نبذة مختصرة عن الفنانة نجمة إبراهيم
قطيعة.. ماحدش بياكلها بالساهل”.. تعرف على وصية ” نجمة إبراهيم ملكة الرعب وشريرة السينما التي تخشى من رؤية نفسها على الشاشة
على
الرغم من بدايتها الفنية كمغنية وراقصة ومنولوجيست، إلا أنها أصبحت واحدة
من شريرات السينما المصرية.. عندما ترى الشخصية التي تتقمصها على الشاشة
تخاف منها، على الرغم من أنها في الحقيقة شخصية طيبة جدًا.. إنها الفنانة
نجمة إبراهيم

تنتمي
“نجمة إبراهيم” إلى الجيل الأول للفنانات المصريات اللاتي احترفن التمثيل،
فهي من أوائل الفتيات المصريات اللاتي عملن بالتمثيل خلال النصف الأول من
القرن العشرين والمقصود بالتحديد هو التمثيل بالمسرح بوصفه القناة الفنية
الوحيدة المتاحة قبل ظهور السينما والإذاعة والدراما التلفزيونية ،
حيث
كانت البطولات النسائية في البدايات محصورة على مجموعة صغيرة من الفنانات
الشوام (من بينهن: ملكة سرور، هيلانة بيطار، مريم سماط، ميليا ديان، وردة
ميلان، ماري صوفان، أبريز أستاتي، ألمظ أستاتي، فاطمة اليوسف، بديعة
مصابني، ماري منيب، ثريا فخري).

اشتهرت
الفنانة نجمة إبراهيم ببراعتها في أداء أدوار الشر، خاصة في دور “ريا”
التي جسدت فيه شخصية سفاحة الإسكندرية، و”الإفيه” الشهير لها: “قطيعة..
ماحدش بياكلها بالساهل”، ذلك الدور الذي لعبته من خلال فيلمي “ريا وسكينة
“عام 1953، و”إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة” عام 1955، كما قدمته مسرحيًا من
خلال “السفاحة ريا”.

وأصبحت
نجمة إبراهيم، حبيسة لأدوار الشر في السينما، وهو ما شاهدناه تباعًا في
مجموعة من الأفلام منها “اليتيمتين” و”أربع بنات وضابط” و”ملاك الرحمة”
و”جعلوني مجرمًا”، وغيرها، على الرغم من أنها على المستوى الشخصي هي أبعد
ما تكون عن هذه القسوة والشر الذي قدمته حتى إنها في أحد الحوارات، قالت:
إنها “لا تحب هذه الشخصية حتى إنها كانت تخاف من نفسها عندما تراها بهذا
الشر”.

مولد ونشأة الفنانة نجمة إبراهيم
نجمة
إبراهيم اسمها الحقيقي “بوليني أوديون” ، ولدت لأسرة يهودية مصرية في 25
فبراير عام 1914.درست بمدرسة الليسه لكن حبها للفن دفعها لعدم اكمال
تعليمها . قام بأعمال فنية هي بحق علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية
وعلى رأسهم فيلم “ريا وسكينة” ، “جعلوني مجرما” ، “اليتيمتين” و”أربع بنات
وضابط” و”ملاك الرحمة” و”جعلوني مجرما” و غيره. وهي شقيقة الفنانة سيرينا
ابراهيم .

بداية الفنانة نجمة إبراهيم الفنية
كانت
بداية نجمة إبراهيم ملكة الرعب علي مسرح الريحاني،كمغنية وراقصة وملقية
مونولوجات، وكان لديها رغبة قوية في منافسة منيرة المهدية و أم كلثوم ، قال
عنها الكاتب الراحل محمد شكري : “كانت تلقي المقطوعات المطربة والمنولوجات
الاجتماعية ذات الصيغة الأخلاقية، وكانت تقابل في كل مرة تقف فيها على
المسرح بعاصفة من التصفيق إعجابا، ولو لم تكن ممثلة لكانت أم كلثوم أخرى”.
كغيرها
من الفنانين اليهود المصريين حفرت فى الصخر لتكتسب قاعدة عريضة من الشهرة
والنجاح لم ينظر الشعب المصري أبدا لديانتها اليهودية، فالفن ليست له
أديان، فقد أحبوها كمبدعة فعاملوها كمصرية مثلهم، وشاركتهم أفراحهم
وأطراحهم..
وقد شاركت نجمة ابراهيم بالغناء في مسرحية “شهرزاد”
و”العشرة الطيبة” لسيد درويش ، ومثلت لأول مرة بمسرحية “ابن السفاح”،
وانضمت لفرقة “فاطمة رشدي” و”بديعة مصابني” وغيرها، كما عملت بمجلة
“اللطائف المصورة”.

