“كبريت”
أو عثمان السفرجي، هي أشهر الشخصيات التي قدمها الفنان النوبي، محمد كامل،
وتميز بخفة الظل والمرح، وقدرته على الوصول لقلوب الجماهير من خمسينات
القرن الماضي حتى هذه اللحظة ، بدأ حياته مونولوجست وأنهاها مؤذن مسجد و
قارئ للقرآن الكريم .

ولد الفنان الكوميدي محمد كامل، في النوبة، في 18 سبتمبر من عام 1916،
أحب
فن المونولوج، وقدم العديد من المونولجات اللاذعة، التي انتقدت الأوضاع
السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، ولاحقته قوات الأمن بسبب هذه
المونولوجات وهو طالبا بالمدرسة ،
وقدم مونولوجه الشهير رنجي رنجي وهو من ألحان سيد درويش .
وكان
من الممكن أن يحتل مكان علي الكسار، لكن الظروف لم تساعده على ذلك أبدًا،
بل تم حبسه في دور واحد فقط وهو دور الخادم ، رغم أدائه له بجدارة.

قدمه الفنان الراحل نجيب الريحاني، للجمهور في أول ظهور له
بالسينما، حيث شاركه في فيلم «سلامة في خير» عام 1937، ليطل علينا
بابتسامته المعهودة، وخفة ظله، ليحجز لنفسه مكانًا في الوسط الفني، وعند
المنتجين، ليقدم بعد ذلك أكثر من 300 فيلم و200 مسرحية، هى نتيجة مشواره
الفني.
أشتهر كامل، بتقديم دور الخادم، في الأفلام، ولعنا لا ننسى له
دوره في فيلم «آمال» بطولة الراحلة شادية، والراحل فريد شوقي، حيث قدم دور
كبير الخدم،

وكان
يدعى «عم كبريت» وقدم خلال الفيلم عدة مونولوجات كوميدية، أبهجت الجمهور،
ومازالت لديها القدرة على رسم البسمة، على وجوه المشاهدين، رغم مرور أكثر
من 6 عقود على الفيلم.

ورغم
فقدانه مقاييس الوسامة المعهودة للرجال بالنسبة للنساء، استطاع عثمان
السفرجي أن يحصل على نسب يحسد عليه، فتزوج من قريبة ابنة أخت رئيس تركيا
محمود جلال بايار، وهي السيدة قدرية كامل والذي حكم منذ عام 1950 م، وحتى
عام 1960 م، وهو ثانِ رئيس جمهورية لتركيا بعد مصطفى كمال أتاتورك ، ومن
هنا كان نسيب رئيس تركيا الأسبق.
أنجب الفنان محمد كامل، من زوجته 3 بنات، وأدى مناسك الحج، في وفد تركي رئاسي رسمي.
أحس
عم كبريت، أن الفن ليس له آمان، كما وصفه في أحد حواراته، ليتجه بعد ذلك
إلى فتح محل في منطقة العتبة، لبيع النظارات والساعات، ظل فيه حتى نهاية
حياته.

استغل
كبير خادمي السينما المصرية، بعده عن الفن، ليصبح قارئ للقرآن الكريم،
ومؤذن لمسجد، ليعرفه الناس في آخر حياته بالشيخ محمد كامل.
رحل
الفنان المبدع محمد كامل أو “عم كبريت”، عن عالمنا بهدوء، في يوم 23 يوليو
عام 1983، تاركًا لنا إرثًا يرسم البسمة على وجوهنا، ويدخل السعادة على
قلوبنا .
https://m.janatna.com