من هم الفرس الخالدون ؟
هو
إسم أطلقه هيرودوتس علي قوة خاصة من الجنود التي قاتلت لصالح الإمبراطورية
الأخمينية ، لعبت هذه القوة عدة أدوار مثل الحرس الإمبراطوري والجيش
الدائم خلال توسع الإمبراطورية الفارسية وأثناء الحروب اليونانية الفارسية ،
ربما قد سمعت أثناء مشاهدة الفيلم الأسطوري 300 أن أحد قوات الفرس التي
استدعاها زركسيس الأول لمحاربة اليونانيين كانت تسميتها الخالدون.
يصف هيرودوتس الخالدون بأنهم قوة مشاة ثقيلة كانت تحت قيادة الجنرال هيدارنس ودائماً ما بقيت بقوة عشرة آلاف مقاتل.
وزعم
بأن إسم الوحدة أتي من عادتها بأن يستبدل أي محارب مريض أو مصاب إصابة
خطيرة أو مقتول بواحد جديد علي الفور ، فيبقي تعداد الوحدة وتماسكها ، علي
أن العديد من التفاصيل المتعلقة بها ( من بينها الأسم الأصلي ) تبقي مجهولة
بسبب ضياع العديد من الوثائق التاريخية الأصلية .
كانت
هذه الوحدة الخاصة تسمي “الخالدون” فقط في المصادر المستندة علي هيرودوتس ،
وفي حين يوجد دليل علي وجودهم في بلاد فارس ، فهم لا يذكرون بهذا الإسم
ومن المحتمل أن هيرودوتس قد إختلط عليه الإسم “أنوشيا” (الرفاق) مع
“أناوشا” (الخالدون) . علي أن الباحث الألماني روديغر شميت ينتقد هذه
الفرضية .
»تاريخ الفرس الخالدون :
لعب الخالدون دوراً مهماً في حملة قورش الكبير علي الإمبراطورية البابلية الجديدة عام 547 قبل الميلاد ، وفي حملة قمبيز
ضد مصر في عام 525 قبل الميلاد وحملة داريوس الكبري ضد الممالك الحدودية
الصغري في غرب الهند (غرب البنجاب والسند ، الآن في باكستان) ، وسكيثيا في
520 قبل الميلاد و 513 قبل الميلاد .
شارك
الخالدون في معركة ترموبيل عام 480 قبل الميلاد ، وكانت ضمن القوات
الفارسية الغازية في اليونان عام 479 قبل الميلاد تحت حكم ماردونيوس.
الخالدون |
يصف هيرودوتس تسليحهم كالتالي :
دروع
مجدولة ، رماح قصيرة ، سيوف أو خناجر كبيرة وقوس وسهم ، تحت عباءاتهم
لبسوا معاطف بتروس حرشفية ، وكانت أثقال الرمح الموازنة للجندي العادي
مصنوعة من الفضة ، كانت رماح الضباط مثقلة بالذهب ليتم تمييز الرتب الشرفية
، وكان الفوج يتبعه قافلة من العربات المغطاة والجمال والبغال التي نقلت
تجهيزاتهم بالإضافة إلي الجواري والمرافقين لخدمتهم ، وحملت هذه القافلة
تجهيزات خاصة من الغذاء الذي تم توفيره لهم خصيصاً .
يعتقد
أن الخالدين لبسوا علي رؤوسهم التيجان الفارسية ، ولا يعرف شكله الفعلي
بالضبط ، لكن بعض المصادر تصفها بأنها قبعة قماش أو لباد يمكن وضعها علي
الوجه لإبعاد الريح والغبار في السهول الفارسية القاحلة ، تظهر الإفريزات
المنحوتة والطوبات الملونة الباقية من الفترة الإخمينية بأن الخالدون كانوا
يلبسون عباءات مفصلة ، وأقراط و مجوهرات ذهبية ، لكن يظهر بأن هذه الملابس
والملحقات كانت تلبس فقط في المناسبات الشعائرية.
»التراث :
أعاد الجيش الساساني لقب “الخالدين” ، ومن بين وحدات الجيش
كانت أشهرها فرقة زايدان “الخالدون” وتعداها عشرة آلاف رجل ، مثل أسلافهم
الأخمينيين ، وكانوا يختلفون بكونهم من الخيالة ، مهمتهم بشكل رئيسي أن
يؤمنوا أي إختراقات ويدخلون المعارك في المراحل الحاسمة .
أعيد
لقب “الخالدون” مرتين في عهد الإمبراطورية البيزنطية ، أولا كوحدة نخبة
خيالة ثقيلة تحت حكم يوحنا زيمسكي (969 – 976) وبعد ذلك من قبل نكفوريتس ،
كبير وزراء الإمبراطور ميخائيل السابع (1071 – 1081) ، كصميم الجيش
الميداني المركزي الجديد ، وذلك بعد الهزيمة المنكرة من قبل الأتراك
السلاجقة في معركة ملاذكرد في 1071.
بعد عدة قرون لاحقة ، خلال الحروب النابليونية ، أشار الجنود الفرنسيون إلي حرس نابليون الإمبراطوري بلقب “الخالدون” .
تضمن
الجيش الإيراني الحديث تحت حكم الشاه الأخير كل متطوعي حرس الجاويدان ،
المعروفون أيضاً ب “الخالدين” علي إسم الحرس الملكي الفارسي القديم .
وكان
مقر الخالدين يقع في ثكنات لاوزان في طهران ، وبحلول العام 1978 شملت هذه
القوة الخاصة لواء مكوناً من 4000 – 5000 رجل ، وتضمنت كتيبة دبابات تشيفتن
، بعد سقوط النظام الإمبراطوري في عام 1979 تم حل هذه الفرقة .
»في الثقافة الشعبية :
كان
سجل هيرودوتس عن نخبتين من المحاربين – الهوبليت الإسبرطيين والخالدون –
وهما يواجهان بعضهما البعض في المعركة قد ألهم العديد من الإقتباسات عن
المعارك ، خصوصاً بما يتعلق بالخالدون .
الفرس الخالدون |
في
فيلم العام 1962 “الإسبرطيون الثلاثمائة” يظهر الخالدون وهم يحملون رمحا و
درعا مجدولاً مثل الخالدون الحقيقيين ، لكنهم يظهرون وهم يرتدون زياً أسود
وألوان داكنة أخري ، في مقابل الصورة التاريخية .
في
قصة فرانك ميلر المصورة بعنوان 300 عام 1998 ، والفيلم الطويل عام 2007
المقتبس منه ، يظهر الخالدون في صورة خيالية للغاية في معركة ثرومبيل ، حيث
يظهر الخالدون بأشكال شياطين ويرتدون أقنعة معدنية تشبه أقنعة الساموراي
اليابانيين ، ويحملون زوج سيوف تشبه سيوف الواكيزاشي اليابانية .
في
وثائقي قناة هيستوري وقفة الثلاثمائة الأخيرة يظهر الخالدون أيضاً كجزء من
إعادة بناء معركة ثرومبيل ، في هذه النسخة يظهر التاج الذي إعتاد الخالدون
علي لبسه هنا كقناع أسود من القماش يغطي الوجه بالكامل وهو شفاف بما فيه
الكفاية للرؤية من خلاله .
https://m.janatna.com