صعدت سالى الى غرفتها واعدت حقيبه صغيره للرحله النيليه وضعت مستلزماتها وايضا كاميرا صغيره ودفتر الملاحظات
بعد ساعه زمنيه كانت سالى تجلس فى قارب صغير بصحبه فريق العمل وغاب زياد عن الرحله
جلست منى برفقه معتز يستمتعان معا بالنسيم العليل والمشهد الخلاب لصفحات النيل المتراميه.
فيما اتخذت سالى ركنا بعيدا فى آخر القارب الشراعى يوفر لها الخصوصيه
شعرت سالى بالسعاده ووفرت لها الاجواء هدوءا جعلها تفكر بعقلها والذى أمر قلبها الصغير ان يكف عن احلامه فهذا هو الواقع وتلك هى الحياه
ومايريده القلب لم يتخطى كونه احلاما ورديه بعيده المنال.
ارتسمت البسمه على محيا سالى الحالمه وارتسم الضيق على محيا مروه الحقود والتى ظلت تراقب الجميع بعيون ضيقه من وراء نظرتها الشمسيه الكبيره فهاهى منى تجلس فى شاعريه وتمتع بجو رومانسى حالم بصحبه معتز اما اسامه يجلس فى وفاق مع اخيه الاكبر جاسر والذى كان يسترق النظرات من وقت لاخر لسالى التى كانت تجلس بعيدا.
اسامه: نعمل ايه فى اخوك ده انا مش مطمن امبارح كنت عنده فى الاوضه اتصلت عليه آشرى وماردش عليها قال يقولى بتقل لحد ماتبقى تحت سيطرتى بالكامل انا خايف الموضوع يفلت منه والصفقه تروح مننا ساعتها الخساره هتبقى جامده
جاسر: انا عندى امل ان يسرى الطحان يكون شايف المصلحه قبل موضوع زياد وآشرى ده وبالعكس انا حاسس انه هيستغل وضعهم فى الضغط علينا مش اننا اللى نضغط عليه دى مهما كان آشرى الطحان الف من فى البلد يتمنوها … اخوك بيعمل كده عشان حاسس بتقل البنت وعايز يعمله مكان وهيبه فى قلبها .وما انكرش انه صح بس على الله غروره ماياخدهوش بعيد.
اسامه: ههههههه ده لو سمعك دلوقتى وانت بتقول عليه انه صح هينفش ريشه على الاخر
جاسر: اخوك بينطبق عليه المثل …فلح ان صدق
اسامه: الله ينور عليك هوا فعلا لو يصدق وماتزغللش عينيه بنت تانيه زى عادته
جاسر: مارضيش يجى النهارده معانا ليه؟
اسامه: علمى علمك قالى روحو انتو انا عامل ترتيب تانى خاص بيا وصاحبه الزفت ده محمد رضوان اتصل بيه امبارح مش عارف اتفقوا على ايه
جاسر: ربنا يستر
قاطع حديثهم صوت رنين هاتف اسامه فنظر اسامه فوجدا انها زوجته: عن اذنك ياجاسر دى نرمين هرد عليها
جاسر: اتفضل …قام جاسر من مجلسه واتجه الى الناحيه الاخرى من القارب نفس الناحيه التى تجلس فيها سالى نظر اليها رآها تمد يدها لتصل الى المياه
توجه ناحيتها سريعا ورفع وامسك بذراعها ورفعه بقوه من الماء تفاجئت سالى من فعلته ونظرت اليه بخوف مشوب بالغضب
افلت جاسر يدها وقال فى غضب بصوت منخفض: ناويه تغدى تماسيح النيل النهارده .انتى اتجننتى تنزلى ايدك فى المايه مافيكيش مخ تفكرى فى خطوره عملتك دى
ابتلعت سالى ريقها واخرجت منديلا ورقيا من حقيبتها وونشفت يدها وادارت وجهها الى الناحيه الاخرى بعيدا عن جاسر.
نظر جاسر اليها بحيره فقد توقع اعتذارا وشكرا لما فعله ولكنها ادارت وجهها بعيدا عنه غاضبه منه لم يفهم لم هى غضبى فقد كان خائفا ان يصيبها مكروه
قام جاسر غاضبا هو الاخر واتجه ليجلس بعيدا وحيدا فيما كانت تراقبهم مروه بأعين تملؤها الكراهيه ونفس تميز بالغيظ
اخذت سالى تفكر فى الاهانه التى وجهها اليها بأنها غبيه ” مافكيش مخ تفكرى” شاعره بالسخط مردد فى داخلها بعند ” وهوا ماله كانت ايدى ولا ايده تلاقيه خايف على ايدى احسن مين اللى هيكتب الملاحظات والمذكرات ويطلع لسايادته الملفات ويجبله القهوه ! “
حط القارب على شاطىء قريب من مطعم اشتهر بتقديم السمك الطازج نزل الجميع قالت منى لسالى فى تذمر: الواحد شبعان سمك فى اسكندريه يجيبونا الاقصر ناكل سمك برضه ههههههه
سالى: وكنتى عايزه تاكلى ايه
منى: اى حاجه ههههههههه بس اماره والسلام
ابتسمت سالى ابتسامه صغيره فكانت لاتزال تشعر بالضيق وتصاعد ذلك الشعور لاعلى مستوياته عندما دخلت المطعم لتجد ان كامل الفريق سيجلسون على طاوله واحده كبيره معده لسته اشخاص.
تناول افراد الفريق طعامهم فى جو حميم تتردد اغنيه فيروز الرائعه فى الاصداء ” سألتك حبيبى لوين رايحين “
جلست منى فى المنتصف بين معتز وسالى ولكنها سبحت فى عالم اخر برفقه معتز تاركه سالى التى لم ترفع انظارها مخافه ان تصطدم بأعين جاسر الذى كان يجلس قبالها جلست مروه فى المنتصف بينه وبين اسامه محاوله ان تصنع لها وضعا
ابتسم جاسر فجأه وقد نسى سخطه هو الاخر ودندن مع الاغنيه بصوت مرتفع قليلا: أنا كلّ ما بشوفك …
كأنّي بشوفك
لأول مرة حبيبي
أنا كل ما تودّعنا…
كأنّا تودّعنا
لآخر مرة حبيبي
سمعته سالى بل سمعه الجميع
فابتسمت سالى ابتسامه صغيره على حياء واحمرت وجنتاها وركزت انظارها فى طبقها الذى بالكاد تذوقته محركه ملعقتها بعشوائيه فيما تصاعدت اصوت معتز واسامه بالغناء مع جاسر.
معتز: قللي احكيلي
نحنا مين
وليش منتلفّت خايفين
ومن مين خايفين ؟
اتبعه اسامه: موعدنا بكرى
وشو تأخر بكرى
قولك مش جاي حبيبي
عم بشوفك بالساعه
بتكّات الساعة
من المدى
جايي حبيبي.
فيما صفقت منى بيدها على ايقاع النغم واجبرت مروه نفسها على الفعل بالمثل
وتناقلت سالى بأنظارها مابين منى السعيده
وجاسر الذى ركز انظاره عليها وهو يقول بصوت قوى وغناء رائع الصوت: ويادنيي شتّي يا سمين
علي تلا قوا ومش عارفين
ومن مين خايفين ومن مين؟
انتهت الاغنيه وتصاعدت اصوات الجميع بالضحك والمزاح فقال جاسر لمعتز: بس يجى منك يامعتز يعنى
معتز: هههههه ما انا بقول شغله المحاماه دى رخمه واقف ااقول ياسياده القاضى وياحضرات المستشاريين اهو تغيير برضه
اسامه: بس انا ياجاسر بجد اول مره اسمعك تغنى …
ثم اضاف مازحا: طيب ماصوتك طلع حلو اهوه يا اخى امال بس فى الشركه مقضيها شخط ونطر فينا وفى البنيه الغلبانه دى
اشار اسامه الى سالى فنظر لها جاسر باهتمام فهى لم تتكلم نهائيا واكتفت بالاستماع
فقال لها: ايه رأيك بعد كده تيجى الصبح اغنيلك واقولك… صباح الخير هاتى الملفااااات
ضمت سالى شفتيها بعزم ورفعت انظارها اخيرا وتلاقت عيناها البنيتان بعينا جاسر السود وقالت بصوت هادىء رزين فى تصميم: والله انا راضيه باى حاجه المهم مايكونش فى عصبيه ولا شخط
اسامه: ياعينى يا سالى والله انتى طيبه وبنت حلال هههههه ومستحمله منه يامه
منى معترضه بدبلوماسيه: لا بس استاذ جاسر برضه طيب وضغط الشغل كبير كان الله فى العون يعنى
جاسر: ربنا يخليكى يامنى لحسن شكل اسامه اتلم مع سالى عليا …
واضاف بمكر: وانا مش قد سالى
احمرت وجنتا الاخيره ووتناولت كأس الماء لشرب قليلا منه وتفاجئت بجلسه مروه الممتعضه وعيناها اللتان تبعثان شرارا
بعد قليل قامت منى برفقه سالى بعدما انهو تناول طعامهم واتجهتا الى حمام السيدات
وما ان دخلت منى حتى اغلقت الباب وقالت بفرح: ايش ايش ايش ماشى ياعم …قال مش اد سالى …يالهووووووووى دا انا كان هيغمى عليا
سالى: ايه يامنى فى ايه ايه الكلام اللى انتى بتقوليه ده
منى: نعم انتى هتستهبلى عليا؟
واضافت بصوت حالم: دا قاعد يغنيلك فيروز يادينا شتى ياسمين .. ويديكى فى نظرات… وكلمات… حرااااااااام عليكى دا انا كنت هموت… عارفه لو ماكنش معتز غنا هوا كمان كنت سيبتنى منه للابد… ومسكت خدود جاسوره وخليته يبص فى عينا وهوا بيغنى واقوله.. انا.. انا… سيبك منها البت دى حجر…
واستطردت بغيظ: دا لو كان ابو الهول كان نطق ياشيخه . ارحمى امى.
سالى بنفاذ صبر: انت كل الكلام ده فى خيالك… عايشه فى قصه حب مع معتز وفاكره ان الناس كلها زيك لعلمك انا ولا فى دماغه اصلا انا عارفه ومتأكده
منى: عارفه ومتأكده دا ايه؟ انتى عبيطه يابنتى كل ده مش واخده بالك عماله تتقلى.. تتقلى.. يابنتى واحده غيرك كانت مصدقت ومسكت فيه بأيدها وسنانها انتى مش شايفه مروه قاعده عامله ازاى …دى هتموت والله ممكن يجيلها سكته قلبيه وهى قاعده من كتر الغل والغيظ اللى جواها دى قعدت فى النص بينه وبين اسامه وهوا ولا معبرها.
سالى بعصبيه: اهو عندها بره تشبع بيه
منى: بس هوا مش عايزها هيا وعينه منك انتى …اخاااخ منك.. اخخ منك فى واحده يجى لحد عندها جاسر سليم بجلاله قدره ويقولها انا مش ادك وتصدرله الوش الخشب.
ثم لمعت عينا منى فجأه وقالت لها: سالى …اعترفى …انتى بتحبيه … وبتموتى فيه كمان وبتقاوحى نفسك
رفعت سالى عيناها ونظرت لمنى فى تحدى وقالت: انا حبيت قبل كده والنهايه انه طلقنى عشان واحده قبلى وماعنديش استعداد انى انجرح تانى… خاصه ان ده واحد فوووق اووووى والستات بتترمى تحت رجليه مال وسطوه وجمال واحلى منى ميت مره.
ثم اضافت بمراره:عايزه تقوليلى انه هيسيب كل ده ويبص للسكرتيره اللى عنده اللى طول النهار روحى ودى جيبى ولو غلطت فى هفوه يشخط فيا وينطر
ثم تساقطت دمعه صغيره من عيناها واضافت: …ده من رابع المستحيلات مش حتى حلم … وابقى غبيه ومافييش دماغ زى ما هو لسه قايلى من شويه لو مشيت وره الخيالات دى.
