
التلاميذ لا يعتقدون بصفة واعية أنك قد وضعت حاجزا ماديا (وبالتالي، نفسيا)
بينك وبينهم، ولكن سلوكهم يظهر أن عقلهم الباطن يدرك ذلك.
هل فهمتم الفكرة العامة؟؟ دعوة إلى كل المعلمين لتطبيقها مع طلابهم في فصلهم.
حلول بسيطة لهذه المشكلة:
جرب الأمر التالي:
لاحظت أن أحد الطلاب يتصرف بشكل غير لائق، فما عليك سوى السير نحوه
والتوقف بالقرب منه، دون النظر إليه. ثم واصل الدرس ببساطة دون مقاطعة نفسك
ولكن ابق قريبا منه. ستلاحظ دائما تحسن سلوكه.
ماهو السبب؟؟
الطلاب صعوبة أكبر في إساءة التصرف عندما يكون شخص بالغ بالقرب منهم..
هناك شيء آخر يجب الانتباه له: لقد ثبت أن المدرسين يميلون إلى الإستقرار
في منطقة الراحة والإنجذاب نحو نفس النقطة في الفصل الدراسي، وهو أمر غير
فعال أبدا، حيث ثبت أيضا أن معظم مشكلات الإنضباط تحدث عندما يكون الطالب
بعيدا عن المدرس.
ما هو الحل إذا؟
اسأل نفسك السؤال التالي: إذا دخل شخص ما إلى قسمك، وسأل طلابك عن مكان
وجود معلمهم عادة، فهل سيعرفون ماذا سيقولون؟ يجب أن يكون ردهم: إنه يتحرك
في كل مكان، إنه لا يبق في مكان واحد لفترة طويلة.
إن معظم المدرسين، إذا كانوا صادقين مع أنفسهم، سيضطرون إلى الإعتراف بصدق
أنهم يميلون إلى التحرك في نفس المكان في فصلهم الدراسي.
https://m.janatna.com