أهم أعمال الفنانة نجمة إبراهيم
وبلغ
رصيد نجمة إبراهيم ، ما يقرب من 40 فيلمًا، ومن أهم الأدوار التي لعبتها
دورها في فيلم “أنا الماضي”، و”الزواج” ، “الورشة” ، “عايدة”، “رابحة”،
“من الجاني”، “عنتر وعبلة”، ملاك الرحمة، عودة القافلة، الخطيئة، أسير
الظلام ، “اليتيمتين”، “مغامرات عنتر وعبلة”، “كرسي الاعتراف”، “سر
الأميرة”، “لحن حبي”، “ريا وسكينة”، “حب في الظلام”، “أربع بنات وضابط”،
“جعلوني مجرما”، “رنة الخلخال”، “الجريمة والعقاب”، “لن أبكي أبدا”،
“المرأة المجهولة”.

الفنانة نجمة إبراهيم تشهر أسلامها
في
4 يوليو عام 1932، قررت الفنانة نجمة إبراهيم اشهار إسلامها حيث نشرت
مجلة “اللطائف المصورة”، خبر اعتناقها الاسلام ووثيقة اشهارها للإسلام
،التي جاء فيها الآتي :
“إنه في يوم 4 -7-1932 ، وفي حضوري أنا وكيل
شياخة الأزهر والواضح ختمي وتوقيعي أدناه. وبحضور الشهود الواضعين أختامهم
وتوقيعهم أدناه قامت السيدة بوليني أوديون بنطق الشهادتين وإشهار إسلامها
واختيار اسم جديد لها وهو نجمة داود إبراهيم. وطلبت توثيقه و يحق لها
التوقيع به وقد قدمنا الطلب إلى السيد شيخ الأزهر. وحدد لها 40 يومًا
للمراجعة والتأكد قبل أن توثق لها الشهادة ويصدر لها التوقيع وصحته من قبل
المحكمة وإخطار الحاخامية بذلك”.

كانت تخاف من ريا وسكينه
وفي
12 نوفمبر عام 1953 نشرت مجلة “الكواكب” مقالا لها بعنوان “أرتعد خوفا من
ريا الحقيقية”، جاء فيه: “لقد تعود الناس أن يروني على الشاشة شريرة تحالف
الشيطان، أو قاتلة تحترف الإجرام، أو قاسية القلب لا تعرف الرحمة سبيلا إلى
قلبها، وكل هذا سينما مجرد أدوار تمثيلية لا أكثر، أما حياتي الخاصة فشيء
آخر، وأول ما يجب أن تعلموه عني أنني أقاطع كل حفلات البريميير للأفلام
التي اشترك فيها في دور الشريرة أو المجرمة، ذلك لأني أخرج غاضبة ناقمة على
نفسي لأنني كنت بالقسوة التي ترونها، ولأنني حين أجلس لأرى نجمة إبراهيم
الممثلة تتجه عواطفي لضحاياها فيستبدني الحنق عليها، التي هي أنا، ويتمتع
المتفرجون بأدائي.. إلا أنا!”.

سبب إتقانها أدوار الشر
وقالت
عن سبب إتقانها لأدوار الشر: “أعتقد أن السبب الوحيد الذي يجعلني بهذه
البراعة في أدواري العنيفة الشريرة هو أنني أتمثل الشر واقعًا عليّ، فيتجسم
في رأسي ويتضخم وأؤكد لنفسي أن الشر سيلحق بي إن لم أصبه على غيري، فتكون
العملية عملية دفاع عن النفس، وتكون النتيجة أن يراني المشاهد في دور
الشريرة، وأنا أرتعد خوفًا من (ريا) الحقيقية فأحول جرمها إلى الضحايا، هذا
هو السر، وهكذا أحس حين أتقمص شخصياتي التي تثير الرعب والفزع”.