وتهدج صوتها وهى تقول: وكل اللى شوفتيه بره ده كل اللى عمله والغنا والكلام والنظرات كلها مجرد تسليه وبيقضى وقت لذيذ يغير بيه روتين حياته
مسحت سالى عيناها بقوه واستطردت: وهفكرك السبت اللى جاى لما نرجع اشغالنا ساعتها هيرجع جاسر اللى انتى عارفه كويس واللى انا عارفاه .مش كل الناس زيك يامنى ومش كل الحواديت بتخلص زى ماحدوتك مع معتز وصلت للنهايه السعيده دى
لم تجبها منى واكتفت بأحتضانها بقوه مدعمه صديقتها الطيبه المجروحه جرحا غائرا
دخلت مروه عليهم وقالت بنفاذ صبر: الله الله حمام ده ولا عش الاحبه …اووف امتى الواحد يروح بقى انا قرفت
منى: ومين سمعك .خلصتى ياسالى
سالى: يالا بينا
خرجت سالى ورفعت انظارها لتجد ان الطاوله فارغه وان الرجال ينتظروهم فى الخارج فقالت لمنى: منى معلش خليكى معايا لحد مانوصل للمركب بعدها ااقعدى مع معتز وانا هرجع اقعد مكانى
منى: لاء انا هقعد معاكى
سالى: لاء عشان مايزعلش وبعدين ممكن مروه تمسك ودنه ساعتها هيجيب اخره
منى: على رأيك دى ممكن ماتصدق وتقوله اى حاجه عشان توقع بينا
سارت سالى برفقه منى حتى وصلتا كلتاهم الى القارب كان جاسر اتخذ مجلسه بجوار اخيه و معتز يناقشون امر الصفقه فجلست منى مع سالى على الناحيه الاخرى بعيدا عنهم.
منى: اديهم قعدوا جنب بعض اهوه يتكلموا فى الشغل
سالى: شوفتى عشان تصدقى
منى بتأثر: ليه الوقت الحلو بيعدى بسرعه اووى كده
سالى: كله بيعدى يامنى الحلو والوحش بيعدى بس احساسنا بالحلو بيبقى اعلى لكن لو طول بينا شويه يفقد بريقه وماتحسيش بيه من جديد الا لما يعدى عليكى وقت صعب ساعتها تستطعمى حلاوه الوقت اللى بتقضيه فى رضا وسعاده.
منى: حكم … بتقولى حكم ياسالى والله
تنهدت سالى ونظرت بعيدا للنيل الساكن وامواجه القليله وقالت: مش حكم ولا حاجه بس اللى مريت بيه …ربنا مايكتبه عليكى ويتمملك على خير انتى ومعتز ثم اضافت مرحه: تعالى اصورك
منى: ااه صحيح دا انا نسيت الكاميرا خااالص هصور من الموبايل
سالى: وعلى ايه ابقى انقلى الصور من الكاميرا بتاعتى
التقطت سالى صورا لها ولمنى
بعد قليل قام معتز واتجه اليهن وقال: كده برضه من غيرنا كده
ابتسمت سالى: طيب تعالا اصوركم.
معتز: لا هاتى الكاميرا واصوركم انتو الاتنين ونتصور كلنا سوا
التقط معتز صوره لهما وقالت منى بخبث: معتز ادى مروه الكاميرا تصورنا كلنا
نظرت لها مروه فى غيظ وقالت: وماله ما انا وقعت من قعر القفه
معتز: لا ياستى ااقفى جنب منى وسالى وجاسر بيه والاستاذ اسامه ااقفوا من فضلكم هنا وانا هصوركم وبعديها خدى الكاميرا وصورينا انتى
مروه: ماشى.
ولكن لم تطيعه مروه ووقفت بجانب جاسر
التقط معتز الصوره ثم اعطى مروه الكاميرا لتلتقط صوره بقيه الفريق عندها رن هاتف اسامه فقاطعهم وقال: معلش ياجماعه اعذرونى هرد على التليفون
وكزت منى معتز فى الخفاء ليبتعدا الاثنان ولم يتبقى سوى سالى برفقه جاسر
اعترضت مروه وقال: رايحه فين يامنى
همت سالى بالاعتراض هى لاخرى فبذلك الوضع لن يكون سواها فى الصوره برفقه جاسر.
منى: تعبت …هقعد انا ومعتز صورى جاسر بيه وسالى
مروه: طيب تعالى خدى صوره لينا انتم احنا التلاته
جاسر: خديلى صوره انا وسالى وبعدين اصوركم انتم الاتنين
التقطت مروه الصوره وهى تشعر بالغيظ ووقفت سالى تشعر بالخجل من قرب جاسر منها بهذا الشكل
اعطت مروه الكاميرا لسالى فى تحدى اخذتها سالى وصورت جاسر برفقه مروه والذى تعمد ان يشرد بنظره بعيدا ويحيد بكتفيه عن مروه ناظرا الى سالى بمكر وهو يبتسم لها بجانب شفتيه.
انتهت الرحله النيليه ووصل الجميع سالمين الى الفندق صعدت الفتيات الى غرفتهن
وكعادتها مروه استبقت منى وسالى الى الحمام دون اى مرعاه
نظرت سالى لمنى فى عتاب وقالت بصوت منخفض: كده برضه تسيبيها تصورنى انا وجاسر
ردت منى بصوت منخفض هى الاخرى: كان لازم اغيظها معلش هههههه واهيه شوفتيها سكتت… جاسر قالها هصورك انتى وسالى اكتر من كده ايه مش عاوز يتصور معاها ولوح نفسه بعيد علها تفهم ولا تحس على دمها ههههههه
لم تكن مروه تغتسل كما تدعى ولكنها كانت ملصقه اذانها بالباب وسمعت حديثهما وقالت داخلها: طيب والله لاقلب التربيزه عليكم يا سالى.
انهت سالى حمامها وخرجت لتجد ان منى تخبرها بأن جاسر قد اتصل يطلبها لموافته فى غرفه الاجتماعات بعد نصف ساعه
ارتدت سالى ملابس عمليه مكونه من تنوره طويله سوداء يعلوها جاكيت ابيض من القطن مقلمه بخطوط سوداء رفيعه لامعه وطرحه من الشيفون المطعم بالستان من نفس اللونين واكتفت بساعه عريضه انيقه مطعمه بفصوص من الالىء كأسسوار توجهت الى غرفه الاجتماعات لتجد ان جاسر يجلس بمفرده يحتسى فنجانا من القهوه رفعت سالى حاجبيها متعجبه.
بادرها جاسر بالقول: من ساعه ما جينا ومارجعناش الملفات والاوراق سوا …ااقعدى واقفه ليه
امتثلت سالى لطلبه صامته
نظر لها جاسر متفحصا مظهرا والذى لاقى استحسانا لديه وقال: اطلبلك حاجه تشربيها
سالى بجفاف: ميرسى يا افندم
شعر جاسر بدش من الماء البارد قد ُصب على رأسه عندما قالت سالى ” افندم”
تصلب فك جاسر ورفع رأسه بكبرياء وقال: طيب نبتدى الشغل …طلعيلى المذكره القانونيه بتاعه وزاره البيئه.
امضت سالى تعمل برفقه جاسر لمده تقرب من الساعتين تناول خلالهما جاسر فنجانا آخر من القهوه بالاضافه الى عدد لا بأس به من السجائر الامريكيه
واخيرا اغلق جاسر الملفات معلنا عن انتهاء العمل ولكن هذا ما ظنته سالى فقد امرها بعمل اضافى بعدما تصعد غرفتها قد يكلفها المساء بل والسهره
نظرت له سالى وابتسمت كأنما تقر امرا نظر لها جاسر وقال مستفهما: فى حاجه بتضحكى على ايه؟
قالت سالى بجرأه لم تعهدها: افلح ان صدق
قامت سالى من مجلسها وحملت الملفات الثقيله وغادرت تاركه جاسر ينظر لها بدهشه
وشعر لاول مره فى حياته بالغباء
تلك المقوله قالها ظهيره اليوم كان يقصد بها حال اخيه
والان تنتقل لشفتى سالى ومن المؤكد تقصده هو بشىء ما
ابتسم جاسر وهز رأسه وقال بصوت مرتفع: كده!..ماشى ياسالى.
رن هاتف جاسر ليجده يسرى الطحان يسأله ان كان متفرغا فهو يريد مناقشه بعض امور العمل معه
اكد له جاسر انه يملك الوقت فاتفق معه يسرى الطحان على مقابلته فى غرفه الاجتماعات فى غضون خمس دقائق
اتصل جاسر مره اخرى بسالى التى ردت على الهاتف فقال لها: انزلى تانى
توجهت سالى مره اخرى للغرفه وهى تلوم نفسها على جرأتها فى الحديث معه بهذا الشكل شاعره بقليل من الخوف يتسلل اليها
دخلت سالى الى الغرفه لتجد ان جاسر يجلس برفقه يسرى الطحان فتنفست الصعداء لهذا قد استدعاها مره اخرى …واستمر اجتماعهم الاخير لمده ساعه استنجت سالى من مجريات الامور ان جاسر على بعد خطوات بسيطه من مراده
وهذا ما تأكد لها لدى انتهاء الاجتماع الضيق عندما نظرت اليه لم تكن السعاده مرتسمه على وجهه بل كان شعورا بالنصر ملىء جوانبه
خرج يسرى الطحان تاركا جاسر ينظر الى سالى فى تحدى
وقال مهددا: بس لان مزاجى مش جايبنى للشخط والنطر انا مش ححاسبك على كلمتك اللى قولتيها وجريتى …لكن احب انبهك لنقطه مهمه جدا …انا صادق فى كل الاحوال …اوعى تفتكرى ان الشغل انتهى يمكن مش هتطلعى تسهرى على الملفات لكن حتحضرى نفسك وتبلغى مروه ومنى هما كمان بحفله الليله الساعه 9
سالى: حفله؟
جاسر: انتى كنتى سرحانه ولا ايه النهارده الطحان عامل حفله بمناسبه افتتاح المنتجع ولسه مأكد علينا دلوقتى
سالى: لاء ماكنتش سرحانه ولا حاجه بس كنت فاكره ان حضرتك بس المدعو
جاسر: تفكيرك كان غلط
شعرت سالى انه يقصد شيئا آخر بتلك الكلمات… فليعتقد مايشاء
صممت سالى على حمايه نفسها وقلبها من الجراح مره اخرى
تركته وذهبت الى الغرفه وابلغت رفيقاتها بأمر حفله المساء
قفزت مروه من على السرير صارخه: انتى متأكده قالك بعضمه لسانه اننا نروح الحفله
ردت سالى بهدوء: ايوه
مروه: دا يادوب الحق اعمل شعرى واحط المكيب لاء بقولكم ايه انا هجهز الاول وبعدين ابقوا خدو المرايه براحتكم او… ادخلو الحمام
نظرت لها منى بتعجب وقالت متهكمه: لا ولو عايزه المرايتين كلهم لوحدك عبال ماتلبسى وتتشيكى وتعملى شعرك براحتك خالص ياسمو البرنسيس… انتى عارفه انى انا وسالى مالناش فى الشعر والفرد.
مروه: لاا يا ماما انا شعرى حلو من يومه بس الجو فى الاقصر هنا حر وبوظه… ماتفكريش نفسك هنا انك ذات الشعر السايح النايح
اخذت سالى هاتفها وخرجت الى الشرفه لتحدث والديها الكرام استغرقت المكالمه بضعه دقائق اطمأنت عليهم واطمأنوا عليها
انهت سالى المحادثه الهاتفيه ونظرت الى ارجاء الحديقه التى تلألأت بالانوار المبهجه فى عتمه الليل واستنشقت النسيم المعبق برائحه الليمون ومرت عليها ذكرى اول يوم وصلت فيه الى الاقصر عندما كانت بصحبه جاسر فى شرفته والتى تطل على نفس الجانب من الحديقه
قاطعت منى حبل ذكرياتها عندما دخلت لتقول لها: ايه ياجميل واقف لوحدك ليه؟
سالى:عادى يعنى الجو تحفه وقلت ااقف اتفرج شويه
منى: تصدقى من يوم ماوصلنا واول مره اطلع البلكونه يابنت اللاذينه يامروه نايمه بسريرها جنبها ومش عارفين ان المنظر تحفه كده
سالى: اديكى شوفتيه سيبيلها المريات وهى تسيبلك البلكونه هههههههههههه
منى: انا مش عارفه بجد ايه ده ربنا يصبرنى مش هتدخلى تلبسى
سالى: مصدعه وماليش مزاج البس الصراحه
منى: غيبتى اووى تحت
سالى: هه قال وبقولك على السبت الجاى هيرجع جاسر القديم وحياتك 3 ساعات واكتر والشغل هوا اللى فى دماغه وبس وكان باعتنى بشغل متلتل كنت هسهر عليه لولا ان يسرى الطحان عازمنا على حفله افتتاح المنتجع
منى: الا فين بنته صحيح مش اسمها آشرى باين؟
سالى:مش عارفه ماشوفتهاش خالص بس غريبه ماتكونش موجوده النهارده فى الحفله دى مش باينه من ساعه ماوصلنا للاقصر
منى: بس شكل الحفله هتبقى جامده بصى التجهيزات وااااو ولا الخيم اللى حاطينها شيك اووى.
