من الصعب جدا ومن غير المنطقي أيضا
أن تمر مرحلة الطفولة دون أن يرتكب الطفل العديد والعديد من الأخطاء، ولكن
غالبا مانجد الأبوان يتسرعان في عقاب طفلهما حين يخطأ فيقومان بتضخيم
الأمور ويعطيان الموقف أكبر من حجمه بكثير حتى لو كان مجرد خطأ بسيط، في
حين أنهما يقللان من حجم أمور أخرى تحتاج الإهتمام والتمعن جيدا. لذا
عليكما الإنتباه والمعرفة أكثر لأنكما بهذه الطريقة تجهلان أسس التربية
الصحيحة والوسائل الفضلى للتعامل السليم مع الطفل حين يخطأ، إذ أنه بشر
وليس معصوما من الخطأ.
تأثير العقاب أو الضرب أو التوبيخ على نفسية الطفل:
من
أسوأ الممارسات التي يقوم بها الوالدان حين يخطئ طفلها هو الضرب وتوجيه
الكلام القاسي الجارح له، وهذا ما يؤدي إلى زعزعة ثقته بنفسه ويصبح مستقبلا
ذي شخصية ضعيفة وعاجزا عن مواجهة الآخرين وقد يصل به به الأمر إلى أن
يعاني من مشاكل جسدية ونفسية.
أيضا
من بين الممارسات الخاطئة الأخرى هي مقارنته بإخوته أو أقرانه باعتبارهم
أفضل منه ولم يخطؤوا، فهنا يشعر الطفل أولا: بالكره الشديد لأقرانه وإخوته
ويصبح يغار منهم مما ينجر عنه يتفكك الرابط الأسري فيما بينهم، ثانيا: يصبح
الطفل دائما مايستشعر النقص والدونية إذ سرافقه هذا الشعور حتى الكبر
وبالتالي يصبح تضعف رغبته في الإنجاز والنجاح وتقل طموحاته لأنه يعتبر نفسه
أقل تقديرا من الآخرين.
نصائح جدا مهمة لكل الآباء في التعامل مع الطفل حين يخطئ:
1.
يجب أن تعلما أنه لكما جزء كبير ومهم جدا في أي خطأ يرتكبه طفلكما فلا
تستغربا أي خطأ ومهما كان، لذا فلا تتسرعا في إصدار أي حكم لأن الإستماع
أهم خطوات التربية السليمة.. وعند الإستماع استمع لعقلك أيضا وتذكر أنه إذا
كان الخطأ يستحق العقاب فعلى الطفل أن يناله لكن ليكن العقاب مناسبا
هادفا، فالعقاب الهادف يكون عقابا نفسيا تأديبيا فقط كإشعار الطفل بذنبه
وإشعاره بالحزن والغضب منه لاغير.
2.
فكرا في الخطأ وأسلوب ارتابه فقد يكون علامة على إصابة الطفل بمشكلة نفسية
أو سلوكية من الممكن اكتشافها وحلها مبكرا، ولا تضخما حجم الخطأ فيصبح
الطفل مضخما لكل أمور حياته وتتأثر نفسيته وأفكاره سلبا.
3.
بعد فسح المجال للطفل أن يتكلم ويبين وجهة نظره كاملة وبعد سماعه للنهاية،
اترك لنفسكما بعض الوقت القصير للتفكير مليا قبل رد الفعل أو إصدار الحكم
وهنا يمكنكما التفكير جيدا في خطإه مع حساب الخسائر النفسية والسوكية
ومقارنتها بالمكاسب الناتجة عن الفعل في حد ذاته.
أهم 4 خطوات للتعامل مع الطفل حين يخطئ:
الإحتواء:
يجب
أن نحتويه ونمتص خوفه حتى يطمئن لنا أولا ثم نفهمه أن ماقام به خطأ ويجب
على المخطئ أن يصلح ما اقترفه من خطأ ويعتذر ولا يعيد ذات الخطأ. ويجب أن
نشرح له تفاصيل الخطأ وجزئياته ومخلفاته وكل مايدور حول عقله حتى يفهم جيدا
وهكذا نزيد إدراكه ووعيه، فهنا دورنا نربي ونصلح الخطأ ونساعد في بناء
شخصية طفلنا بشكل سليم لا أن نتصيد الأخطاء و نعاقب.
العقاب المنطقي:
إن
معاقبة الطفل بعد ارتكابه أي خطأ أساسية، ولكن ليس بطريقة مبالغٌ فيها.
فمن المهم وضع قواعد للتصرف وفي حال خرقها الطفل يجب تحديد نوع العقاب
المناسب لها. أي انه وفي حال عصا الأوامر والتوجيهات، يمكن حرمانه مثلا من
ممارسة نشاط بدني يحبه أو من اللعب على اللوح الإلكتروني والبلايستايشن
وغيرها. وعلى الرغم من أهمية العقاب، إلا أن الإلتزام به أكثر أهمية. من
هنا، وعندما يضع الأهل القواعد الشروط، فلا بدّ من أن يلتزموا بها وينفذوا
وعودهم.
التحدث معه:
إن
التحدث مع الطفل بشكل هادئ وخالٍ من الإنفعالات يمكن أن يعتبر من بين أهم
الطرق التي تساعد الأهل في التعامل مع الطفل عندما يخطىء. فالسيطرة على
ردّات الفعل أساسي جداً، بمعنى انه من المهم تجنّب الصراخ، والعنف الجسدي
واللفظي، بل العمل على توجيه الطفل وتحديد الخطأ الذي ارتكبه وتعليمه طريقة
التصرف بشكلٍ صحيح في المرة القادمة. كما ويمكن التحدث مع الطفل حول عواقب
الخطأ النفسية والجسدية والتي يمكن أن تزيد من إحتمالية إصابة الطفل بأيّ
مكروه.
تجنّب الشفقة:
من
الضروري ألا يشعر الأهل بالاستسلام أبدا عندما يرغبون بمعاقبة طفلهم وألا
يشعرون بالشفقة عندما يشاهدون دموعه. من هنا، لا بدّ أن يعلم الأهل ان
الشفقة غير واردة عند تربية الأطفال ويجب تجنبها بالكامل، فيجب اتخاذ موقفٍ
حاسمٍ من الموضوع والثبات عليه. كما وأنه، وعلى الرغم من صراخ الطفل وردات
فعله المبالغ فيها، لا بدّ من أن يواجهونها بنظراتٍ حازمة تجعله يشعر
بالندم على ما قد قام به.
https://m.janatna.com