»همهمة تاوس
تعد من بين أغرب وأبرز الظواهر الخارقة الغريبة التي حيرت العديد من العلماء ، والتي ظلت لغزاً مستعصي الحل عجز العلماء عن تفسيره .
منذ
أوائل أربعينيات القرن الماضي تم الإبلاغ عن شهادات من أشخاص وسكان لاحظوا
ظهور وسماع بعض الأصوات الغامضة علي شكل أنين وصراخ متواصل تدعي “بهمهمة تاوس” taos hum ” .
فما هو السر الكامن وراء ظاهرة همهمة تاوس ؟
ولماذا حدثت في مناطق معينة بالضبط وكيف تم إكتشافها؟
مدينة تاوس |
»بداية القصة وظهور الأصوات المجهولة :
خلال
بدايات فترة التسعينيات ، بدأت ظاهرة الهمهمة أو الطنين هذه في الظهور
أولاً في أمريكا الشمالية وإنتشرت بسرعة في جميع أنحاء العالم .
إستحوذت
دراسة أجرتها جامعة نيو ميكسيكو شكاوي العديد من المواطنين الذين يعيشون
بالقرب من منطقة مدينة تاوس علي إنتباه وسائل الإعلام ، لتصبح هذه المشكلة
أو الظاهرة محط وسائل الإعلام عالمياً .
في
الواقع يعود أصل أسطورة “همهمة تاوس” إلي الأربعينيات ، عندما أدعي أكثر
من 2000 شخص من سكان المدينة أنهم سمعوا أصواتاً منخفضة التردد جداً
ويجهلون مصدرها .
هذه الضوضاء وفقاً للشهود كانت مزعجة للغاية وجعلت كل من سمعها متوتراً .
وقعت معظم القصص والحوادث في مدينة لندن وبريستول البريطانيتين .
أكد العلماء الذين حققوا في الموضوع أن مصدر الضوضاء كان التشغيل الطبيعي لسلسلة من محركات الأجهزة الثقيلة .
تحولت
حينها همهمة تاوس إلي ظاهرة عالمية ، إنتشرت في العديد من الدول الأخري
مثل بريطانيا ونيوزيلاندا وإسبانيا والمكسيك وكندا ، لتزداد معها الفرضيات
المختلفة .
»لغز همهمة تاوس
بلدة
تاوس taos هي مدينة تقع في ولاية نيومكسيكو الأمريكية ، وتتميز بمظهرها
الخلاب وأجوائها المريحة ، وكان مكاناً متكرراً ومثالياً للمغنيين ولكتاب
هوليوود البارزين والممثلين المشهورين .
علي
الرغم من أن عدد سكانها لا يتجاوز 8000 نسمة ، إلا أن جزءاً منهم يدعي أنه
يعاني من الضجيج المستمر وسماع أصوات غريبة وهمهمات ، علي ما يبدو يأتي
هذا الضجيج أو الأصوات المجهولة المصدر من الصحراء وتشبه المحرك الذي يجعل
الزجاج يهتز .
ظهرت هذه الظاهرة في
السنوات الأولي من التسعينيات منذ ذلك الحين ، كانت هناك شكاوي مستمرة ،
أدي عدم وجود تفسيرات إلي إنشاء جميع أنواع الفرضيات التي تسعي إلي فك لغز
همهة تاوس حتي الآن ، لم يتم العثور علي إجابة قاطعة لتوضيح السبب .
»الدراسات الأولية حول الظاهرة :
علي
الرغم من إجراء دراسات مختلفة حول همهمة تاوس بغية تفسيرها ، فقد أجريت
تحقيقات أولية خلال نفس العقد من التسعينيات ، وتم جمع المعلومات من خلال
المقابلات التي أسفرت عن بيانات مثيرة للإهتمام وأرسلت نقطة إنطلاق
جديدة.