سالى: همم فعلا …انا هغير هدومى واريح شويه
منى متعجبه: ايه ده انتى مش هتجهزى
سالى: ههههه اجهز! لا انا ممكن اصلا مانزلش
منى: لا بتهزرى ليه ؟
سالى: ماليش مزاج بجد وبعدين ناس معرفهاش
منى: مش هينفع يا سالى انتى سكرتيره جاسر
سالى: يعنى هفضل ماسكه فى دفتر الملاحظات وامشى وراه فى الحفله
منى: لاء بس افرضى سأل عليكى
سالى: ما اظنش هيبقى مشغول فى الحفله ومع يسرى الطحان عامه انا بس هريح ولو حسيت نفسى كويسه هنزل
منى: حاولى بجد ولو سأل عليكى هقوله انك بتجهزى فوق وهكلمك ماشى
سالى: يبقى كده احسن
نظرت لها منى متعجبه وقالت: انا حاسه انك بتهربى يا سالى
سالى: سيبينى على راحتى يامنى الله يكرمك
منى: خلاص مش هضغط عليكى بس عشان خاطرى ابقى انزلى ولو 10 دقايق حتى عشان خاطرى
سالى: حاضر
دخلت منى لترتدى ملابسها هى الاخرى كانت مروه اوشكت على الانتهاء فنظرت الى سالى بتعجب وقالت: انتى مش هتجهزى؟
سالى: لاء حاسه انى تعبانه واحتمال مقدرش انزلى انتى ومنى
مروه غير مباليه: براحتك
نزلت مروه بمفردها فور انتهاءها فلم ترد ان تكون لها شريكه فى لفت الانظار وهى تظن انها ستخطفها ريثما يطالعها الرجال فى ثوبها الاسود القصير التقليدى
اما منى فقد انتظرت حتى مر عليها معتز واصطحبها الى الحفله بعدها اغلقت سالى الغرفه واطفأت الاضواء واكتفت بالانوار التى تصل اليها والمنعكسه على زجاج الشرفه من الحفله المقامه فى الحديقه.
اخذت سالى تفكر فى مجريات اليوم ووجدت نفسها تدندن “سألتك حبيبى لوين رايحين …خلينا خلينا …مممم ويادنيا شتى ياسمين على اللى تلاقو ومش عارفين ..ثم قفزت صوره جاسر فى ذهنها وهو يسخر منها …وكلمات منى “انتى بتهربى ياسالى “
عندها قامت سالى من على السرير وقررت حضور الحفله اخرجت من الدولاب فستانا بلون الكراميل الذهبى ارتدته يوم عقد قرانها ذو ثنايات دقيقه حول منطقه الصدر وحزام مطرز بأحجار ملونه باللون الذهبى والكريمى اللامع والبنيه الشفافه حول خصرها النحيل.
لينزل بأنسيابيه رائعه
وحجابها المكون من طبقات التل الذهبى والاورجانزا اللامعه والشيفون الكريمى اللون يعلوها
وضعت زينه بسيطه من الكحل البنى الذى اضاف لعيناها البنيتان اتساعا جميلا وملمع شفاه شفاف وقليلا من الماسكرا
وتوجهت الى الحديقه ونزلت درجات السلم بحرص لانها كانت ترتدى حذاءا ذهبيا يصل طول كعبه ل 7 سنتيمترات كامله
بحثت بعيناها عن صديقتها الطيبه ولكنها لم ترها عوضا عن ذلك تلاقت عيناها بعينا زياد والذى فرغ فمه اثناء تحدثه مع اخيه اسامه لدى رؤيتها ظل زياد محملقا بها لفتره من الزمن يكاد لا يصدق عينه “اتلك هى سالى؟”.
لاحظ اسامه شرود اخيه فقال: اييي يا اخى …هاى مالك… روحت فين؟
زياد منبهرا: سالى
اسامه: قلت ايه ؟سالى مالها سالى ؟
زياد: ده البت طلعت صاروخ ارض جو وانا مش واخد بالى
اسامه: الله يخربيتك يا اخى ..ارحم ارحم ابوس ايدك …هتودينا فى داهيه انت نسيت آشرى ولا ايه
هز زياد رأسه بلا مبالاه: لاا آشرى مين فكك…امسك دى.
اخذ اسامه الكأس التى كان يشرب منها من يده وتركه زياد واتجه مسرعا يطارد سالى الفاتنه والتى كانت تبحث فى ارجاء الحديقه عن منى صديقتها
فيما كان يقف اسامه شاعرا بالسخط من تصرفات اخيه الطائشه مرددا داخله: افلح ان صدق فعلا …كان معاك حق يا جاسر …
وقف زياد على مقربه من سالى والتى التفتت لدى سماع صوته يسألها: بتدورى على مين؟ عليا؟
التفت سالى مبتسمه فى هدوء قائله: لاء الصراحه بدور على منى
ضم زياد شفتيه وتظاهر بالاسف: وانا اللى قلت انى وحشتك لانى ماجتش معاكم النهارده الرحله وبتدورى عليا تسألينى ماجتش ليه
ابتسمت سالى وقالت بلباقه: ماجتش ليه؟
قال زياد: كنت تعبان سنانى كانت قايمه عليا ياسالى اووى الصبح لا كنت عارف لا اكل ولا حتى اشرب
سالى غير مصدقه: بتتكلم جد؟
زياد: امال هكون بهزر …ماتعرفيش دوا يخففهالى مارضتش حتى اكمل العصير واديته لاسامه خفت لاتعب تانى
سالى بتأثر: الف سلامه عليك تلاقى لثتك حساسه ابقى اتمضمض بمايه وملح دافيين او جيب مضمضه من الصيدليه
زياد: ربنا يخليكى يادكتوره ومايحرمناش منك …على فكره انا شفت منى مع معتز راحو الناحيه دى فى البرجولا اللى هناك دى فوق شايفاها
سالى: ااه
زياد: لوتحبى اجى معاكى عشان ماتبقيش عامله زى العزول وسطيهم… شكلهم اتفقوا خلاص
ابتسمت سالى بخجل: ربنا يهنيهم
زياد: ويهنينا
لم ترد سالى فقال زياد ممازحا: طيب ياستى يهنى كل واحد فينا سولو ارتحتى كده
سالى: عادى يعنى
حاولت سالى التخلص من رفقه زياد فقالت: طيب انا هروح اشوف منى
قال زياد بتصميم: انا جى معاكى اصل الصراحه كنت عايز معتز وشكلى كان هيبقى بايخ لو رحت قطعت عليهم جوهم ده عشان الشغل ايه رأيك؟
هزت سالى رأسها موافقه وقالت: اوك يلا بينا.
اتجهت سالى الى اعلى الحديقه برفقه زياد فيما كان يراقبهم جاسر بعيون ضيقه شاعرا بالغضب المتصاعد داخله ولكنه حاول السيطره عليه كى ينتبه لما يقوله يسرى الطحان
كادت سالى ان تقع فى طريقها للصعود على الارض الغير ممهده فأمسكها زياد من مرفقها سحبته سالى بهدوء من يده وقالت له: طيب خليك قدامى احسن
زياد: هوا انتى على طوول مضحيه بروحك كده ههههه… برضه يوم العربيه كنتى عايزه تركبى فيها …اطلعى اطلعى.
دخلت سالى المقصوره الخشبيه وقالت: مافيش حد فى البرجولا
قال زياد وهو يقف عند المدخل: معقول مشيوا رغم ان الجو هنا تحفه
سالى: انا هنزل بقى
جذبها زياد من يدها فسحبتها سالى مسرعه فقال لها زياد: خليكى الجو حلو مستعجله على ايه؟
خفضت سالى رأسها وقالت: من فضلك يا زياد عدينى
ابتسم زياد وقال بتسليه: خايفه؟
سالى: وهخاف من ايه؟
زياد: طيب طالما كده ماتخليكى شويه ايه المانع نقعد سوا شويه …فى كلام كتير نفسى ااقولهولك وانتى مش مديانى الفرصه
سالى: زياد بجد كده ماينفعش مايصحش اللى انت بتعمله ده عدينى من فضلك
زياد: طيب خلاص ماتزعليش ولا تضايقى روحك بس يا سالى بجد من اول مره شوفتك وانا متعلق بيكى وكل مدى بلاقى نفسى بقرب منك وعايز احكيلك عن اللى جوايا وانتى مش مديانى الفرصه
فى تلك الاثناء وصل ضيفا هاما لم يتوقعه الجميع …انها ..
آشرى
والتى وصلت وذهبت فى الحال لتلقى التحيه على والدها الذى كان يقف برفقه جاسر واسامه
وما ان رأها والدها حتى ارتسمت ابتسامه كبيره على وجهه واحتضنها قائلا: آشرى ! مش معقول ماقولتيش انك جايه
آشرى: حبيت اعملها مفاجئه يا بابى ازيك انت وحشتنى
يسرى: وانتى كمان يابنتى
آشرى برقه: هاى جاسر …هاى اسامه… امال فين تالتكم؟
اسامه: هه ااه كان هنا ومش عارف راح فين
جاسر: تقريبا جاله تليفون
اسامه: انا هروح ادور عليه عن اذنكم
انصرف اسامه واخذ يبحث عن اخيه قبل ان تكتشف آشرى انه بصحبه سالى.
اخرج اسامه هاتفه سريعا وحادث اخاه الاكبر قال: الو جاسر بص زياد راح وره سالى وفى الغالب هوه معاها دلوقتى ماتنزلش عينك من على آشرى لحد ما انبه زياد
اتصل بعدها بزياد ولكن هاتفهه كان خارج نطاق الخدمه ! رفع اسامه انظاره الى السماء يدعو الله عندها رأى سالى تقف فى المقصوره الخشبيه اعلى الحديقه وقد ميزها من لون فستانها الفريد.
فى تللك الاثناء كان جاسر يحادث آشرى قائلا: الشغل فى المنتجع رائع يا آشرى
آشرى: ميرسى ياجاسر مبسوطه انه عجبك زياد كان بيقولى انه صعب الحاجه تعجبك
اما سالى فقد بدأت بالتملل وقالت لزياد بنفاذ صبر: خلصت ممكن بقى تسيبنى اعدى
زياد: مالك متعصبه عليا كده ليه
قالت سالى بغضب: لانى اكتر حاجه بكرهها هيا الكدب وان اى حد يضحك عليا او يخدعنى والحاجتين دوول انا مابسامحش فيهم وانت كدبت لما قلت ان منى هنا هيا ومعتز صح ولا انا غلطانه.
اقر زياد بهدوء: صح هما ماكنوش كده لكن الغايه تبرر الوسيله .انا كنت عايز ابقى معاكى لوحدينا فى اى مكان عشان جوايا كلام كتير زى ماقولتلك
سالى بقسوه: انت مافيش جواك غير الجرى وره البنات… من بنت للتانيه بتتنقل
زياد: انا فعلا كده بس ده كان قبلك
سالى: هههههههههههههههههههههههه لا والله قديمه
زياد: مش مصدقانى
سالى: زياد بجد انا خلقى داق واكتر من كده هتلاقينى بصرخ عدينى من فضلك ايا كان اللى جواك بجد انا مش عاوزه اسمع حاجه
شعر زياد بالغضب وانها قد اهانت كرامته فقال لها بكبرياء: خلاص اتفضلى مع الف سلامه
اخيرا خرجت سالى من أسرها وعادت فى طريقها مره اخرى كانت تنظر الى الارض تخطو بحذر تنتقى موضعا لقدميها عندها اعترضتها قدمان رفعت سالى رأسها لتجد انه اسامه ينظر لها بضيق لم تعهده منه لم تنطق سالى وتابعت طريقها فيما صعد اسامه بخطى واسعه عندها رأه اخاه الاصغر والذى قال: يوووه يا اسامه انت كمان هتعمل وصى عليا.
