تختلف مقاييس الجمال بإختلاف الثقافات والعادات
والتقاليد من دولة لأخري ، كما تختلف بإختلاف الحضارات ومرور الأعوام ، فما
كان يعد قديماً من علامات الجمال قد يصنف من مظاهر القبح في عصرنا الحالي ،
ولكن تظل بعض الشعوب والقبائل حريصة علي عاداتها وتقاليدها القديمة
المتوارثة برغم غرابتها وغموضها أحياناً . 

»أغرب مقاييس الجمال لدي قبيلة “كايان” 

في
مقاطعة “ماي هونغ سون” في الشمال الغربي من تايلاند ، التي تشتهر نساؤها
بمظهر مميز غارق في القِدم وهو إرتداؤهن حلقات نحاسية مدي الحياة حول
أعناقهن تسمي “خاتم العنق” أو “لفائف الثعبان النحاسية” ، والتي قد يصل عددها إلي 25 حلقة ، فما سر تلك الحلقات النحاسية ولماذا إستمرت هذه العادة الغريبة حتي الآن ؟ 

في
تقليد فريد من نوعه تحرص نساء قبيلة كايان علي لف مجموعة من الحلقات
النحاسية حول أعناق بناتهن ، بداية من سن الخامسة من العمر ، مع إضافة
المزيد من الحلقات الجديدة تدريجياً ، من أجل الحصول علي رقبة طويلة مميزة
بشكل لافت ، حتي تتكيف عظام الرقبة مع تلك الحلقات ويزداد طولها تدريجياً ،
فكلما كانت رقبة الفتاة أطول كانت أجمل! حتي أطلق علي نساء القبيلة إسم الزرافات . 

وبالرغم من ثُقل وزن هذه الحلقات المعدنية الذي قد يصل إلي 10
كيلوجرامات للمجموعة النحاسية الكاملة ، إلا أن نساء القبيلة يعتبرنها
جزءاً لا يتجزأ من أجسادهن ، ونادراً ما يلجأن إلي خلعها ، إلا في حالة
إستبدالها بحلقات أطول ، فلا تري نساء قبيلة الكايان رقابهن إلا مرة واحدة
كل عشرة أعوام . 

وقد أفاد العديد من
النظريات بأن إرتداء تلك الحلقات جاء لعدة أسباب ، منها الحماية من هجمات
الحيوانات المفترسة كالنمر أو الرغبة في التشبه بالتنين ، وهو رمز مقدس في
ثقافة القبيلة وفي قول آخر أن إرتداء تلك الحلقات جاء تفادياً للأسر والسبي
، فهو يجعل المرأة تبدو أقل جاذبية وغريبة المظهر لدي القبائل المعادية
الأخري . 

إرتبط هذا التقليد بأسطورة
متداولة تفيد بأنه في حال إزالة هذه الحلقات النحاسية فإن رقبة الفتاة سوف
تنكسر ، وبرغم تعدد الأسباب فإن نساء القبيلة يفتخرن بالحفاظ علي هوية
القبيلة الثقافية ، وهو ما جعل المنطقة مقصداً للسائحين من مختلف أنحاء
العالم منذ منتصف الثمانينيات لمشاهدة هذا الإرث النادر .

https://m.janatna.com