إن الخوف Fear هو عاطفة واضحة ، قد يظهر علينا بأشكالٍ مثل تعرق اليدين،
و تهيج و اضطراب في دقات القلب ، وربما انقباض شديد في الصدر. ولكنه قد
يؤثر علينا أيضاً بطرق أكثر دقة.
فربما تكون خائفاً من المواقف الجديدة ، فترفض فرصة للترقية في العمل مقابل ذلك الخوف…
و قد تخاف من التعرض للأذى في علاقة ما ، فتبدأ ببناء الحواجز و الجدران حول نفسك. و بغض النظر عن
الشكل الذي يأتي به الخوف ، إلا أنه بإمكانك البدء بالسيطرة على حياتك،
إذا كنت تقضي معظم وقتك في التأقلم مع الخوف وعدم التعامل معه life coping
and not dealing with fear.
الخوف جزءٌ من التجربة الإنسانية
تماماً مثل الحب والكراهية والفرح والعواطف الأخرى ، فإن الخوف هو جزءٌ من التجربة الإنسانية الشاملة.
ففد كان الخوف منذ آلاف السنين ، أداةً للبقاء ساعدتنا في تجنب المواقف الخطيرة .
وما زالت تلعب دوراً في بقائنا اليوم. وفي أوقات أخرى ، يكون الخوف لا
أساس له من الصحة ، كما في حالة الرهاب مثلاً. ومهما كان شكل الخوف ، فإن
له تأثيره المباشر على حياتنا اليومية.
ما هي أنواع الخوف الرئيسة؟
في الأساس ، إن كل مخاوفنا ، من الخوف من المرتفعات fear of heights إلى الخوف من الرفض
fear of heights ، تنسجم جميعها مع واحدٍ من خمسة أشكالٍ محددة. و يمكننا
أن نوصِّف لك هذه الأشكال الخمسة في مقالنا النفسي المميز هذا.
أشكال الخوف الخمسة الرئيسة:
-
الفناء و الانقراض :
هناك طريقة أكثر شيوعاً لتفسير ذلك وهي “الخوف من الموت” Fear of death. -
التشويه
هذا النوع يمكن أن ينجم عن الخوف من التعرض لضرر جسدي. -
فقدان الاستقلال الذاتي
هذا النوع يمكن أن يكون صادر
عن الخوف من السيطرة على ظروف خارجة عن إرادتنا. وفي الشكل المادي ، يتجلى
في حالة من الخوف من الأماكن المغلقة (رهاب الاحتجاز) claustrophobia ،
ولكنه يمتد أيضاً إلى علاقاتنا relationships مع الآخرين و المحيط الذي
حولنا. -
الفصل أو الانفصال
كلنا نخشى الانفصال في مرحلة ما – التخلي abandonment ، الرفض rejection وفقدان الترابط. -
وفاة أو موت الأنا
وهذا هو الخوف من فقدان إحساس المرء بالقدرة على الحب والكفاءة capability والجدارة worthiness.
سُمّيّة الخوف و الإجهاد السام
و في حين أن بعض المخاوف مبررة ومفيدة ، فإن أي خوفٍ ينْشطُ دون وقوع الحادث فهو يمثل خوفاً ساماً toxic fear.
فعلى سبيل المثال ، إذا كان الدب يطاردك بالفعل، أو أن هناك شخص ما يقوم
برفع البندقية فعلاً ، فإن استجابة الخوف لها ما يبررها تماماً.
أما المشكلة الحقيقية فهي عندما تكون خائفاً إما من شيءٍ بشكلٍ استباقي،
كما هو الحال مع الهم worry أو القلق anxiety أو إذا كنت لا تزال تواجه
ردة فعل خوف على شيءٍ ما، حدث في الماضي.
وبشكل أساسي ، عندما تكون آمناً ولكنك لا تزال تعيش في حالة من الخوف و
تشعر مشاعر الخوف ، فقد يؤدي ذلك إلى إجهادٍ سامٍ toxic stress، وقد يقود
الإجهاد السام إلى التأثير على النظام المناعي في الجسم و الذي يمكن أن
يؤدي إلى التعب والمرض.
ولسوء الحظ ، يعيش الكثيرون منا حياته كلها متوتراً وفي حالة من الإرهاق الشديد.
