ألا توافقني بأن معظمنا لا ينظر إلى العلاقات الحميمة و العاطفية على أنها قضية نجاح أو فشل.
بل إننا -في الغالب- نميل إلى النظر إلى الرومانسية كما لو أنها يجب أن تكون على مستوى مختلف تماماً.
و بعد كل شيء ، نجد أن الأمرلا يتعلق بالفوز ، بل إن الأمر كله متعلق بـ “الحب” ، أليس كذلك ؟!
و على الدوام نتعرض للخداع من قبل شخص (محدد) يدفعنا -فقط- للوقوع في حبه في كل لحظة من كل يوم.
و نحن إذ نقوم بهذا فإننا نستهلك أنفسنا و نُتعِبُها بالبحث عن هذا الـ “واحد” (الشخص) .
لذلك فنحن نقرأ الكتب ،ونستمع إلى الأغاني ،و ننشغل سعياً وراء الحب
الذي لا ينتهي كما لو كان جوهرة ثمينة و نادرة ، وبمجرد العثور عليها ،
فإنها ستستقر على رف ما (في حياتك) وتُشِغُّ إلى الأبد . غيرأن الحقيقة
تكمن في
أن العثور على شخص ما تحبه هوأشبه ما يكون بخطوة صغيرة فقط في أسفل جبل كبير يلوح في الأفق.
ولكي أكون صريحاً جداً ، فإنني ألقي باللوم على السرد القصصي أو رواية
الحكايات storytelling . فالقصة ليست -بالضرورة- مجرد خطأ ارتكبته وسائل
الإعلام أو هوليود ؛ بل إن الأمر هو كيف نتشارك كمجتمع !
فنحن عندما نروي قصصاً عن الحب سواءً كان ذلك لأصدقائنا ، أو لعائلتنا ،أو على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا – و في أي مكان تقريباً ، فإننا نقوم فقط بالتحدث عن أهم وأمتع نقطة في هذا الأمر أي عن الذروة.
وكما أننا نتوهج حماساً بشأن النجاحات والرحلات الرائعة والأوقات التي
شعرنا فيها بالفراشات والحكايات الرومانسية ، ولكن ماذا عن كل شيء حدث خلال
هذه الأحداث (وسطها)؟ لماذا لا نسمع المزيد عن كيفية الإدارة المملة
الباهتة للصراعات القائمة في علاقاتنا يوماً بعد يوم و بالرغم من ذلك لا
تزال ناجحة؟
لماذا نقع في حيرة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالحاجة إلى العمل بجد لتحقيق النجاح في علاقاتنا الشخصية و في إدارة الحب؟
و في السياق ذاته ، فإنه من المعروف أن الأمر في عالم الأعمال يتطلب
عملاً شاقاً لتسلق سلم النجاح . فإذا كنا نريد أن ننجح في مسيرتنا المهنية ،
فنحن ندرك أنه من الواجب علينا أن نفعل شيئاً مميزاً ، وعلينا أن نبرز
ونتميزفي مجال عملنا . كما أنه و في الجهود التي نبذلها لتحقيق النجاح ،
فإننا ندرس بجد ونستثمرالوقت الإضافي والجهد والتركيز ، ونهدف إلى أن نصبح
خبراء في مجالنا.
حسناً ، إننا نعلم هذا كله! . ، فلماذا إذاً- إذا كنا كذلك- نقع في حيرة
كبيرة عندما يتعلق الأمر بالحاجة إلى العمل بجد لتحقيق النجاح في علاقاتنا
الشخصية؟ .
ربما يكون للأمرِعلاقةٌ بحقيقةِ أن الطريق إلى مهننا كان دائماً يصور
لنا بوضوح كسلمٍ وكتسلق شديد الإنحدار – وبعبارة أخرى – إنه عمل صعب.
كما أن الصور التي تتبادر إلى الذهن عندما نفكر في الحب والزواج
والعلاقات دائماً ما تتجلى في معظمها على هيئة المعزين والمواسين المحملين
ببتلات الورد والزهور وإله الحب البدين كيوبيدو.
هل تبقى العلاقات لامعة و أنيقة دون بذل الكثير من أجلها؟!
وفي مكان ما ، على طول الطريق بدأنا نفكرفي أن حبنا لشخص ما ، من شأنه
أن يسقط بطريقة سحرية في أحضاننا ، ومن ثم -و بشكل بديهي- سيبقى لامعاً ،
صالحاً و أنيقاً دون بذل الكثير من الجهد للحفاظ عليه أوالالتزام اتجاهه .
فتخيل لوأننا بدأنا في التعامل إلى حد كبيرمع علاقاتنا وكأنها يمكن أن تتجسد بطريقة ما على أنها قضية نجاح أو فشل.
وهنا لن نتوقع أننا سنحقق نتائج جيدة إذا لم نبذل جهداً حقيقياً في هذه العلاقات طوال الوقت.
كما أننا لن نتوقع أن نحرز تقدماً إذا لم نكن متألقين و ظاهرين في هذه المنافسة.
وإذا كنا لم نتعلم شيئاً جديداً عن شريكنا أو علاقتنا بشكل منتظم ،
فسنعلم أننا إما بحاجة إلى نخطو للأمام في هذه العلاقة ، أو أن نمضي و
نتركها وراءنا .
إن الأمر يشبه شعورنا بأننا لن نكون مؤهلين للحصول على ترقية في عملنا
إذا لم نكن نبذل قصارى جهدنا ، كذلك القضية بالنسبة للـ ” الحب ” ، إذ يجب
ألا نأمل و نتطلع إلى حُبٍ يكون مطلقاً من غير قيد أو شرط ، ومكاناً خاصاً
في قلب شخص ما ، أوحياته، ما لم نعمل -أيضاً- بنشاطٍ على إبقاء أنفسنا هناك
في ذلك المكان الخاص.
إنه ليس مفهوماً بارداً أو ساخراً أو خالٍ من الدفء أو المشاعر، إنه المنطق الصحيح والفطرة السليمة .
لقد تم تعويدنا فقط على التفكير في علاقاتنا الحميمة
كما لو كانت محصنة أولديها مناعة ضد المنطق، إنني حقاً لا أدري من أين
جاءت هذه الفكرة ، و لكنني حتماً أريد لها أن تتوقف.
و في نهاية الأمر،إننا جميعاً لا نريد أن نفشل في علاقاتنا ، لذلك دعونا
نطبق مبادئ النجاح الأساسية التي نعرفها -جميعاً- ،على الحب و على
العلاقات الشخصية ،ومن ثم نرى أين ستأخذنا.
إنه الحب -عزيزي القارئ- و بالتأكيد يستحق منا المحاولة والاجتهاد.
https://m.janatna.com