تم إجراء البحث في المقام الأول
لدراستها من قبل كليات مختلفة في جامعة نيو مكسيكو ، وقد تقرر أن عدد
المتضررين من ظاهرة تاوس لم يصل حتي إلي نسبة 2% وأن هذه الظاهرة تتفاقم
ليلاً.
بعد ذلك شرع فريق من الباحثين في
تركيب معدات مختلفة حساسة بشكل خاص لضوضاء التررد المنخفض ، بعد تحليل
النتائج ، توصلوا إلي أنه لم يتم الكشف عن الأصوات الطنانة المفترضة التي
أنتجت الهمهمة المذكورة أعلاه .
أثار هذا
الموقف غير المتوقع إرتباكاً بين الباحثين الذين أصدروا تقريراً بعد مناقشة
وتوحيد المعلومات التي تم جمعها ، كانت الهمهمة التي سمعها هذا الجزء من
السكان نتيجة تهيؤاتهم وتخيلاتهم أي أنها كانت وهماً وليس حقيقة.
همهمة تاوس |
»رد فعل السكان :
في
ظل هذه النتائج إنقسم المتضررون من ضجة أو همهمة تاوس إلي فصائل مختلفة ،
بينما طالب البعض بإجابات متعمقة وإلتزاماً أكبر من الخبراء المعنيين ، بدأ
البعض الآخر في إعتبار أنهم يعانون من نوع من الإضطراب العقلي .
فضل
بعض الناس إلتزام الصمت ، ربما من باب الحكمة أو في إنتظار المزيد من
التجارب ، بينما بدأ آخرون في إفساح المجال لأسباب أخري مثل كائنات خارج
كوكب الأرض .
وإعتبر البعض أنها مؤامرة حكومية غامضة لإخفاء تجارب سرية يُزعم أنها نفذتها قاعدة عسكرية قريبة من المنطقة .
في
وقت لاحق ذكرت مجموعة من الأطباء أن هذه الهمهمة لا تنطوي بالضرورة علي
إضطراب عقلي ، وأضافوا أن هؤلاء يعانون من طنين الأذن ، وهي حالة تسمع فيها
رنيناً بدون مصدر خارجي .
يمكن أن يكون
هذا الصوت متقطعاً أو مستمراً ويمكن أن تختلف شدته إعتماداً علي الضوضاء
المحيطة ، بالإضافة إلي ذلك أفادوا أنه يمكن أن يكون من أصل عضوي وغير عقلي
، وأنه أكثر شيوعاً مما يُعتقد .
»تواصل الهمهمة واللغز مستمر
في
وقت لاحق تم إجراء دراسات جديدة من قبل مختلف الجامعات وبعض القطاعات
المهتمة بالموضوع ، كان هذا بسبب حدوث ظاهرة متشابهة لهمهمة تاوس في أجزاء
أخري من العالم .
أثار العديد من الجيولوجيين
إحتمال أن يكون الهمهمة أو الطنين ناتجاً عن هزات صغيرة أو تحولات تكنونية
أو حركات الصهارة داخل القشرة الأرضية ، وفي الوقت نفسه تشير نظريات أخري
إلي أنها موجات دقيقة تنبعث من مصادر كهرومغناطيسية مختلفة .
في
الواقع تؤكد إحدي الدراسات أن الأمر يتعلق بهذا النوع من الموجات التي
تنتج نتيجة تفكك النيازك عند دخولها الغلاف الجوي ، تشير دراسة أخري إلي أن
هذه مجرد إرسالات لاسلكية تستخدم تردداً منخفضاً للغاية .
لكن
من الواضح أن جميع التحقيقات التي أجريت حتي الآن والتي من المفترض أن
يكون لها أساس علمي ، لا يمكن أن تنتج إستنتاجات نهائية تماماً ، وبالتالي
فإن لغز همهمة تاوس سيبقي بلا إجابة علي الأقل في الوقت الحالي .
https://m.janatna.com