اسامه: آشرى جت
زياد: طيب وانا مالى سألت عنى؟
اسامه:ارحمنى ابوس ايدك مش اشرى دى اللى انت جريت وراها قبل كده واللى اتفقت معاها على الجواز اهى تحت واقفه مع ابوها وجاسر واول ماجت سألت عنك ابوس ايدك بكره او بعده بالكتير هنمضى العقود بلاش تبوظ كل حاجه على الاخر
زياد: اووووف انتو مابتصدقوا…طيب طيب ياسيدى اتفضل اما نشوف اخرتها
توجه زياد برفقه اخيه الى حيث آشرى وجاسر ويسرى الطحان
فقال زياد: كان قلبى حاسس انك هتيجى
آشرى: بجد همممم مش باين
زياد: شربتى حاجه
آشرى: لاء لسه واصله
زياد: طيب بعد اذنك يا يسرى بيه هاخد آشرى اشربها حاجه
انصرفت آشرى بصحبه زياد وقالت: مارديتش عليا ليه امبارح لما كلمتك
زياد: خفت على قلبى اسمع صوتك وانا مش قادر اشوفك قدامى قلت يمكن ساعتها تشتاقيلى زى ما اشتقتلك وتيجى بأه
اطمأنت آشرى بتلك الكلمات انها لاتزال فى فكر وقلب زياد والذى فى الوقت ذاته كان يبحث بعينيه عن سالى التى لم يكن لوجودها اثر .استأذنت آشرى لتذهب الى حمام السيدات واستأذن جاسر من يسرى الطحان وذهب الى حيث يقف اخيه والذى كان يشعر بالضجر من بحثه الغير مجدى فقد اختفت سالى من الحفله تماما.
جاسر: فين آشرى
زياد: راحت تظبط مكياجها
جاسر: انت عاوز ايه بالظبط من يومين آشرى النهارده سالى ؟ فهمنى بس عشان نكون على نفس السطر
زياد: هقولك ياسيدى فى الوقت الحالى انا عاوز الاتنين …طماع انا مش كده بس الشرع يجيزلى اربعه مش كده ولا ايه ههههههه بس اطمن هتجوز آشرى الاول عشان الصفقه والشغل وبعدها بشهر ولا اتنين هتقدم لسالى …خلاص اطمنت بقه شغلك هيفضل تمام والحياه هتمشى
جاسر: بقى كده ده اللى فى دماغك ؟
زياد بتحدى: ااه وده اللى هيحصل
جاسر بغموض: ماشى يازياد ماشى …
رفع جاسر انظاره وقال: آشرى هناك اهه بس لو منك اركز عليها لانها واضح اوى انها جايه مخصوص عشانك النهارده
زياد بغرور: عشان تعرف اخوك مش سهل
تركه جاسر وصعد الى غرفته واثناء طريقه الذى لم يتعدى الثلاث دقائق كان عقله الفذ قد اعتمد خطه لانقاذ كل شىء بما فيها …ابنه
ما ان دخل جاسر حتى تناول سماعه الهاتف طلب مكتب الاستقبال واخبرهم انه قد فقد مفتاحه وسيبعث اليهم بعد قليل بسكرتيرته لتأخذه ثم اتصل بسالى التى كانت فى غرفتها جالسه بمفردها وهى تشعر بالسخط من تصرف زياد الوقح معاها عندها رن الهاتف
سالى: الو
جاسر: طيب طالما طلعتى من الحفله اطلعى اوضتى دلوقتى خدى الملفات من الخزنه عشان تراجعيها بكره الصبح عندنا اجتماع اخير هنمضى بعديه العقود …خدى المفتاح من الريسبشن
تكهنت سالى انه لازال بالحفله ورأها وهى تغادر فصعدت الى غرفته بعدما مرت على مكتب الاستقبال فى تلك الاثناء حادث جاسر اخيه اسامه وقال بقوه: اسمع اللى بقولك عليه وتنفذه بالحرف الواحد اما ارنلك تبعتلى مروه الاوضه.
اسامه: ليه مش فاهم
قال جاسر: منغير ليه نفذ اللى قولتك عليه
انهى جاسر المحادثه واتجه الى غرفه نومه وخلع ملابسه واتجه الى الحمام ليأخذ حماما ساخنا
وصلت سالى الى الجناح الملكى فى الطابق الاخير فتحت الباب ودخلت بهدوء وتوجهت الى غرفه نوم جاسر فتحت الخزانه ووقفت تحاول تذكر كلمه السر
استغرقت بعض اللحظات حتى وصلت للشفره الصحيحه فتحت الخزنه واخرجت الملفات وهمت بمغادره الحجره وفؤجئت بخروج جاسر من الحمام الملحق بالغرفه صعقت سالى لدى رؤيته واحمر وجهها فى الحال فلم يكن يرتدى الا منشفه كحليه اللون طويله تحيط خصره بأحكام وعضلات صدره السمراء القويه العاريه يعلوها بعض قطرات الماء.
ظلت سالى واقفه شاعره بالصدمه والخجل الشديد
ابتسم جاسر بلؤم: ماكنتش فاكرك هتطلعى بالسرعه دى فكرت ان حد تانى دخل الاوضه انا جوه
قالت سالى بوجه احمر وصوت منخفض: انا خدت الورق عن اذنك
جاسر: استنى كان فيه مذكره كنت عايزك تز]ولها ملاحظتين بالمره اكتبيهم
سالى: حاضر بس ماعيش قلم
خرج جاسر من غرفه النوم واتجه الى مكتب بجانب الشرفه واخرج قلما
اخذته سالى وكتبت ما املاه لها ولم تنتبه انه قد امسك بهاتفه وعبث فيه اثناء كتابتها
انتهى جاسر فقالت سالى: خلاص كده
جاسر بصوت حميم: خلاص كده بس فى موضوع كنت عايز ااقولهولك … فاكره الورقه اللى قولتك تبروزيها وتعلقيها
سالى: ااه فكراها
جاسر: امال ليه مابتعمليش بيها
سالى: مش فاهمه.
امسك جاسر راحه يدها ونظر فى عيناها فأخفضت سالى انظارها سريعا وقال لها: انا كنت الضهر خايف على ايدك وانتى اخدتى كلامى انه شخط ونطر فيكى
سحبت سالى يدها وابتلعت ريقها وهزت رأسها وقالت: حصل خير
اقترب منها جاسر وقال: بس انتى زعلتى وانا حاولت اصالحك وفضلتى زعلانه برضه … ينفع كده
طرق الباب بقوه وفتح لان سالى لم تغلقه كما اعتادت
ودخلت مروه وشاهدت جاسر وجسده النصف عارى وسالى المرتبكه ووجهها الذى يفضحها
عقد جاسر حاجبيه وقال: انتى ايه اللى جابك وازاى تدخلى كده.
مروه ببرود: استاذ اسامه قالى اطلع لحضرتك
جاسر: انا ما طلبتكيش واتفضلى اخرجى … اكيد كان قصده زياد واتلخبط
خرجت مروه وهى تشعر بالاهانه مردد داخلها: بتطردنى عشان يخلالكو الجو … والهانم معاه كانت بتعمل ايه عامله فيها طاهره الشريفه ؟
قالت سالى بعدما انصرفت مروه: انا هنزل تصبح على خير
غادرت سالى الغرفه جريا تكاد لا تصدق غبائها كان يجب عليها مغادره الغرفه فور خروجه من الحمام الان مروه ستسغل ما رأته فى تشويه سمعتها
توجهت الى غرفتها باكيه ولكنها خشيت ان تواجهه مروه وهى فى تلك الحاله فآثرت مغادره الفندق بالكامل حتى تهدأ.
كانت منى تسير برفقه معتز على كورنيش النيل يستمتعان معا بالجو الهادىء فى تلك الساعه المتأخره من الليل حتى قال معتز: الله مش سالى دى اللى قاعده هناك؟
منى: فين؟
معتز: اهيه على الدكه اللى هناك دى
منى: ااه ده هيا غريبه ايه اللى مقعدها كده
اقتربا الاثنان منها فى صمت حتى رأتها منى تبكى بغزاره فنظرت الى معتز نظره ذات مغزى فهم معتز فى الحال ما تلمح اليه منى
فقال لها: اوك انا هستناكو على الدكه اللى بعديها… مايصحش اسيبكم انتم الاتنين فى الشارع ويستحسن تاخديها الفندق وتتكلموا سوا جوه كده اللى رايح واللى جاى هيتفرج عليكم واحنا داخلين على نص الليل
منى: حاضر
جلست منى بجانب سالى فرفعت سالى انظارها ولما رأتها صديقتها القت برأسها على كتفها وازداد بكاؤها
قالت لها منى جزعه: خير ياسالى في ايه؟
اخذت سالى فى حكى مجريات الساعه الماضيه تخلله بكاءها الحار
واستمعت لها منى وهى لا تكاد تصدق اذنيها وعندما انتهت سالى قالت لها منى بقوه: انتى ازاى اول ما لقتيه كده ماطلعتيش جرى من الاوضه يا سالى
سالى: معرفش نزل عليا سهم الله وارتبكت وماعرفتش اتصرف وكنت جايه اطلع قالى اكتب ملاحظتين وقفت اكتبهم.
منى: يعنى هوا كان خلاص حبك الملاحظتين دوول دلوقت… كنتى تقوليوله بكره فى وقت تانى …اما حضرتك تاخد الشاور بتاعك وتخلص ابقى كلمنى فى التليفون مالهوملى …اى حاجه كنتى اتصرفتى
سالى: مخى كان كأنه مشلول يامنى وخرجت من عنده وانا بضرب نفسى ستين جزمه
منى: طبعا مروه هتعملها حكايه وروايه ربنا يستر
سالى: انا هلم هدومى واروح على اسكندريه واللى يحصل يحصل.
منى: انتى اتجننتى اكيد لاء طبعا ماينفعش اول حاجه هتكونى بتأكدى ظنونها وكأنك بتهربى من عملتك انتى لازم تواجيها وتواجهيه هوه كمان الهروب مش حل
سالى: طيب اعمل ايه دلوقتى ؟
منى: انتى هتطلعى عادى جدا معايا وكأننا انا وانتى ومعتز كنا سوا مع بعض بنتفسح وكان جاسر عايز ورق وشغل طلعتى تدهولوه واحنا استنناكى تحت عبال ماتخلصى وبعدين نزلتى تكملى السهره معانا واستحاله يعنى كنتو هتعملو حاجه وانا معتز مستنينك تحت
سالى: بس كده انتى هتقولى لمعتز وانا مش عايزه حد يعرف مش هيبقى مروه ومعتز كمان.
منى: خلاص احنا مانريحهاش ومانفسرش حاجه نطلع سوا بمنتهى الثقه ونتصرف عادى جدا ولو هيا فتحت بوقها وطرطشت بالكلام نديهوملها وساعتها ممكن نقول لمعتز انكم شادين مع بعض وهيا بترخم عليكى فهخليه يقولها انك كنتى معانا منغير مايعرف الموضوع ايه
سالى: طيب وجاسر ؟
منى: تصدريله الوش الخشب وتدهومله انك مش هتطلعى اوضته تانى ابدااااوان كل شىء ليه حدوده وخليه يتلم عاوزك يجى يتقدم مش يقضيها كلام وغنى وفيروز …ولو ان صوته حلو ابن اللاذينه ههههههههههه
ضحكت سالى وقالت: ضحكتينى وانا ماليش نفس.
منى: سالى انتى طيبه اووى والناس ماتستهلش الطيبه دى عيبك انك بتفكرى فى انك هتخذلى اللى قدامك مش بتبصى انه هيأذيكى اذا انتى طاوعتيه الدنيا بقت ماشيه… مصلحتك اولا
سالى: انا فعلا هبله ودى اكتر حاجه بتدايقنى فى نفسى… نفسى ابطل هبل وعبط والناس تستغلنى كده
منى: معلش ادينا بنتعلم من اخطائنا يلا نقوم عشان انا تلجت وعايزاك تتعاملى بهدوء مع مروه خالص ولا يهمك منها …
قامت منى وسارت برفقه سالى الى حيث يجلس معتز وهى تقول:بس ايه ياعم الفساتين الحلوه دى قمممر يابت ومالك طولتى كده ؟
سالى: ههههههه ده الكعب 7 سم اما ضهرى خلاص نقح عليا… والفستان بتاع كتب الكتاب حضرتك.. لبسته مره واحده
منى: ان شاء الله تلبسى المره الجايه فستان الفرح على طوول.