الفنانة نجمة إبراهيم المتصوفة
لقبت
نجمة ابراهيم ب”المتصوفة” ، بعد اعتناقها الإسلام ، حيث أنها كانت تقيم
ندوة صوفية أسبوعية للحديث في أمور الدين وأحكامه.حتى أن البعض أطلق عليها
لقب “المتصوفة”. كما أنها حفظت أجزاء كاملة من القرآن الكريم .
حياة الفنانة نجمة إبراهيم الشخصيه
عملت
“نجمة إبراهيم” صحفية في مجلة “اللطائف” المصرية حين عصفت الأزمة
الاقتصادية بالفن فلم يكن أمامها، سوى العمل بالصحافة، حينها وجه كيوبيد
سهامه إلى قلب نجمة التي أعجبت بشاب يعمل في مجلة اللطائف التي كان يصدرها
“إسكندر مكاريوس”، ولكنهما انفصلا قبل إتمام الزواج….

لم
يمض سوى عدة أشهر حتى عادت “نجمة إبراهيم” إلى الفن من جديد وتزوجت من
زميلها بفرقة “بديعة مصابني” ويُدعى “عبد الحميد حمدي”، لكن الزواج لم
يستمر طويلا لتتفرغ بعد ذلك لعملها الفني
حتى قابلت زوجها الثاني
والأخير الممثل والملحن “عباس يونس”، الذي كان قد قابلها في بداية حياتها
الفنية بفرقة “فاطمة رشدي” عام 1930 إلا أنهما لم يتزوجا إلا بعد 14 عامًا
من لقائهما الأول، فكان خجل يونس سببا في عدم زواجه ب”نجمة ابراهيم” في
اللقاء الأول فلم يبح بمشاعره الجياشة لها، وحين انفصلت عن “حمدي” وجدها
فرصة سانحة ليبوح لها بحبه المدفون طوال هذه السنوات الطوال ليتزوجا عام
1944، الزواج لم يكن اجتماعيا فقط كان زواجا فنيا أيضا فكونا فرقة مسرحية
قدمت عدة عروض مميزة كان أهمها “سر السفاحة ريا” عام 1955 من تأليف وإخراج
زوجها عباس يونس .
نجمة إبراهيم تبرعت للجيش المصري
الفنانة
نجمة إبراهيم عرفت بأصالتها ووطنيتها ، وللفنانة الكبيرة مواقف بارزة تدلل
على ذلك ، فقد تبرعت بإيراد حفل افتتاح فرقتها المسرحية لتسليح الجيش
المصري في الخمسينات، بعد إعلان جمال عبد الناصر قراره بكسر احتكار السلاح،
واستيراده من دول الكتلة الشرقية بعد رفض الغرب تسليح مصر، وحضر الرئيس
الراحل محمد أنور السادات عرض الافتتاح، باعتباره عضو مجلس قيادة الثورة،
وبعد انتهاء المسرحية صعد للمسرح ورفع يد “نجمة” عاليا تحية لها على
موقفها، كما أنها رفضت مغادرة مصر إلى إسرائيل ، وأوصت أن تُدفن في مصر.
مرض الفنانة نجمة إبراهيم
فقدت
” نجمة ابراهيم” بصرها حتى اللحظات الأخيرة كانت مستندةً إلى ذراع زوجها
الذي ساندها، تحضر البروفات في مسرح «الجيب» وتتحرك على خشبة المسرح لخطوات
محسوبة، وعندما تعود إلى منـزلها تستمع إلى زوجها وهو يقرأ لها الدور حتى
تؤديه على المسرح في اليوم التالي…
أصدر الرئيس “جمال عبد الناصر”
قرار بعلاجها على نفقة الدولة في 22 مارس 1965 بإسبانيا، لتعود “نجمة
إبراهيم” لترى خشبة المسرح من جديد وتعود لجمهورها الذي يحبها وهي مبصرةً
ومتحمسةً لاستكمال مسيرتها الفنية فقد كانت تخشي “نجمة إبراهيم” أن يذهب
النور من عينها في الوقت الذي يشع فيه النور أمام مستقبل مسرح بلادها “مصر”
،
وقالت عبارتها المشهورة: “أنا أحس أن الدور أمامي طويل في هذه
النهضة المسرحية، وأشعر الآن بمدى العرفان لرئيسنا العظيم الذي شمل الفنان
برعايته”، ولكن أمراضًا أخرى أصابتها وأرغمتها على الابتعاد عن خشبة المسرح
والاعتزال..،
وفاة الفنانة نجمة إبراهيم
و
لم يكن ضعف بصرها هو مرضها الأول ، فبعد شفائها عانت نجمة إبراهيم من
الشلل، واعتزلت الفن نهائيا واختفت عن الأضواء لمدة 13 عاما، حتى توفيت في 4
يونيو عام 1976 برصيد فني وصل إلى أكثر من 60 فيلما.وأوصت أن تُدفن في
مصر.
https://m.janatna.com