وفي هذا الخصوص يدرس العلماء تأثير الإجهاد أكثر وأكثر للوصول لنتائج حقيقية حول ذلك.
فقد اعترفت منظمة الصحة العالمية World Health Organization بأن حالات
القلق و التوتر في مكان العمل يعتبر مشكلة صحية خطيرة في العصر الحديث
(وضمن دليل الوكالة المستخدم على نطاق واسع ،
والمعروف باسم التصنيف الدولي للأمراض (ICD International
Classification of Diseases) ، سيتم إدراج الاحتراق burn-out رسمياً: ليس
كحالة طبية ، ولكن بدلاً من ذلك “متلازمة مهنية” occupational syndrome.)
تأثير الإجهاد السام
يدرس العلماء أيضاً تأثير الإجهاد
السام مثل سوء المعاملة abuse أو العنف violence أو الإهمال neglect على
الأطفال. كذلك مشاكل العلاقات ، و الضغط في العمل ، و الجدول الزمني
المفرط، أو حركة المرور السيئة، و التي يمكنها أن تضعنا في حالة تأهب
قصوى.
و في حالات الخوف وآثاره (التوتر و القلق)، تندفع غدد الاستجابة للإجهاد إلى مستويات عالية، و تستمر بإغراق أجسامنا بهرمونات التوتر.
هذه الهرمونات التي تكون مفيدة للغاية عند الاستجابة لخطر فوري، و في
نفس الوقت يمكن أن تكون مميتة إذا استمرت على مدى فترة طويلة من الزمن.
استبدل ذكريات الخوف بذكريات الحب
وفي حين أن هذه الضغوطات الظرفية أكثر وضوحاً ، إلا أن هناك مخاوف من
المستوى العميق والواعي، والتي تسبب لنا التوتر. فها هي الذكريات الخلوية
(من خلية) السلبية Negative cellular memories ترسل لعقلك الواعي واللاوعي
إشارة كل لحظة – الغضب والخوف ، إلى آخره – إلى منطقة ما تحت المهاد
الهيبوثالاموس hypothalamus.
وهذه المنطقة من الدماغ تتحكم في تعابير وجهك و حركات جسمك نحو التوتر
بطريقة التشغيل و الإطفاء. وعندما يتم الانتقال إلى الحالة المتوترة
(التشغيل) ، فإن ذلك يضر بجهاز المناعة لديك ويؤدي إلى المرض.
أما على الجانب الإيجابي من ذلك ، فيمكن تحويل هذا المفتاح إلى الجهة الأخرى (الإطفاء)، إذا استبدلت ذكريات الخوف بذكريات الحب.
و عليه فإن ذكرياتك الخلوية يمكن أن تضعك في وضع الإجهاد سواءً أكنت تفكر بها بوعي أم لا.
و في الواقع ، فإن ذكرياتنا اللاواعية تسبب لنا الإجهاد لأكثر من 90 بالمائة من الوقت.
نعم هذا صحيح…فشفاء هذه الذكريات السلبية من الغضب anger ،الكراهية و
الحقد، وعدم التسامح unforgiveness ، هو مفتاح الصحة والسعادة على المدى
الطويل.
وباستخدام طريقة هندسة الذاكرة و طريقة التريلوجي Trilogy method (وهي
طريقة تحليلية تجمع بين منظور روحي أعلى في واقعنا اليومي ، ومنح وجهة نظر
جديدة تسهل التغيير ، من خلال العوائق الداخلية أو الخارجية ، وحتى
الاستفادة منها في فرص النمو الشخصي.) ، ستتحرر من سمية هذه الذكريات.
توقف عن العيش في خوف… وابدأ في العيش بـ حب. إنها الطريقة الوحيدة لتجربة أفضل حياتك!
و أخيراً..
عندما نتخلى عن مفهومنا للخوف باعتباره تغلغلاً لقوى الشر بداخلنا –
الفكرة الفرويدية – و نبدأ في رؤية الخوف و العواطف المصاحبة له كمعلومات ،
عندها يمكننا التفكير في الخوف و في المعلومات المصاحبة له، بوعي. و كلما
تمكنا من توضيح أصول الخوف بشكل أكثر وضوحاً و هدوءاً ، قلَّت مخاوفنا التي
تتعبنا و تسيطر علينا.
https://m.janatna.com