سارت منى برفقه سالى يتبعهم معتز متأخرا عنهما بخطوتين لحمايتهما فى تلك الساعه المتأخر من الليل
وصلتا الفتاتان الى غرفتهما ودخلتا لتجدا ان مروه لا تزال بالخارج فقالت منى: احسن تعالى بأه نغير وننام والصباح رباح
اما مروه فكانت فى الحفله تتابع سهرتها محاوله تنظيم افكارها وكيف ستسغل ما رأته فى فضح سالى فى الشركه واقصائها عن عملها
رأها اسامه وهى تحتسى بعض المشروبات فغادر الى غرفه جاسر الذى اختفى مبكرا من الحفله.
صعد اسامه الى الطابق الاخير وتوجه الى الجناح الملكى طرق الباب فتح له جاسر وكان لازال لم يرتدى ملابسه بعد
انزعج اسامه لرؤيه صوره اخيه فقد كان متهجم الوجهه بشكل لم يره من قبل
اسامه: ايه مالك خير خضتنى مالك عامل فى نفسك كده ليه؟ وكنت عايز مروه فى ايه ؟
لم يرد عليه جاسر وذهب الى الاريكه حيث كان يجلس من ساعه مضت ومال بجسده واضعا رأسه بين راحتى كفيه
اسامه: جاسر رد عليا ماتقلقنيش كنت عايز مروه فى ايه؟
رفع جاسر رأسه وقال فى سخريه: كنت عايزها عشان تفضحنى انا وسالى هههخخخخ
حملق اسامه فى اخيه منزعجا وقال: ايه؟ بتقول ايه ؟تفضحكو؟ ليه؟عملت ايه ؟ ماتفهمنى ؟
نظر اليه جاسر بسأم وقال: انا تعبان يا اسامه وماليش خلق اقعد احكيلك بكره تفهم كل حاجه تصبح على خير
قام جاسر واتجه الى غرفه نومه واغلق الباب تاركا اخيه يشعر بالحيره الشديده ولكنه كان يعلم ان محاوله استخراج معلومات من اخيه وهو فى تلك الحاله كمحاوله اخراج قطره مياه عذبه من امواج البحر.
لم ينم جاسر ليلته وظل مستيقظا طوال الليل يتقلب فى مضجعه شاعرا بتأنيب الضمير …ماذنبها سالى؟
لما فعل ذلك ؟الهذا الحد وصل به الامر فى عدم التفكير الا فى مصلحته؟
اقنع نفسه انه سوف يتزوجها وستعيش معه فى مستوى اجتماعى ومادى كثيرات يحلمن به
كما انه سيجعلها تحبه بل تعشقه …فما مرت عليه امرأه من قبل استعصت عليه او رفضته بل هو كان من يلفظهن بعيدا بعدما يسأم من صحبتهن
فى الصباح الباكر استيقظت سالى بعد ليله مضطربه تخللتها الاحلام المزعجه و كان الارق ضيفها الثقيل
قامت سالى واغتسلت.. بعدها استيقظت منى وما ان رأت سالى التى خرجت لتوها من الحمام حتى قالت لها: صباح الخير يا سالى نمتى كويس ؟
سالى:ابدا ماجليش نوم وطول الليل عماله افكر
منى: انا كمان مانمتش السيمفونيه العاشره لشخير مروه كانت اوفر هيا فين صحيح ماشفتهاش
سالى: لاء غريبه انها صحت بدرى كده ونزلت
رن جرس الهاتف فنظرت سالى لمنى فى استجداء فقالت منى:احنا قولنا ايه؟ لازم تواجهى واوعى تهربى
سالى: طيب بس معلش ردى المره دى
ردت منى وكان المتحدث اسامه الذى ابلغها بضروره الاستعداد للمغادره بعد الاجتماع الذى سيقام عند التاسعه صباحا كما امرها ببعض الامور التى يجب عليها هى ومروه فعلها.
منى: هناخد افراج هنروح النهارده مش بكره
تنهدت سالى: الحمد لله احسن خبر سمعته
منى: قومى نجهز عشان هننزل نحضر للاجتماع وطبعا نفطر قبلها …ياترى مروه هانم فين فى شغل ورانا
سالى: لاء انزلى افطرى انتى انا ماليش نفس
نظرت لها منى بعتاب وقالت: وبعدين
سالى: بجد ماليش نفس ههحضر شنطتى وانزل الاجتماع وبعده هبقى افطر انزلى انتى
استعدت سالى للمغادره الفندق وحضرت حقيبتها قبيل توجها لقاعه الاجتماعات.
نزلت الى الطابق السفلى حيث قاعه الاجتماعات دخلتها وكانت ممتلئه على بكره ابيها جلست سالى فى الكرسى المخصص لها وماهى الا دقائق حتى دخل اسامه اولا وعلى وجهه تعبيرا لم تفهمه سالى كان ينظر لها بطريقه عجيبه
تبعه زياد والذى دخل برفقه آشرى الفاتنه نظرت له سالى بسخريه فرد لها النظره بتحدى
واخيرا جاسر بصحبه يسرى الطحان.
احست سالى بتشنجا خفيفا فى كتفيها وتصلبت عضلات ظهرها وشعرت بالبروده فى اصابع يديها واحمرت وجنتاها بشده حتى ظنت ان جميع الانظار مركزه عليها
جلس جاسر بجوارها ولم يبد اى رد فعل وبدأ الاجتماع واستمر لمده ساعه وانتهى مكللا بأمضاء عقود الصفقه التى لطالما سعى آل سليم لها واولهم جاسر
عزمت سالى على مغادره القاعه فور انتهاء الاجتماع فيما وقف آل سليم وآل الطحان يتبادلون التهانى والمزاح وسعى بعض الموظفون لتملق رؤسائهم
شعرت سالى انها على وشك الاختناق وتحتاج الى تنشق بعض نسمات الهواء فخرجت خلسه دون ان يلاحظها احد.
حملتها قدماها الى الحديقه الخلفيه وجلست على جذع الشجره الذى جلست عليه من قبل وبكت للمره الثانيه شاعره بالرثاء على حالها …تصارعت الاسئله فى رأسها ولم تلق لها جوابا …؟ماذا يريد منى ؟ من انا بالنسبه له؟ هل هو حقا يحبنى كما احببته؟
نعم اعترفت سالى لنفسها انها قد وقعت بحب جاسر…
خرجت سالى من الحديقه عائده الى غرفتها فاستوقفتها منى التى كانت تتحدث الى احدى موظفى شركه الطحان اعتذرت منى من رفيقها وتوجهت نحو سالى
سالتها منى باهتمام: ايه خير مالك ياسالى ؟
سالى بصوت منخفض: مدايقه شويه
منى بقلق: من ايه حصل حاجه تانيه؟
سالى وكادت ان تبكى: لاء…ماحصلش ولااا حاجه ولا حتى بص فى وشى
منى: ولا يهمك عادى جدا اكيد حاسس انه مكسوف من اللى عمله سيبيه وطنشى واتقلى على الاخر
سالى: انا تعبانه ونفسى نمشى بأه عايزه اروح
منى: تعالى طيب نفطر الاول وخلاص انا حجزت الطياره هتكون الساعه 2 يعنى هما 3 ساعات قبل مانروح للمطار
سالى: كرسيا فين؟
منى: ماتقلقيش جنبى …يلا بينا نفطر وشك اصفر وبهتان ومش عاجبنى احنا اتفقنا انك تمسكى نفسك حتى عشان خاطر ال…مش عايزه اغلط فيها.. مروه
سالى: هيا فين صحيح
منى: بتستهبل مش باينه من الصبح حضرت كل حاجه لوحدى
سالى:طيب هطلع اغسل وشى وانزل
منى: اوك هستناكى فى المطعم
صعدت سالى الى غرفتها وغسلت وجهها ورسمت عيناها بالكحل ووضعت قليلا من الماسكرا وملمع للشفاه
طالعت صورتها فى المرأه وشعرت بالرضى عن مظهرها مما اعطى مظهرها بريقا نابعا من داخلها
توجهت سالى الى المصعد وما ان فتح الباب حتى اظلم وجهها فقد كان جاسر فيه بمفرده دخلت سالى المصعد
فقال لها جاسر بصوت اجش: روحتى فين؟.. فجأه مالقتكيش فى القاعه
سالى كاذبه: جالى تليفون …ادارت سالى وجهها الى الجانب الاخر
قال جاسر محاولا تلطيف الاجواء: حضرتى شنطك ؟
هزت سالى رأسها بالموافقه… كان جاسر على وشك قول شىء ما
الا ان فتح باب المصعد معلنا وصوله للطابق المراد بنغمته المعروفه
فغادرته سالى مسرعه باتجاه المطعم تاركه جاسر واقفا بمفرده ينظر لها شاعرا بالحنق
فرك جاسر رأسه بعنف مبعثرا خصلات شعره القصير استقل المصعد مره اخرى الى غرفته فى الطابق الاخير فهذه كانت وجهته فى الاساس
بالكاد تناولت سالى افطارها تحت ضغط من منى وبعد الانتهاء من تناول الفطور قالت سالى: طيب وبعدين هنعمل ايه فى التلات ساعات اللى فاضلين
منى: نطلع جرى على السوق نجيب هدايا يابنتى دا انا لو روحت لهم من غير السودانى والكركديه والخروب مش هيدخلونى البيت كمان عايزه اجيب شويه اكسسورى
ابتسمت سالى: وبابا حبيبى كان عايز عسليه هدورله عليها كمان اجيب كركديه زيك عشان ضغط ماما بيعلى …دى لو عرفت اللى حصل.
منى منزعجه: انتى اياكى تجيبى سيره ليهم اصلا
سالى: بس انا ماتعودتش اخبى عنهم حاجه يا منى
منى: هتكونى بتفتحى النار على نفسك ساعتها هتثبتلهم انهم كان معاهم حق يمنعوكى من السفر وانك لسه ماتعرفيش تشيلى مسئوليه نفسك
سالى: معاكى حق …وكده كده انا خلاص قررت اسيب الشركه اول ما ارجع هكتب استقالتى واخد اسبوعين ايجاد البديل ده بالطول ولا بالعرض ومع السلامه بعد كده
منى بحزن: هتسيبى الشركه ياسالى
سالى: طبعا يامنى انا اصلا مانفعش فى الشغلانه دى
منى معترضه: ليه ياسالى ..ادى نفسك فرصه دول هما شهرين اللى اشتغلتيهم
سالى: حتى لو بقيت فى الشغل كويسه وبعرف اتعامل مع الناس بس مش عارفه اذا كنت هقدر ارفع عينى فى عينه تانى حاسه انى اتكسرت وانا ماعملتش حاجه …حتى لما كان معايا فى الاسانسير لوحدينا حسيت كأنى زى اللى عامل عمله وخايفه لحد يشوفنا لوحدنا وكل ده عشان ايه وانا اصلا مش فى دماغه كل ده حمل عليا وعلى اعصابى يامنى …مابالك لما ارجع الشغل ومافيش غير مكتبى ومكتبه وبس.
منى: اسانسير ايه انا مش فاهمه حاجه
سالى: من شويه اما نزلت كان جاسر معايا فى الاسانسير
منى باهتمام: كلمك؟
سالى: ااه قالى كلام اهبل …كده
منى: جاسر قال كلام اهبل ههههههههه انتى بتهزرى اهبل ازاى؟
سالى: سالنى روحتى فين بعد الاجتماع قلتله جالى تليفون راح سألنى حضرت شنطى وكده قولتله ااه واول ما وصل الاسانسير للدور طلعت وسيبته …عارفه حسيت انه عايز يقول اى كلام وخلاص مجرد انه يتكلم معايا وبس.
منى: بس ده مؤشر كويس جدا… كده معناه انه حاسس باللى حصل وملخبطه هوا كمان …والله وعرفتى تخلبطى جاسر سليم يا سالى
سالى بأسف: والله مافى حد متلخبط غيرى …المهم يالا بينا عشان نلحق وقتنا قبل ما معاد الطياره يجى
منى: يالا بينا
تسوقت الفتاتان وعادتا الى الفندق بالكاد فى الوقت المناسب كانت مروه جالسه فى قاعه الاستقبال تحتسى مشروبا باردا بمفردها نظرت لها منى بأشمئزاز ولم تحدثها وصعدت برفقه سالى الى حيث الغرفه حملو امتعتهم وانطلقوا سريعا الى حيث السياره.
