تمر بنا الكثير من الأيام المرهقة، والأحداث
المتعبه، فنفقد أعصابنا وينتهي بنا الحال للصراخ على أطفالنا. هذا موقف
يتكرر كثيرا مع كل الأمهات تقريبا وذلك طبيعي، لكن من غير الطبيعي ألا
تعتذري لأطفالك، ألا تعترفي لنفسك بإرهاقك وسبب غضبك الحقيقي، ألا توضحي
لهم سبب غضبك الحقيقي، ألا توضحي لهم الخطأ وكيف يتجنبونه في المرة
المقبلة، أن تحاسبينهم على تصرفات طفولية متوقعه في عمرهم.
من الأمور التي يجب أن نتفق على مفهومها:
ما معنى أن تكون الأم حازمة؟؟
الأم الحازمة هي الأم التي يكون لديها أهداف واضحة للتربية
وعواقب وقوانين محددة ترسم خطوط حمراء
لا تتخطاها أو تتجنبها، وفي المقابل
أشياء بسيطة تكون مرنة فيها وبدائل لتصرفات أطفالها التي تزعجها. مع الثبات على هذه الطريقة في التربية والإلتزام بتنفيذ القواعد والقوانين.
ماهي النبرة الحازمة؟؟
كيف يمكن لك كأم أن تكوني محبة وحازمة في نفس الوقت؟؟
2.
يجب أن أتجنب العقاب المباشر وبدون تفكير، فأبدا لا يكون العقاب على الخطأ
لأول مرة بل أول مرة نوضح للطفل الخطأ، وكيف يتجنبه و في الثانية ننبهه
ونخبره بالعاقبة إن تكرر الخطأ، في الثالثة نطبق العواقب بحزم مع التذكير
بالإتفاق.
3.
عندما أطبق العواقب أحتوي الطفل وأشجعه وأمدحه عندما يلتزم، وأعبر له عن
فخري وحبي له وأركز على أني أعاقب السلوك السيء فيه قصد التعديل والإصلاح
لأنه هذا ماتقتضيه مصلحته في المستقبل لكنني أحبك جدا دائما وأبدا.
عندما أطبق مع طفلي القواعد لا أخاصمه ولا أتجهم في وجهه، فأنا هدفي ليس
الإنتقام، إنما هو موقف تعليمي يتعلم فيه طفلي الخطأ والصواب والعاقبة.
لماذا الحزم ضروري مع الحب؟؟
التربية
مزيج من الحب والحزم، لأن الحياة لا تخلو من القواعد ولا تخلو من المواقف
غير المحببة، لذا دوري كأم مُحبة أن أعد طفلي للحياة الحقيقية وأعرفه
بقوانينها وقواعدها وأعلمه كيف يلتزم ظبط النفس وكيف يضبط سلوكه ويلتزم
بقواعد المنزل وبالتالي قواعد المجتمع.
إليكِ عدة طرق للسيطرة على العصبية مع أطفالك:
1. التحكم بنبرة الصوت:
تظهر
الدراسات أن نبرة الصوت تؤثر على المزاج بشكل مباشر فكلما تحدث الأهل
بهدوء أكثر قلت حدتهم في التصرف مما سيزيد من استجابة الأطفال لهم أيضا،
وفي المقابل سيجعل استخدام الكلمات البذيئة أو المزعجة من الشخص المقابل
أكثر غضبا وسيصبح الجو مشحونا أكثر، لذا يجب أن يكون للوالدين القدرة على
تهدئة النفس والطفل وذلك من خلال التحكم بنبرة الصوت وانتقاء الكلمات لأن
للكلمات تأثير قوي على العقل، ماسيجعل منهم ذلك قدوة لأطفالهم.
اتخاذ قرارات صائبة:
يعد
الغضب شعورا يصعب التحكم به أحيانا كغيره من المشاعر، إلا أن بعض التصرفات
لا تكون بناءة أثناء الغضب وذلك بسبب اتخاذ الشخص لقرارات قد لايتخذها في
الوضع الطبيعي، لذا يجب على الأهل الحرص على تجنب الشعور بالغضب تجاه
أطفالهم قدر الإمكان ويكون ذلك بسبب قوانين مثل تهيئة الأطفال للنوم قبل
الموعد بنصف ساعة أو توطيد العلاقة مع الطفل والتقرب إليه أكثر حتى يبتعد
عن التصرفات السلبية.
رؤية الأمور من منظور مختلف:
تحتاج
الأم أحيانا لرؤية الأمور من منظور مختلف لتسيطر على غضبها فمثلا إن كان
الطفل يرغب باللعب منذ الصباح الباكر بدلا من الإستعداد للذهاب إلى المدرسة
فمن الممكن للأم أن تتذكر حين مرت بنفس الموقف في طفولتها وكيف كانت ترغب
باللعب طوال الوقت أيضا وأن لافائدة من إقناع الأطفال بترك عاداتهم الفطية
لذا عليها أن تأخذ نفسا عميقا وتفكر في وضع خطة بديلة لإقناع طفلها بفعل
ماتريد بدلا من إظهار العصبية والغضب.
المحافظة على الإسترخاء:
يجب
أن تحافظ الأم على هدوئها فور الشعور بالغضب ويمكنها القيام ببعض الأمور
التي تساعد على تهدئة النفس واسترخاء العضلات وانخفاض معدل ضربات القلب،
كأخذ نفس عمييق وأخذ حمام دافئ والذهاب لمكان هادئ لبعض الوقت، غادري
المكان عندما تفقدي أعصابك اتبعي نهج رسولنا الكريم، غادري المكان، غيري
وضع جسدك وتحركي، توضأي استغفري اغسلي وجهك حتى تهدئي وتستعيدي قدرتك على
التفكير الصحيح لتقللي من معدل صراخك وفقدان أعصابك. وبعدها يمكن للأم إعادة التفكير في الموقف والتعامل مع المواقف المشابهة بطريقة أفضل في المستقبل.
إعطهم الوقت الكافي للتنفيذ:
الأطفال
يحتاجون الوضوح التام فوجهي لهم أوامر محددة بسيطة ابتعدي عن توجيه عدة
أوامر مركبة في وقت واحد لأطفالك لأنهم لن يلتزموا بها. اكتفِ بأمر واحد
فقط في المرة واحرصي أن يكون بسيطا وواضحا لينفذوه، أعطِهم
وقت لتنفيذ الأوامر لا تعوديهم على تكرار الأوامر ليسمعوا كلامك، أعطهم
الوقت للتنفيذ، ووضحي عواقب عدم الإلتزام بشكل محدد وحازم
تذكري دوما أن الطريقة التي تتعاملين بها مع صغارك في معظم الوقت هي ما تؤثر وتشكل تصرفاتهم. أن تفقدي أعصابك بعض الأحيان ذلك طبيعي، شرط أن تصلحي الموقف وتعترفي بأنك أخطأتِ وتعلميهم التصرف الصحيح وقت الغضب.
https://m.janatna.com