لاتزال العديد من أجزائه محتفظة بكافة مبانيها على الرغم من كل تلك السنين التي مرت على بنائه
علي
الرغم من مرور مئات السنين ظل باقيا ، شاهد الطريق الذي سلكته فيلة إبرهة
الحبشي المتجهة في محاولة فاشلة لهدم الكعبة ، وكذلك صور الكعبة التي بناها
أبرهة الحبشي في اليمن .
يقول الحق تبارك وتعالي في سورة الفيل :
‘
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)’ أَلَمْ
يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2)’ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا
أَبَابِيلَ (3)’ ‘تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4)’
‘فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)’ [سورة الفيل]
طريق الفيل |
حين
أراد (أبرهة الحبشي الأشرم) غَزْوَ الكعبة المشرّفه من اليمن -بأمر
الأحباش- وَهَدْمَ بيت الله الحرام -قبّحه الله- واجَه مشكلة الطريق خاصةً
أنّ الفيل لابد له من طريق يناسب قدراته وثقله حتى لا تغوص أقدامه في
الرمال أو يتيه في مهالك الصحراء فيموت وهو سلاح أبرهة.
حيث
طلب أبرهة من عرب اليمن الخبراء بالطريق مصاحبته ودلّه على أسهل طريق
فرفضوا -واحداً بعد واحد- رفضاً قاطعاً مهما أغراهم بالمال أو أخافهم
بالقتل، فهم يعلمون أن في هذا العمل عار الأبد! غير أن رجلاً حقيراً من
العرب -وفي كل أمة ساقط- قَبِلَ أنْ يكونَ دليلَ الأحباش لإذلال قومه وهدم
بيت الله على زعمه!. هذا الخائن يدعى (أبو رِغَال) أسم منكر لرجل ارتكب
أكبر منكر! فدلّ الأحباش على الطريق، وعند الوصول أرسل الله عليهم طيراً
أبابيل ترميهم بحجارةٍ من سجِّيل فجعلهم كعصف مأكول.
طريق الفيل وإبرهة الحبشى :
يقع
طريق الفيل في الشمال الشرقي من منطقة الباحة ويبعد عن بلدة جرب بحوالي 24
كلم أي أن المسافة من الباحة إلى بداية الطريق تقدر بحوالي 70 كم ويلاحظ
المشاهد لهذا الطريق مدى قوة أولئك القوم وصبرهم على رصف الطريق بأحجار
مستديرة لتذليلها لوطء الفيلة وقوافل الجمال الناقلة لعتادهم لمسافات طويلة
كما تضم الأحجار المرصوفة على جنبات الطريق العديد من النقوش والخطوط
الحبشية وقد تميز طريق الفيل بالرصف وذلك بطريقة فنية وتقنية معينة حيث
لاتزال العديد من أجزائه محتفظة بكافة مبانيها على الرغم من كل تلك السنين
التي مرت على بنائه كما يتميز بكثرة الكتابات والرسوم المختلفة إضافة إلى
وجود أرقام تعود إلى عهد قديم من زمن الكتابة والترقيم ورسومات الفيل التي
توجد منحوتة بشكل دقيق على قارعة الطريق وفي مسافات متباينة ومتباعدة
تستوقف كل من يشاهدها .
طريق الفيل |
كما أن العجيب في هذا الطريق أيضًا أنه خضع إلى عملية ترقيم
تحدد مسافاته حيث تظهر واضحة برموزها العددية على جنبات الطريق كما كان
هناك إستخدام لنوع معين من الحجارة الملساء التي تم رصفها في أرضية الطريق
بطريقة متساوية تمامًا فيما بينها وكذلك إستخدام حجارة أخرى من المواقع
المجاورة للطريق لبناء رصيف خاص بالطريق من الجانبين في كثير من المواقع
بمثابة حواجز صخرية إضافة إلى وضع ما يشبه الطريق المزدوج الذي يتفرع من
بعض منحدرات الأودية والتي يضيق فيها الطريق حيث تسهل مرور القوافل كما
يبلغ عرض الطريق قرابة الأربعة أمتار .
طريق الفيل وابرهة الحبشى |
استخدمت طريقة البناء بأسلوب مختلف يشبه الجص في ممرات الأودية حيث لا
يمكن لمياه الأودية والسيول جرف صخور الطريق التي تم بناؤها ، ويؤكد أحد
أبناء القرى المجاورة للطريق أن هناك أجزاء كثيرة من الطريق إختفت تحت
الرمال والصخور خصوصًا التي تحاذي الأودية والبعض الآخر إندثر تمامًا بفعل
السنين وأجزاء أخرى نبتت بها الأشجار حتى أصبح من الصعب جدًا التعرف على
مسار الطريق نظرًا للأشجار الكثيفة والكبيرة التي نبتت في الطريق نفسه ومما
يزيد هذا الطريق إثارة وجود مبان مهدمة تشبه إلى حد ما الغرف التي تنتشر
عبر مسافات مختلفة على امتداد الطريق والتي قد تكون محطات تستريح فيها
القوافل المسافرة عبره والتي تم بناؤها من صخور الجبال والحرات المجاورة
للطريق حيث يختفي تمامًا في السهول الشاسعة وخاصة في السهل الكبير بمركز
جرد والسهل الكبير في كرى الحائط إلا ان الطريق يظهر في وضوح تام في
المناطق الجبلية والتي تعرف بالحرات البركانية والذي يصفه أهل بوادي الحجاز
بـنظر البندق أي يشبه مسار رصاص البنادق فعند الوقوف في عدد من الموقع
والتثبت من إتجاه الطريق يمكن إكتشاف مساره بنفس الإتجاه تمامًا لمسافات
تزيد في بعض المواقع على الكيلومتر ويتخلل الطريق جبال السراة بشكل يعكس
دقة إختيار مسار الطريق الذي ينطلق في شكل شبه مستقيم في أغلب مساره عبر
سهول وبطون أودية جبال السراة ..
كعبة أبرهة الحبشي في صنعاء :
وكانت
تلك المحاولة الفاشلة لهدم الكعبة بسبب أن أبرهة الحبشي قد بني كعبة أو
كما تسمى عند أهالي صنعاء باليمن { غرقة القليس } وقد تم بناؤها في منتصف
القرن الخامس بأمر من أبرهة الحبشي وجلب حجاج بيت الله في مكة المكرمة لكي
تكون بديلا عن الكعبة يحج إليها لم يبق منها في الوقت الحاضر غير موضعها
حفرة وبضع شجرات .
كعبة أبرهة الحبشي، غرقة القليس |
وغرقة
القليس معرب الإغريقية ἐκκλησία كنيسة هي الكنيسة التي بناها وزينها في
اليمن أبرهة الأشرم ليحج إليها العرب بدلا من الكعبة عندما لم يجد إقبالاً
عليها من قبل العرب خرج بجيش عظيم على ظهور الفيلة لهدم الكعبة ولكن الله
خذله هو وجيشه بطير أبابيل رمتهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول .
تقع
هذه الكنيسة في صنعاء لم يبقَ منها في الوقت الحاضر غير موضعها حفرة وبضع
شجرات سيجتها هيئة التعاون الأهلي للتطوير سنة 1976م وتقع غرقة القليس التي
هي حالياً مكب للنفايات في حارة القطيع قرب مسجد نصير داخل المدينة
القديمة في غربي قصر السلاح .
https://m.janatna.com