واخيرا اقلعت الطائره مغادره ارض الاقصر نظرت سالى من النافذه ثم غطت بنوم عميق
فيما كان جاسر جالسا برفقه اسامه الذى الح عليه فى السؤال قائلا:انا من امبارح ومش فاهم اللى حصل المفروض انك تفك الحصار امتى وتحكيلى اللى حصل؟
جاسر: اسامه بجد انا تعبان جدا وماليش نفس اتكلم سيبنى لما اهدى وهبقى احكيلك على كل حاجه
اسامه: يعنى تتوقع انى اسمعك بتتكلم على فضيحه واقعد ساكت كده ثم ان خلاص مضينا العقود فى ايه بقى ؟
جاسر: عقود اوليه…خليك فاكر فى لحظه كل اللى اتعمل ده يبقى طار فى الهوا
اسامه: وايه اللى هخليهم يرجعوا فى كلامهم
جاسر بتهكم: بتسألنى انا …اسأل اخوك اللى مجاش معانا هيرجع اسكندريه امتى؟
اسامه: قال بالليل
جاسر ممتعضا: بالسلامه ارجع جاسر رأسه للخلف واغلق عينيه مؤذنا بنهايه الحديث
حطت الطائره على ارض الاسكندريه ركبت سالى سياره اجره برفقه منى وعادت اخيرا للمنزل
فتحت باب الشقه ودخلت سمعت اصوات الصغار الاعزاء بنات اختها الوحيده فتعجبت فاليوم الخميس وميعاد زيارتهم الاسبوعيه هو الجمعه كالمعتاد
سمعت مجيده صوت الاطفال الصغار وهم يلقون بالتحيه على خالتهم العائده من السفر فخرجت مسرعه من غرفتها وتهلل وجهها لدى رؤيه ابنتها الصغرى
احتضنتها سالى بقوه وقالت: وحشتينى اووى يا ماما.
مجيده: حمدلله على سلامتك …جيتى بدرى ؟ مش المفروض كنتى ترجعى بكره
سالى: الشغل خلص فرجعنا ايه ماكونتيش عايزانى ارجع ولا ايه؟
مجيده: كده برضه دا انا كان قلبى واكلنى عليكى اووى
سالى: امال فين سيرين وبابا؟
مجيده: هه تعالى تعالى اوضتك… روحو يا حبايبى اتفرجوا على التليفزيون
شعرت سالى بالقلق يتسلل الى داخلها فقالت: خير يا ماما حصل ايه طمنينى
دخلت مجيده غرفه ابنتها الصغرى واغلقت الباب خلفها وقالت فى اسف: معتصم طلق اختك
نزل الخبر كالصاعقه على رأس سالى وقالت فى ذهول: ايه؟ ليه؟
مجيده: وطى صوتك البنات مايعرفوش حاجه وابوكى دلوقتى قاعد فى شقه عمك مع ابوه
سالى: وطلقها ليه؟ اتخانقوا
مجيده: ياريت اختك طلعت حامل فى بنت
اتسعت عينا سالى دهشه وقالت بغضب شديد: ده اكيد مجنون ومتخلف وحمار كمان وستين حمار ده مش بنى ادم اصلا
مجيده: ابوس ايدك اختك قافله الاوضه على نفسها وهاريه نفسها عياط اما هموت من القلق عليها هيا.. واللى فى بطنها ذنبها ايه؟ حاولى تمسكى اعصابك وتخففى عنها هيا فيها اللى مكفيها.
تساقطت دموع سالى وقالت: والله ده ظلم …ظلم ليه بيحصل فينا كده انا اتطلق وهيا كمان وعشان ايه؟
مجيده: قدر ومكتوب يا بنتى ربنا يلطف بينا… روحى اتشطفى وغيرى هدومك وادخلى سلمى على اختك وااقعدى معاها
سالى: حاضر يا ماما …حاضر
وصل زياد متأخرا فى المساء واستقبلته امه استقبالا حافلا سألها عن اخويه فقلت انهما فى غرفه المكتب يتناقشان بعض الامور ذهب زياد الى غرفه المكتب
عندها سمع صوت جاسر وهو يقول لاسامه بعصبيه: وكنت عايزنى اعمل ايه وانا قدامى شهر واحد ولازم اكون اتجوزت عشان ابنى يرجع ..واخوك كان هيهد كل اللى بنيته بجريه وراها ده الحل الوحيد اللى كان قدامى.
اسامه: تقوم تسوء سمعتها هيا حصلت ؟ ليه ماتطلبتهاش للجواز عادى زى بقيه البشر على سنه الله ورسوله ولا لازم تجيلك راكعه
جاسر بقسوه: ايوه لازم…لان مافيش وقت …الوقت هو عدوى… انا مش لسه هروح اتقدم واخطب ويسألو عنى ويقولو شبكه ومهر …فخلال شهر لازم يكون معايا عقد الجواز شهر يعنى 30 يوم ويمكن ااقل… كان عندك حل تانى غير اخوك اللى بيقولى يحلله اربعه !
تعجب زياد ولم يدرى عما يتحدثون كيف لجاسر ان يتزوج خلال شهر ومن التى سوف يتزوجها اهى سالى وكيف ستسوء سمعتها
طرق الباب ودخل عندها توقف جاسر واسامه عن حديثهما
قال اسامه: حمدلله على السلامه يازياد
نظر زياد الى جاسر محاولا فهم مايدور ولكن مالبث وجه ان اكتسى وجه اخوه بقناعه الفولاذى مما يمنع الاخرون من استنباط مايدور فى خلده
زياد: الله يسلمك يا اسامه انا توقعت انك تكون روحت.
اسامه: انا فعلا روحت وجيت تانى
زياد: خير حصل حاجه
اسامه: لا ابدا
جاسر: وصلت آشرى ؟
زياد: ااه واتفقت معاها تفاتح يسرى الطحان وهكلمه بكره احدد معاه ميعاد وياريت انت اللى تعمل الخطوه دى باعتبار انك الكبير
جاسر: مبروك…تصبحوا على خير انا طالع انام
هكذا كانت مجريات الامور فى قصر آل سليم.
اما فى منزل سالى المتواضع فلم تكف سيرين عن البكاء رغم عوده ابيها للمنزل حاملا بعض الاخبار السعيده عن رفض والد معتصم عما بدر من ابنه ولكن والدها اصر ان تبقى ابنته فى منزله حتى يعود زوجها الى رشده او من كان زوجها فأبنته حامل ويخشى عليها التعب
مضى يوم الجمعه كئيبا الى ان حل المساء زار معتصم بيت حماه واعتذر منه وطلب ان يرد زوجته اليه وابدى ندما حقيقيا
اذعن له محسن وتركه يغادر بصحبه زوجته خاصه عندما لمس سوء الحاله التى وصل اليها معتصم بالاضافه الى زوجته وبناتهم الصغار
شعرت مجيده انها قد تنفست الصعداء ونظرت الى سالى نظره لم تفهم سالى مغزاها قالت لها امها:نفسى اتطمن عليكى انتى كمان
هزت سالى رأسها وشعرت انها كانت حمقاء عندما فكرت فى اخبار والديها عما حدث فى الاقصر الليله قبل الماضيه
صباح يوم السبت توجهت سالى الى عملها لاحظت نظرات بعض زملاء العمل الغريبه لها اثناء ركوبها الحافله الخاصه بالشركه ولكنها لم تبالى واقنعت نفسها ان هذا محض خيالها.
توجهت للطابق الاخير دخلت مكتبها وجدت الكثير والكثير من العمل المتأخر امضت سالى قرابه الثلاث ساعات منكبه على العمل حتى فؤجئت بأستاذ اسامه يطرق باب غرفتها
سالى: اتفضل
اسامه: صباح الخير يا سالى اخبارك ايه؟
سالى بابتسامه مشرقه: الحمد لله
اسامه باهتمام:انتى كويسه؟
تعجبت سالى من سؤاله فهزت رأسها وقالت: ااه
تنحنح اسامه ثم قال: طيب استأذن انا
غادر اسامه فعقدت سالى حاجبيها تعجبا وعادت الى عملها
فى تلك الاثناء كانت مروه كالحيه الرقطاء تزحف من مكتب الى الاخر فى الشركه الكبيره تبث سمومها من فضائح واشاعات عن العلاقه الغراميه المشتعله بين جاسر وسكرتيرته الحسناء.
والتى وصل بها الامر الى احضار لانجيرى ساخن معها لقضاء ليله عاطفيه كانت مروه شاهده على نهايتها عندما دخلت غرفه جاسر لتجده قد انتهى توا من حمامه البارد بعدما قضى ليله ساخنه فى احضان سالى
يقفان كلاهما يتبادلان القبلات والاحضان وعندما دخلت مروه الغرفه طردها جاسر شر طرده بعدما كشفت سرهما
انتشرت الشائعه فى جميع انحاء الشركه كانتشار النار فى الهشيم
حلت الساعه الثانيه عشرا جمعت سالى الاوراق والمستندات وذهبت بها الى غرفه جاسر طرقت الباب واخذت نفسا عميقا استشعرت بروده اطرفها ولكنها تماسكت ودخلت الغرفه الواسعه.
كان جاسر جالسا مديرا ظهره الى الباب ناظرا من النافذه الواسعه الى الفضاء الشاسع امام ناظريه
تنحنحت سالى فأدار جاسر نفسه سريعا وكأنما تفاجىء برؤيتها حتى ظهرت الصدمه على وجهه
تعجبت سالى فقد كانت امارات الحزن باديه على وجهه ولكنها لم تبالى وقالت: الاوراق اللى عايزه تتمضى
وضعت سالى الاوراق على سطح المكتب
مضى جاسر الاوراق سريعا فقالت سالى: فى ملاحظات حضرتك عايز تملهانى
جاسر: لاء
سالى: عن اذنك
غادرت سالى الغرفه مسرعه كمن يهرب من وحش خارجا من سطور الاساطير الاغريقيه عائده الى غرفتها لمتابعه بقيه عملها
حلت ساعه الغداء نزلت سالى الى قاعه الطعام ودخلت القاعه تحت نظرات وهمسات الجميع حتى وجدت منى جالسه على وجهها تعلو معالم الضيق
جلست سالى الى الطاوله وقالت: ايه يامنى خير فى ايه مالك؟
منى بأسف: ماليش يا سالى انتى كويسه
ضحكت سالى وقالت: نعم انتى كمان؟ هههههه. انتو ايه حكايتكم انتى واسامه هيكون مالى
منى: مروه طلعت اشاعه انك …
اظلم وجهه سالى وقالت: انى ايه؟
قاطعتها احدى زميلات مروه فى المكتب وجلست فجأه الى الطاوله وقالت: يابختك وياترى كان جامد ؟
صرخت منى: احترمى نفسك اتقوا الله وبطلو سفاله
قامت الفتاه وغادرت فقالت سالى بتوتر: فهمينى قصدها ايه وليه الناس عماله تبصلى من تحت لتحت وبيتغامزو عليا …مروه قالت ايه؟
كادت منى ان تبكى وقالت: مروه قالت انك …انك نمتى مع جاسر
امتقع وجهه سالى وغاب الدم من وجهها وقالت: هيا حصلت دى انسانه واطيه فعلا …
ثم اتبعت بغضب ويداها ترتعشان وقالت: وهيا فين؟
قامت سالى لتغادر باحثه عن مروه فقامت منى وجريت وراء سالى التى خرجت سريعا تحت نظرات الجميع المشمئزه منها
منى: رايحه فين انتى ولا تعبريها اصلا
سالى صارخه: فهمينى ازاى؟
استدارت لتتابع طريقها عندها رأت مروه تبتسم فى خبث ناظره الى سالى باستهزاء
فاقتربت منها سالى وصفعتها على وجهها على حين غره فحاولت مروه رد الضربه لسالى ولكن لم تمكنها منى من ضرب صديقتها
تناولت الفتيات الشتائم والالفاظ النابيه وتدخل البعض حتى فضوا النزاع القائم وعادت سالى الى غرفتها فى الطابق الاخير وتدور فى داخلها احداث الدقائق الماضيه وعادت اليها الذكرى… ذكرى الشائعات التى طاردتها لفتره طويله عقب طلاقها من ايهاب كيف كان زملائها فى العمل ينظرون لها وعيون تحمل الاتهام عنوانا واخرى التشفى مضمونا.
