عند بلوغ الطفل عمر السبع سنوات يصبح قادرا
على تحمل المسؤولية ويصبح أكثر إدراكا لمفهوم الوقت والتاريخ بشكل ملحوظ
ويفهم ما يدور حوله من أمور ويصبح أكثر وعيا للمسببات والنتائج أي يستطيع
أن يحلل سلوكه ويعرف أن ما حصل نتيجة لما فعل. وتعد المرحلة من 7-10 سنوات
مرحلة مهمة جدا من مراحل الطفل الحياتية ويتحتم علة الأبوين معرفة مميزاتها
والطريقة السليمة للتعامل مع أطفالهم في هذا العمر.
الطفل في عمر 7-10 سنوات وأهم مميزات هذه المرحلة:
يشعر الطفل بهذا العمر بالرغبة بالتعليم ويفرح لإنجازاته ويبحث عن فرص
لتحمل المسؤولية والمشاركة بمهام مختلفة. إنها فترة صناعة الشخصية والتركيز
على ما يحب وما يريد وما يميزه عن غيره.
يحرص
على اكتساب رضا وتقبل الأهل والمعلم ويحتاج للكثير من المديح الايجابي
لتعزيز مهاراته وثقته بنفسه ولكن إذا حصل العكس وتعرض للكثير من الإهانة
والعقاب فإن صورته عن نفسه ستتدنى وستؤثر بالتالي على ثقته بنفسه ورغبته في
التألق والتميز.
لذلك من أهم
المهارات في التعامل مع الأطفال بهذا العمر هو الإحترام، احترام تجاربهم،
احترام أخطائهم والتعامل معها على أنها تجارب سيتعلمون منها، احترام
رغباتهم.
عمر الطفل من 7-10 سنوات: نصائح وتوجيهات مهمة جدا للتعامل السليم مع الطفل في هذه المرحلة المهمةخم |
يجب مشاركتهم الرأي ودعوتهم للتفكير في أمور تخصهم أو في حلول لمشاكل
تواجههم عن طريق فتح باب الحوار الإيجابي وفسح المجال لهم عن التعبير عن
أنفسهم بأريحية ودون خوف.
التقليل
من الأوامر وفرض القوانين عليهم والتعامل معهم كأشخاص لهم حق بالإختيار
والرأي وأفضل طريقة لتطبيق هذا الأمر: أن أنزع من تفكيري كأم أو أب فكرة
أني المسيطر هنا ويجب أن ينصاعوا لأوامري لأني أعرف مصلحتهم واستبدالها ب:
أنا لدي رأي وقيم معينة وأرغب أن أطرحها عليكم وأتوقع منكم القبول
والتعاون.. بمجرد تغيير طريقة التفكير لدينا كمربين ستتغير تلقائيا
أساليبنا في طرح أفكارنا وسنصبح أكثر مرونة وتقبل للرأي الآخر، ومع كل هذا
نبقى نحن على وعي أكثر من أولادنا بما يضر ويفيد لذلك في أمور معينة ومواقف
مجددة يجب أن نعلن هذا ونبلغ أطفالنا أننا سنختار القرار الصحيح ونفهمهم
الأسباب وراء الإختيار.
فالحوار
الإيجابي لا يعني فقدان الأهل مرتبتهم أو تهميش دورهم كليا بل ما نعينه هو
فسح المجال للآخر (الطفل) للتعبير والمشاركة وتبادل وجهات النظر وعند
الحاجة فالبالغ والمربي سيبت بالأمر ولكن بأسلوب نقتدي فيه بالرسول عليه
الصلاة والسلام دون خشونة أو تعصب أو غلظة..
جملة من القواعد الذهبية في التربية للتعامل مع الطفل في سن 7-10 سنوات:
المشاكل التربوية لا تنتهي أبدا، فتبدأ من الولادة وتستمر إلى زواج
الأبناء وبعض المشاكل تستمر حتى بعد زواج الأبناء، فمن يعتقد أن المشكلة
التربوية لها عمر محدد أو زمن مقيد فهو مخطئ، ومن يقول أنني لا أعاني من
مشاكل تربوية فهذا يعني أنه لم يكتشف المشكلة التربوية بعد.
أنه لا توجد طريقة واحدة في علاج المشاكل التربوية أو تقويم السلوك، فكل
طفل له طريقته التى تتلاءم مع شخصيته وتعتمد على حسب عمره وتربيته وبيئته
والمؤثرات التي حوله.
اربط ابنك بالله ورسوله من خلال تعليمه وذكر قصص القرآن والسنة والسيرة
حتى يزداد تعلقا بالله ورسوله، فالطفل يرتاح لوجود الله بحياته ويعطيه
الأمن والقوة.
عليك أن تفرح بالصفات المتشابهة والمشتركة بينك وبين ابنك، وتستفيد من
الصفات المختلفة معه بتنميتها واستثمارها، فلا تنتقدها أو تطمسها أو تمسحها
من شخصيته.
ألا تحزن على تدخل الجدات في التربية حتى ولو كان خلاف تربيتك، فتربية
الأم تبقى هي الأقوى دائما، إلا في حالة لو ترك الطفل عند الجدة وانشغلت
الأم عنه طول اليوم أو غابت عنه لسفر أو دراسة أو زواج ففي هذه الحالة يكون
تأثير الجدة أقوى من تأثير الأم.
ألا تقارن بين ابنك والآخرين حتى ولو كان أخاه، فإن هذا النوع من المقارنة
مدمر له وجالب للأحقاد والكراهية، وإذا أردت أن تقارنه فقارنه بنفسه
وقدراته وقل له انك كنت بالأمس أفضل من اليوم بالدراسة أو بالطاعة وهكذا.
أن تشرح لطفلك عن التاريخ والماضي حتى يحب أصله ويشعر بقيمته، وتبين له
تاريخ بلده وحاضره وتوضح له أن تاريخنا الإسلامي هو جزء من شخصيتنا وهويتنا
وإن من لم يكن له ماض فلا حاضر له ولا مستقبل.
أن تضع قانونا في البيت للألعاب والأصدقاء والملابس والنوم والطعام
والترفيه حتى يلتزم به الطفل ويتعلم الانضباط والترتيب واحترام نظام
الأسرة، وكن حازما لا شديدا ف ي تطبيق القانون.
اترك لطفلك فرصة الاستكشاف حتى ولو حاول أن يستكشف شيئا يؤذيه، فأعطه
الفرصة مع إشرافك عليه ليتعلم من أخطائه، لأن زيادة الحماية تدمر شخصيته
وتضعف ثقته بنفسه.
لو تصرف ابنك تصرفا مخيبا للآمال فلا تعتقد أنك فشلت في تربيته بل اعتبر
هذا التصرف فرصة لك لتعزيز القيم وتكرارها مرة أخرى حتى تثبت في نفسه
وعقله.
https://m.janatna.com