مقدمة
ملامحه
ملامح وحش الا ان قلبه قلبه طفل هكذا وصفه ابنه المخرج حسن الشريف حيث
أبدع في ادوار الرجل الشرير و ساعده كثيرا صوته الاجش و ملامحه الخشنه التي
ساهمت كثيرا في إقناع الجمهور بتمثيله عندما يلعب دور قاتل او بلطجيه او
زعيم المتسولين كما في فيلم المتسول مع عادل امام و تحدث عن طيبته
وصدقه كل
عاشره من اصدقائه و زملائه في العمل شارك في معظم افلام المخرج الكبير
يوسف شاهين ، وكذلك كان يستعين به عادل امام فى غالبية أفلامه ، من كثر
إبداعه في دور الرجل الجاهل قد يستغرب البعض في انه كان يحمل شهادة مهمة
وكان مرجعا ثقافيا وسياسيا بالنسبه لمن عرفه الا ان كل مامر بحياته شيء
ونهايته المزهله شيء اخر فلو أنها كتبت من افضل سيناريست لما كانت بالشكل
الذي أصبحت عليه في اخر ساعات حياته
فما هي أبرز أعماله ولماذا اعتقل سياسياً وسجن لسنوات مع الاشغال الشاقه وهل حقا تنبا بموته وماذا كانت اخر كلماته ؟

نجل الفنان علي الشريف يتحدث عن والده
يقول
عنه ابنه حسن الشريف عندما كنت اجلس مع ابي فأراه يتحدث مع بروفيسور
كبير في مواضيع فكرية عميقة يتحدث وكأنه استاذ في الاقتصاد وبعدها بقليل
ترانا نجلس مع عربجي بسيط يتحدث ابي معه بحميمية وكأنهم اصدقاء منذ الطفولة
بل ويعملون سويا في كار العربجيه .

مولده ونشأته ودراسته
ولد
علي الشريف في العام 1934 في حي ميت عقبه في الجيزه بجوار القاهره وأكد في
اكثر من مناسبه بأن نسبه يعود الى الامام الحسين كان تلميذ مجتهد اجاد
الخطابه منذ المرحله الابتدائيه وتفوق في الثانويه التحق بكليه الهندسه .

إعتقاله بتهمة قلب نظام الحكم
في
الجامعه ابدا اهتماما كبيرا بالسياسة فكان من الناشطين التنويريين
الداعين للحريه يلقي الخطب الحماسية في المناسبات الطلابية والتجمعات
السياسيه الشيوعية و اليسارية وضعته السلطات تحت المراقبة واعتقلته فيما
بعد بتهمة قلب نظام الحكم في زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتحديدا
في عام 1958 وفي هذا العام حدث اعتقالات واسعة لطبقة المثقفين والمعارضين
من الفنانين والكتاب .
تعرض لأشد انواع التعذيب
تم
إيداع علي الشريف في معتقل وهو نفس المعتقل الذي تدور احداث فيلم احنا
بتوع الاتوبيس فيه حيث يتعرض المعتقلون لأشد انواع التعذيب حتى أن آثار
اطفاء السجائر ظلت محفورة في أسفل قدم الفنان علي الشريف حتى آخر يوم من
حياته حكم عليه بالسجن ستة اعوام مع الاشغال الشاقه فدخل السجن وهو بعمر
الرابعه والعشرين وقضي فيه 6 سنوات من الالم والعذاب حتى خرج فى العام 1964
وقد بلغ الثلاثين .

تم حرمانه من كل الحقوق السياسية
بعد
خروجه من السجن ظل محروما من جميع الحقوق السياسيه في زمن الرئيس الراحل
انور السادات وايضا في زمن الرئيس الراحل حسني مبارك فلم يكن يحق له ان
ينتخب أو أن يترشح للانتخابات ساعده السجن على مراجعه افكاره الماركسية
وبدأ ينتقد الاتحاد السوفيتي ويتحدث عن انهياره وعدم احترامه للحريات
والحقوق .
وصل إلي درجة مدير بنك
خرج وأكمل دراسته ولكنه لم يعد الي كليه الهندسه بل تحول الى كليه التجاره فتخرج وعمل في إحدى البنوك ووصل إلى درجة مدير بنك .

زواجه من خضره محمد
تزوج
بعدها من خضره محمد امام التي رفضوا اهلها تزويجها له في البدايه لانه
خريج معتقل حتى تعهد لهم بالابتعاد عن السياسه والاكتفاء بالعمل الوظيفي ،
انجب منها ستة اطفال ثلاث بنات وثلاثه اولاد شكل على علاقات وطيدة مع كتاب
ومثقفين اثناء سنوات الاعتقال مثل الكاتب محمود امين العالم و النحات حسن
فؤاد و هو الشيء الذي ساهم في ما بعد في دخوله الى عالم التمثيل وهو بعمر
اربع وثلاثون عاما في عام 1968 .