والان
عادت تلك النظرات تلاحقها مجددا ولم تكن هذه المره بالسهله فالفضيحه وشرفها الملوث بالعار عنوانها وهذا كان وقعه ليس بالامر اليسير عليها
خرجت سالى من المصعد تكاد لا تحملها قدامها تربت منى على كتفها وفجأه سقطت سالى مغشيا عليها
صرخت منى بصوت عال: سالى … سالى
سمع جاسر صوت منى الباكى وصرختها
فخرج مهرولا من مكتبه ووجد جسد سالى الممد على الارض.
فخر على ركبتيه وحاول ايقاظها ربت على وجهها مره بعد الاخرى ولكن لم تستجب سالى وظلت فاقده للوعى
امر جاسر منى باستدعاء طبيب الشركه
اطاعته منى فى الحال وحمل جاسر جسد سالى الصغير الى مكتبه ومددها على الاريكه الجلديه
وامسك بيدها البارده ونظر لها فى جزع
حضر الطبيب ورأى جاسر ولهفته على سالى الفاقده الوعى نظر له نظره ذات مغزى
فكشر جاسر عن انيابه وصرخ فيه بخشونه: انت واقف عندك بتعمل ايه شوف مالها.
فعل الطبيب اللازم وبعد قليل استعادت سالى وعيها شعرت انها كانت فى عالم ضبابى وانتقلت حديثا الى عالم ضبابى اخر فتحت عيناها بصعوبه طالعتها صوره جاسر القلق مهتزه وصديقتها منى ايضا وعيون من وراء نظاره طبيه قديمه تسألها باهتمام: انسه سالى … انسه سالى انتى كويسه
هزت سالى رأسها وقالت بذهن مشوش: حصل ايه؟
الطبيب: اغمى عليكى انتى كويسه دلوقتى
حاولت سالى النهوض شاعره بالخجل الشديد فجسدها ممد تحت انظار رجال غرباء.
ساعدتها منى على النهوض فقال الطبيب: لا طالما قدرتى تصلبى طولك يبقى بس نجيبلك فنجان قهوه وهتبقى زى الفل
غادر الطبيب وامر جاسر الساعى باحضار فنجان القهوه
واعترضت سالى بصوت منخفض: لاء انا هقوم اشربه فى مكتبى
رد جاسر بصوت قوى: لاء انتى هتشربيه هنا بعد كده هتقومى تروحى وانا هوصلك …
ثم توجه الى منى بالحديث قائلا:وانتى يامنى هتيجى معانا
هزت منى رأسها موافقه: كده احسن ياسالى تروحى ترتاحى.
نظرت لها سالى والدموع فى عيناها: لاء انا هروح لوحدى
جاسر: بطلى مقاوحه انتى تعبانه واحنا بره اسكندريه وهبقى مطمن عليكى اكتر لما اوصلك بنفسى ..
قال جاسر لمنى: روحى يامنى هاتى حاجتها وخلى حد يقف مطرحك فى الريسبشن تحت
اطاعته منى وقالت: حاضر وانصرفت منى تاركه سالى وهى تبكى
شعر جاسر بالضياع فقد كان بكاؤها اكثر من احتماله فهو من تعمد فضحها والاساءه الى سمعتها عليه يقع اللوم وهو وحده من يحمل الذنب
جلس جاسر الى جوارها وربت على كتفاها فقزت سالى كغزال مذعور يريد الهرب من صياده
فقام جاسر وقال: انا آسف بس ااقعدى اهدى وارتاحى.
صرخت سالى فيه وقالت: وعايزنى ارتاح ازاى بعد اللى حصل انت عارف واسامه عارف والكل عارف …عارفين كل الكلام اللى قالته مروه ومع ذلك ماوقفتهاش عند حدها
جاسر مدافعا عن نفسه: انا لسه واصلنى الكلام ده النهارده زيي زيك
سالىصارخه بغضب: وعملت ايه؟ دخلتلك المكتب لقيتك سرحان فى ملكوته ماجبتهاش ليه بهدلتها ؟ ماخصمتش منها ولا حتى ترفدها ولا فالح تخصم منى تأخير نص ساعه وتسيب واحده تخوض فى عرضى وعرضك عادى جدا
لم يجد جاسر كلمات يجيب بها على تساؤلات سالى
فاتجهت سالى الى مكتبه واخذت ورقه وامسكت بقلمه الفاخر وخطت بعنف حروف الاستقاله وغادرت الغرفه.
توجهت سالى الى مكتبها وحملت حقيبتها ونزلت للطابق الارضى وخرجت من الشركه وسارت على اقدامها فى الطريق الخالى تحت شمس الظهيره القويه
سارت سالى مسافه خمسون مترا حتى سمعت زامورا لسياره جاسر لم تستدر سالى وظلت تتابع طريقها بعند
توقفت السياره ونزل جاسر وامسك بذراع سالى وشدها اليه بقوه وقال امرا بغلظه: اركبى
شدت سالى يدها بعنف وقالت: لاء
جاسر صارخا: اركبى احسنلك بدال ما اشيلك واركبك غصب عنك
نظرت له سالى وتيقنت انه يعنى مايقول فرضخت لامره كارهه.
ركبت السياره وادارت وجهها الى الناحيه الاخرى حابسه دموعها بقوه حتى وصلت السياره الى مشارف الاسكندريه وابطأت السياره من سرعتها
قالت سالى بخشونه: نزلنى فى اى حته وانا هركب تاكسى واروح
جاسر: لاء هوصلك البيت
سالى بغضب: والله العظيم لو مانزلتنيش دلوقتى لكون فاتحه الباب وراميه نفسى من العربيه …
نظر لها جاسر غاضبا واوقف السياره خرجت سالى من السياره صافقه الباب بعنف واستقلت اول سياره اجره اشارت لها
ظل جاسر يتبع السياره حتى اطمأن انها وصلت منزلها بأمان وانصرف بعدها.
عادت سالى الى المنزل مبكرا وما ان رأت والدتها وجهها الشاحب حتى استبد بها القلق
مجيده: خير يا لولو مالك ياحبيبتى وايه اللى رجعك بدرى كده؟
سالى: تعبت ومقدرتش اكمل فرجعت
مجيده: وماكلمتيش ابوكى ليه يجيبك جيتى ازاى؟
سالى بصوت منخفض: المدير وصلنى
مجيده: تانى تانى ركبتى مع راجل غريب
سالى: اطمنى يا ماما اخر مره لانى قدمت استقالتى.
مجيده: ايه ليه؟ حصل ايه؟
سالى:ماما انا تعبانه اووى ممكن تسيبنى اريح واما اصحى احكيلك مش انتى كان نفسك انى اسيب الشغل ادينى سيبته
مجيده: فى داهيه الشغل ياحبيبتى مش من مقامك اصلا
سالى باكيه: ياريتنى ماكنت اشتغلت
احتضنتها والدتها وشعرت ان هناك خطب ما فأدخلتها غرفتها وساعدتها فى ابدال ملابسها وخلدت سالى الى النوم او تظاهرت بالنوم حتى تدعها والدتها وشأنها واستغرقت فى بكاء طويل
خرجت مجيده واتجهت الى اعلى السلم الداخلى ونادت على زوجها
محسن: ايوه يامجيده خير
مجيده: انزل عاوزاك.
نزل محسن درجات السلم القليله وقال: ادينى نزلت خير
مجيده: سالى رجعت من الشغل وشكلها تعبان وزعلانه من حاجه وقدمت استقالتها
محسن: ايه؟ ليه؟ حصل ايه؟ مش من يومين كانت فى مأموريه والامور كانت ماشيه كويسه ايه اللى يخليها تستقيل
مجيده:اكيد فى حاجه حصلت بس هيا طبعا مش هتحكيلى المهم هيا دخلت تنام اما تصحى ابقى ااقعد معاها واتكلم وشوف فى ايه؟
محسن: ربنا يقدم اللى فيه الخير.
فى تلك الاثناء فى شركه آل سليم كان اسامه منزعجا للغايه من احداث اليوم وكاد ان يصرخ فى اخيه قائلا: هيا حصلت يفتكروا انها كانت نايمه معاك؟ افهم بقى انت دلوقتى هتتجوزها ازاى اللى هتشيل اسمك يكون الناس اتكلموا وخاضو فى عرضها بالشكل ده
جاسر: الناس بتنسى وبكره يلاقولهم حاجه تانيه يتكلمو عليها
اسامه: الا الشرف يا استاذ
جاسر بسخريه مريره: هههههه اطمن عارف كويس
اسامه: مش ذنب سالى ان سهيله خانتك ماتطلعش عقدك عليها سالى بنت طيبه وغلبانه.
جاسر غاضبا: اوووووووووه خلاص بأه يا اسامه انت هتعلقلى حبل المشنقه ؟طيب اعمل ايه دلوقتى المفترض انى اعمل ايه ؟ الحل الوحيد اننا نتجوز لو متجوزتهاش هيقولو اخد اللى عاوزه ورامها
اسامه بحده: ولو اتجوزتها يبقى عشان تدارى فضيحتها
جاسر: طيب لا كده نافع ولا كده نافع
اسامه بحده: لان من الاول ماكنش ينفع تشوه سمعتها ياحضره الاستاذ المحترم …انا … انت بجد مش حاسس بالمصيبه اللى انت عملتها …ياشيخ حرام عليك انا عندى بنت بربيها انما انت.
جاسر بمراره: كمل .. هه ماتكمل كلامك …عندى ابن… ابن ومن عمره 4 شهور ماشفتهوش ..ابن دلوقتى بقاله سنه ونص بعيد عنى ..ااه شوهت سمعه واحده مالهاش ذنب لكن هتجوزها وهعوضها وهرجع ابنى وهحافظ على الشركه… كل دى مكاسب حضرتك غافلها
اسامه: ماتبررش الغلط يا جاسر كنت تقدر تتقدملها وتحكيلها على ظروفك وهيا كانت هتقدر ان شالله تكتبو الكتاب وكنت هترجع ابنك والصفقه لو كانت راحت يبقى خلاص مالناش فيها نصيب واحنا الحمد لله معانا وربنا موسعها علينا يبقى ليه نظلم . لكن غرورك وكبريائك وعقدك عايزها هيا تيجى راكعه لحد عندك عشان تتجوزها زى مانفسك سهيله تيجى راكعه لحد عندك تطلب العفو والسماح دفعتها تمن غالى اووى هيا مالهاش ذنب فيه والتمن كان شرفها …ياخساره ياجاسر ياخساره.
غادر اسامه الغرفه دون ان يضيف شيئا وما ان خرج حتى امسك جاسر بكأس مياه كان على المكتب والقاه بقوه الى الحائط فتهشم فى الحال محاولا التنفيس عن غضبه وفجأه رفع سماعه الهاتف وطلب مكتب شئون العاملين
ردت مدام هدى: الو
قال جاسر بصوت قاس: اطبعى قرار برفد مروه من العلاقات العامه لخوضها فى اعراض الزملا واكتبى ده فى التوصيه بتاعتها وهاتيها امضيها وتتعلق فى خلال ربع ساعه فى كل دور من ادوار الشركه . مفهوم
هدى: مفهوم يافندم.
وكانت ربع ساعه بالفعل وكان قرار اقاله مروه معلقا على كل حائط اعلانات فى شركه آل سليم واصطحبها موظفو الامن الى الخارج فى مشهد مهين ومذل
كانت مروه تشعر بالحقد الاسود وكراهيه لا مثيل لها وما ان وصلت منزلها بعد معاناه حتى ابتسمت فقد جاءتها فكره شيطانيه رفعت سماعه الهاتف واتصلت بمنزل سالى كانت قد دونت الرقم اثناء تجسسها على هاتف سالى المحمول اثناء تواجدهم بالاقصر.
اما فى منزل سالى سمعت مجيده صوت جرس الهاتف فقالت: رد يامحسن انا مشغوله فى المطبخ
محسن: طيب
امسك محسن سماعه الهاتف وقال: الو
جاءه صوت مروه عبر اثير الهاتف: الو منزل سالى
محسن:ايوه يابنتى مين عاوزها.
