“نهاد رزق وديع حداد” هو اسم قليل جدا
اللي هيعرفه، ولكن الطفلة صاحبة الاسم ده أجبرت كتير إنهم يدعموها بعد لما
اعادت تشكيل خريطة الغناء العربي هى صوت لبنان الدافئ وجارة القمر وعصفورة
الشرق “فيروز” اللي خطفت قلوب أجيال كتير.
مؤخرًا تداول رواد
مواقع التواصل الاجتماعي انباء عن وفاة الفنانة فيروز، ولكن ظهرت بنتها
ريما وعبرت عن استيائها من الخبر ونفت الشائعة حتى انها نصحت صانعي
الشائعات انهم يهتموا بالاخبار الحقيقية.
يذكرر ان المطربة الجميلة فيروز إتولدت فى جبل الأرز فى لبنان يوم 21 نوفمبر سنة 1935.
وكبرت
في اسرة مسيحية “كاثوليكية” فقيرة، فوالدها هو وديع حداد وكان بيشتغل عامل
مطبعة وهو من اصول تركية، اما والدتها فهى السيدة ليزا البستاني.
عشقت فيزوز الفن من صغرها ولاحظت والدتها مدي اهتمام طفلتها بالغناء وهى بتشوفها بتسمع الاغاني من صوت راديو الجيران.
وبدأت
فيروز مشوارها الفني في الاربعينات بعد لما اكتشفها الموسيقار الفلسطيني
“حليم الرومي”، وقدمها كواحدة من ضمن كورال الإذاعة اللبنانية، وكانت لسه
ماكملتش 6 سنوات واختارلها اسم فيروز اللي فضل ملازمها حتى الآن.
وبعدها
قرر الفنان محمد فليفل انه يتبنى موهبتها، حتى انه اعلن في واحدة من
الحفلات المدرسية عن اكتشافه، اللي هيعيد تشكيل خريطة الغناء في الوطن
العربي، ولكن والدها كان رافض فكرة ان بنته تحترف الغناء، وانها تقف أمام
المُشاهدين، ولكن اقنعه محمد فليفل انها مش هتغني غير بس اغاني في حب
الوطن، فإضطر والدها انه يوافق ولكن بشرط وهو ان اخوها ” جوزيف” يبقى معاها
طول فترة دراستها للموسيقى في المعهد الوطني.
وبالفعل تم الاعلان
عن موهبة فيروز وانضمت لفرقة الإذاعة الوطنية، بمقابل مالي وهو “100 ليرة
لبنانية”، وده بعد شهور قليلة من دخولها المعهد الوطني للموسيقى.
وفي
فترة الخمسينات أصيبت بسهام الحب بمجرد لما شافت الرحباني، فاتقابوا لاول
مرة في الإذاعة اللبنانية، وكان وقتها الرحباني لسه ملحن مبتدئ وبيعزف على
آله الكمان وهي كانت مطربة معروفة للناس، فطلب حليم الرومي رئيس القسم
الموسيقي في الإذاعة من عاصي انه يلحنلها مجموعة من الاغاني.
وبمرور
الوقت توطدت علاقتهم وتحولت من اعجاب لحب متبادل من الطرفين، وأعلوا
زواجهم سنة 1955، وانجبوا 4 أبناء وهم “زياد، وليال، وريما، وهالي”.
وبعد
زواجهم تعاهدوا على التألق والنجاح اكثر واكثر، فقدمت معاه كوكتيل فني
مميز، جمع بين الموسيقى العربية و الغربية، وكانت أول أغنية رحبانية لفيروز
بعنوان “غروب”، ومن بعدها اقتحمت عالم المسرح بسلسلة من الأوبريتات
الغنائية، اللي وصل عددها ل 15 مسرحية، وكانت كفيلة انها تسجل أسطورتهم
الخاصة كواحدة من الأيقونات الفنية في الوطن العربي.
ولكن سنة 1972
اصيب الرحباني بنزيف دماغي، ومكانش قادر انه يشتغل فقرر التوقف عن التلحين
والعمل، وبدأ ابنه زياد الرحباني انه يكمل المشوار من بعده، فلحن لوالدته
الأغنية المشهورة “سألوني الناس”، وعلى الرغم من النجاح الكبير اللي حققته
الاغنية الا ان فيروز كانت حزينة جدا، لان دي هى المرة الاولى اللي هتشتغل
فيها بعيد عن زوجها، وظهر حزنها في مقطع الاغنية اللي بيقول “ولأول مرة ما
بنكون سوا”.
ويبدو أن الحب لا يدوم للابد، فبدات الخلافات تكبر بين
فيروز وعاصي، حتى وصل الأمر للانفصال سنة 1978، ومن بعد انفصالهم فضل عاصي
مع اقاربه لرعايته حتى وفاته سنة 1986، وعلى الرغم من انفصالهم الا ان
الخبر وقع على فيروز كالصاعقة وهى في واحدة من حفلاتها، فغنت فيروز وهى
بتبكي بشدة اغنية “سألوني الناس بيعز علي غنى يا حبيبي.. ولأول مرة ما
بنكون سوا”.
والجدير بالذكر ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قام
بزيارة منزل السيدة فيروز سنة 2020 ومنحها وسام جوقة الشرف الفرنسي وهو
أعلى تكريم رسمي في فرنسا، وأهدته في المقابل لوحة فنية،ووصف ماكرون اللقاء
بالـ”مؤثر والاستثنائي”، وأكد أنّه متأثّر بصوتها وفنّها.
https://m.janatna.com