اكتشفه المخرج يوسف شاهين
قصه
دخوله الى عالم التمثيل ايضا من القصص المشوقه فعندما كان يبحث المخرج
الكبير يوسف شاهين عن ممثلين لفيلم الارض الفيلم الذي يصنف كافضل ثاني فيلم
في تاريخ السينما المصريه بعد فيلم العزيمة كان قد وجد ممثلين لكل الادوار
باستثناء دور دياب الذي لم يجد ممثل في مصر يصلح ان يؤديه فتحدثت مع صديقه
النحات حسن فؤاد وأخبره بمشكلته فقال له فؤاد سارسل لك شخص شاهده وبعدها
اخبرني برأيك وعندما زار علي الشريف يوسف شاهين في مكتبه وفور دخوله عليه
نهض شاهين من مكانه مندهشا وحضن على الشريف وهو يناديه كمن وجد ابره في
كومة قش “دياب” كان حسن فؤاد صديقا ل على الشريف من ايام المعتقل وهو صاحب
الفضل الأول عليه في دخوله عالم الفن ، ورغم صغر حجم دور دياب في فيلم
الارض الا ان الراحل علي الشريف نال عنه العديد من الجوائز الى جانب
الكبير الراحل محمود المليجي الذي قدم دورا لا يزال يدرس في معاهد وكليات
الفنون في مصر وبعض الدول العربية .

تم حصره في دور الشرير بأوامر عليا
شارك
بعدها علي الشريف في العديد من الاعمال السينمائيه وبراعته التمثيليه كانت
تدفع زملائه من الممثلين ان يسألوه عن السنه التي تخرج فيها من معهد
السينما ليجيبهم بضحكة انا خريح امعتقل ، اطلق عليه صديقه المقرب الممثل
صلاح السعدني لقب المحللاتي لقدرته الكبيره على تحليل البشر واعطائه اراء
دقيقه حول شخصيات فنيه وسياسية ولم يكن يحب اللقب لأنه لا يحب أن ينتبه له
أحد ويفضل أن يصدر السذاجة على الذكاء قد لا تعاود السلطات علي مراقبته
واعتقاله مرة أخرى ، وقد تم حصر الفنان علي الشريف في دور البلطجي والمعلم
الشرير والإنسان السئ وعلى الرغم من ذلك تفوق في تقديم الشر بطريقة لم تكن
معهودة من قبل ، ومع الأسف الشديد ان الاعلام بتجاهل على الشريف ولم يعطه
حقه حتى يومنا هذا .

ثنائي ناجح مع عادل امام و اشهر اعماله
ثنائي ناجح جداً مع الفنان العظيم عادل إمام، فقدما معاً الأفاكاتو،
كراكون في الشارع ، حب في الزانزنه، عصابه حماده وتوتو، شعبان تحت الصفر ،
الإنسان يعيش مرة واحدة ، المتسول ، المشبوه وغيرها من الاعمال الناجحة …
وصل مجموع أعماله الي ما يذيد عن الـ 200 عمل .

قصة الساعات الأخيرة في حياته
اخر
ساعات حياته كانت الاكثر اثاره في سيرته إذ كانت الساعة قد اشرفت على
السادسه صباحا عندما وصل علي الشريف الى منزله قادما من اخر بروفه قبل عرض
مسرحيه علشان خاطر عيونك حيث كان احد المشاركين فيها الى جانب فؤاد المهندس
وشريهان وهو يصعد السلم الذي يؤدي الى شقته علي سعاله المعتاد كلما يصعد
السلالم مقتربا من منزله لكي تعلم زوجته بوصوله فتفتح له الباب قبل ان يصل
اليه ، دخل المنزل وصلي الفجر ثم مارس هوايته المفضلة في قراءه الكتب قبل
النوم واختار أن يقرأ كتاباً عن استشهاد الحسين في ذلك الفجر وبعدها بقليل
شعر بالتعب وقال لزوجته دون مقدمات صحي العيال علشان انا هاموت دلوقتي
اندهشت زوجته مما يقوله وعن اي موت يتحدث وهو القادم من عمله وهو في كامل
صحته إلا أنه أصر على زوجته أن تنهض أولاده من نومهم ليودعهم وبالفعل فعلت
واجتمعوا حوله
يقول إبنه حسن عن شعوره في تلك اللحظه وهو جالس
بجوار والده بعدما ايقظته والدته من احلى نومه شعر بان والده يمثل مشهد او
ربما يحاول التحضير لمشهد معين أو قد تكون مزحه من مزحاته المعتادة .

مدد يا حسين كانت آخر كلماته
زوجته
ذكرت في احدى اللقاءت بأن زوجها كان يتحدث بجدية فقالت له تعالى نروح
المستشفى ليرد عليها الراحل لا بلاش المستشفى لاني انا كده كده ميت خليني
أموت في البيت احسن ، فتمدد على السرير وشهد الشهادتين وقال لزوجته أنتي
تعرفين ما لي من أموال على الناس وما عليه من ديون ثم وصاها أن تهتم
بالاطفال وان ترعاهم كما يجب ثم شرد بعينيه نحو السقف وصاح مدد يا حسين
انتظروني انا قادم يا ٱل البيت ، ثم سقط رأسه جانباً على الوسادة وفارق
الحياة ، رحل علي الشريف في 11 فبراير عام 1987 ورغم أن الراحل قد شارك في
170 فيلم والكثير من الاعمال التلفزيونيه والمسرحيه الا انه لم يعطي حقه
كما يجب حتى يومنا هذا فلم يكرم مثلما تم تكريم ممثلين اقل منه موهبه فهل
سياتي اليوم الذي نرى فيه حصول هذا العملاق علي حظه في التكريم والتقدير .
https://m.janatna.com