مروه: ايوه يا عمو انا زميلتها كنت عايزه اتطمن عليها صحتها عامله ايه
محسن: الله يكرمك يابنتى هيا رجعت تعبانه ونامت شويه
مروه: طبعا ياعمى حقها اللى حصل النهارده ماكنش شويه بجد مش قادره اصدق اللى سمعته سالى طول عمرها انسانه محترمه واكيد دى اشاعه انا ماصدقتش ان سالى تكون بالاخلاق دى
محسن: ايه؟ اشاعه؟ اشاعه ايه يابنتى؟.
مروه: اعفينى ياعمو انى اتكلم انا لحد دلوقتى مش مصدقه ودانى والله… بس هما بيقولو انهم شافوها معاه فى اوضه نومه بعد نص الليل وهوا كان …رغم انى والله ياعمو والله حذرتها كتير ماتروحش اوضه نومه ولو عايزها فى شغل يبقى فى مكان عام بس هيا مسمعتش نصيحتى للاسف
محسن صارخا: هوا مين؟
مروه: ياخبر انا آسفه اووى ياعمو انا تصورت ان سالى حكتلكم باعتبار ان انتم اهلها يعنى وتاخدولها بحقها من جاسر مديرها وتخلوه يصلح غلطته … اكيد هوا اللى ضحك عليها سالى بنت محترمه وطيبه وعلى نياتها اووى.
عند هذا الحد سقطت السماعه من يد محسن وشعر بأن الارض تميد من تحت قدمه
ظلت مروه تردد: الو … الو … وعندما ايقنت ان مجيبها قد غاب وضعت السماعه وارتسمت على وجهها ملامح انتصار شيطانيه وابتسامه متشدقه
اما محسن فسار متجها الى غرفه ابنته الصغرى مترنحا لاحظته مجيده وقالت: خير يامحسن مالك؟
امسكت مجيده ذراع زوجها فدفعها بقوه:اوعى سيبينى فين بنت الكلب دى
انطلق محسن الى غرفه ابنته وفتحها على حين غره كانت سالى مستيقظه تبكى فى صمت وعندما فتح الباب وسمعت صوت والدها الصارخ: قومى قومى وتعالى هنا.
قفزت سالى فزعه من سريرها وقالت: خير يا بابا فى ايه
تلقت سالى صفعه على وجهها من يد ابيها
فصرخت مجيده وقالت: محسن انت اتجننت حصل ايه ؟
امسكت سالى بوجهها وانخرطت فى بكاء مرير
فيما جذبت مجيده زوجها بكل ما اوتيت من قوه ليخرج ودفعته دفعا الى غرفه نومهما
وناولته كوبا من الماء شربه محسن على دفعه واحده وامسك بصدره شاعرا بألم شديد
وقال: افتحيلى الهوا يا مجيده.
نفذت مجيده ما قال وشعرت ان زوجها على وشك الاصابه بنوبه قلبيه ثالثه فجريت واتجهت الى غرفه سالى التى كانت جالسه على الارض تبكى وقالت لها: بنتى الحقى ابوكى شكل فى نوبه تالته هتجيله
قامت سالى فزعه واتجهت الى الطاوله الصغيره فى غرفه نوم والدها واخرجت علبه دواء صغيره واعطت والدها قرصا صغيرا ليضعه تحت لسانه
امسكت مجيده برأس زوجها واسندته فى حضنها فيما تهاوت سالى الى ركن بعيد فى الغرفه ذاتها سمعت ابيها وهو يتأوه فجزعت
وقالت لها مجيده: روحى لدكتور اشرف جارنا خليه يجى بسرعه
سالى: طيب ما نطلب الاسعاف.
مجيده: يابنتى مافيش وقت الاسعاف هتتأخر الجيران لبعضيها
قامت سالى واتجهت الى غرفتها وارتدت اسدالها الطويل ونزلت للطابق السفلى حيث يقطن جارها د.اشرف ووالدته تلك المرأه التى لا تطيقها سالى بعدما افصح اشرف عن رغبته فى خطبه سالى بعد طلاقها من ايهاب فقالت له والدته تلك الكلمه التى لن تنساها سالى طيله حياتها”مادام طلقها قبل فرحهم ب 3 ايام يبقى اكيد فيها ان”والتى أذاعتها بين الجيران ايضا
دقت سالى الجرس وفتح لها لحسن الحظ د. اشرف الذى ما ان رأى وجهها الباكى حتى قال: ايه خير في ايه يادكتوره؟
سالى: بابا تعبان اووى انا اديتله حبايه تحت اللسان بس خايفه عليه اووى ممكن تيجى تشوفه
اشرف: حالا بس اجيب السماعه وجهاز الضغط ثوانى.
صعد اشرف برفقه سالى وتوجهه الى غرفه النوم الرئيسيه وقام بعمل اللازم حتى مرت ساعه قد هدأ فيها الاب بعدما حقنه اشرف بماده مهدئه انصرف بعدها مودعا سالى بعينيه
نام الاب وخرجت مجيده واتجهت الى غرفه ابنتها وقالت لها: فهمينى بالراحه ايه اللى حصل ماهو انا لازم افهم عملتى ايه يخلى ابوكى يمد ايده عليكى ده عمره ماعملها وانتو عيال يقوم يعملها دلوقتى
بكت سالى وقالت: وانتى هتصدقينى ؟
مجيده: طبعا هصدقك وانتى من امتى بتكدبى
سالى: كويس انك عارفه انى عمرت ماكدبت يا ماما.
روت لها سالى احداث الايام الماضيه بالاضافه الى ماحدث اليوم كانت مجيده هادئه بطريقه لم تعتادها سالى انتهت سالى من سرد الاحداث وبعدها قالت: مصدقانى يا ماما؟
مجيده: طبعا مصداقكى انتى بنتى وتربيتى واستحاله تكونى عملتى حاجه تغضب ربنا
سالى: امال بابا ماصدقنيش ليه؟
مجيده: وهوا انتى كنتى حكيتلنا حاجه المفروض كنتى تقوليلنا اول مارجعتى للاقصر على الاقل كان يبقى عندنا خبر مش آخر من نعلم ونلاقى اللى بيتصلو بينا فى التليفونات يقولولنا
سالى: ايه؟ فى حد اتصل؟ مين.
مجيده: العلم عند الله ابوكى اللى رد بس سمعته بيقول يابنتى باين انها واحده
سالى بغضب: يبقى اكيد اللى اسمها مروه حسبى الله ونعم الوكيل مش كفايه اللى عملته فى الشركه انا مش عارفه مالها بتكرهنى كده ليه؟ هتستفاد ايه؟
مجيده: ربنا ينتقم منها يابنتى قومى اغسلى وشك وخليكى قاعده فى اوضتك وانا اول مايصحى ابوكى هبقى اتكلم معاه
بعد قليل رن هاتف سالى النقال فردت سالى لتجدها منى
سالى: الو ايوه يامنى
منى: ازيك ياسالى عامله ايه ليه يابنتى ماستنتنيش ؟
سالى: اللى حصل كنت مخنوقه اووى وقدمت استقالتى ومشيت
منى: مال صوتك انتى لسه بتعيطى
سالى: العقربه اتصلت بالبيت هنا وقالت لبابا كلامها السم كله راح بابا ضربنى وتعب بعدها اووى انا خايفه ليجراله حاجه
صرخت منى: ايه؟ هيا مش هتتهد؟ يعنى اترفدت من الشركه ومافيش فايده ؟
سالى: جاسر رفدها
منى: ااه وكتبلها توصيه زى الزفت
سالى: وانا استفدت ايه ان شاء الله منها لله منها لله ربنا ينتقم منها يارب
منى: امين يارب وانتى باباكى عامل ايه دلوقتى؟
سالى: جبناله دكتور واداه حقنه منومه
منى: الف سلامه عليه …ياريتك كنتى حكيتلهم يا سالى ياريتنى ماكنت قولتلك ماتقوليش حاجه
سالى: يفيد بأيه الندم يا منى من ناحيه ياريت فياريت حاجات كتير اووى
دخلت سالى فى نوبه بكاء مرير فقالت لها منى: وحدى الله يسالى وقومى اتوضى وصلى ركعتين وربنا ان شاء الله هيرجعلك حقك
سالى: يارب يامنى يارب
اما فى قصر آل سليم كان جاسر يجلس وحيدا فى غرفه المكتب ممسكا بصوره ابنه الوحيد يتأملها فى أسى
حتى دخل عليه زياد ووجهه احمر من الغضب وقال: هيا حصلت؟ للدرجادى يا جاسر؟ انت ايه؟ ايه حدودك بالظبط؟ كل ده عشان ماتجوزهاش؟
رفع جاسر رأسه وقال:لاء كل ده عشان انا اللى اتجوزها عرفت فى الاخر مين اللى لسه فى اللعبه ومين اللى طلع براها
قام جاسر وغادر غرفه المكتب واتجه الى غرفته بالاعلى تاركا زياد يردد: طيب يا جاسر هنشوف .. طيب
فى اليوم التالى توجهه جاسر الى عمله استقبلته منى ولكن ليس بأبتسامتها المعهوده طلب منها ان تحضر الاوراق والملفات من مكتب سالى الى مكتبه
بعد قليل طرقت منى باب غرفه جاسر دخلت لتجده يجلس برفقه اخيه اسامه
قالت: الملفات ياجاسر بيه
جاسر: كلمتى سالى؟
رفعت منى رأسها وقالت: ايوه
جاسر باهتمام: وهيا عامله ايه دلوقتى
منى: باباها تعب امبارح وجابلوه الدكتور
اسامه: ايه؟ ليه؟ وصله الكلام؟
منى: ايوه مروه اتصلت بنفسها وبلغت باباها
نظر اسامه الى اخيه الاكبر بحده وقال: عاجبك كده ذنب الراجل المسكين ده فى رقبتك
حملق جاسر فى اخيه غاضبا وقال: مش كفايه كده ولا انت ايه رأيك؟
منى: مطلوب منى حاجه تانيه.
جاسر: اتفضلى انتى على مكتبك
اخذ جاسر يفرك وجهه بتعب حتى قال له اسامه: الموضوع اخد ابعاد كبيره اووى اكتر ماكنت متصورها لا حول ولا قوه الا بالله واللى اسمها مروه دى ايه محرات شر ياساتر يارب فى كده؟
قام جاسر فجأه وخلع ربطه عنقه والقاها دون اكتراث فى الدرج وارتدى الجاكيت المعلق جانبا
فقال له اسامه: على فين ؟
نظر له جاسر ولم يرد وانصرف
وبعد نصف ساعه كان جاسر يقف حاملا باقه زهور بيضاء طارقا باب منزل سالى
والتى فتحت له والدتها وتعجبت لمراءه فقد كان غريبا عنها
قال جاسر: منزل الدكتوره سالى محسن
مجيده: ايوه مين حضرتك
قال جاسر: جاسر سليم …ياترى ممكن ااقابل الاستاذ محسن؟
ارتسمت امارات الدهشه على محيا مجيده وقالت: اتفضل اتفضل
ارشدته مجيده الى حيث غرفه الصالون
واتجهت الى غرفه نومها حيث كان محسن يجلس برفقه ابنته التى كانت تروى له ماحدث
قال لها محسن: طيب ممكن بقى تبطلى عياط ؟
سالى: ازاى يا بابا بعد اللى حصل بعد ماضربتنى كمان؟
محسن بأسف: لسه وقت الحساب انتى غلطتى فى حاجات كتير اووى بس قومى دلوقتى اتشطفى واغسلى وشك
مجيده: محسن قوم عايزاك
محسن: خير يا مجيده
مجيده: فى ضيف عايزك
محسن: ضيف… ضيف مين ؟
سالى: مين يا ماما ؟
مجيده: جاسر سليم
اتسعت عينا سالى وقالت: اما انسان وقح بشكل وليه عين يجى لحد هنا انا هروح اطرده واعرفه مقامه
محسن بحزم: بنت… حسك عينك اشوف طرفك بره اوضتك انتى فاهمه واتفضلى عليها دلوقتى منغير ولا كلمه
اعترضت سالى وقالت: يابابا…
محسن: هيا كلمه واحده وماتخلنيش امد ايدى عليكى تانى
خرجت سالى واتجهت الى غرفتها وجلست على السرير تفكر …لما جاء؟ وماذا يريد؟
تاااابع ◄ لقد كنت لعبة في يده
https://m.janatna.com