نبذة الفنان عبد الفتاح القصري
لا
احد يختلف علي خفة دمه وطريقة كلامه التلقائية التي احبها الجميع اطفال و
كبار ، فهو ساطور في سي عمر ، الريس حنفي في ابن حميدو ، المعلم شاهين في
فتافيت السكر وغيرها من ادوار ابن البلد والمعلم التي اشتهر بها و تركت
بصمة في السينما المصرية ، انه عبد الفتاح القصري
مولد ونشأة الفنان عبد الفتاح القصري
ولد الفنان عبد الفتاح القصري في حي الحسين بالقاهرة سنة 1905 من عائلة ثرية فوالده كان صائغ وله محل معروف في الصاغة ومشهور وله ابتكارات في صناعة المجوهرات .
دخول القصري مدرسة الفرير
قام والد عبد الفتاح القصري
بإلحاقه مدرسة الفرير الفرنسية بالخرنفش وكانت لا تقبل الا الاغنياء ،
ولكن القصري كان يكره التعليم ودائم التزويغ والهروب من المدرسة ففضل والده
ان يترك المدرسة ويذهب معه الي محله في الصاغة ليتعلم المهنة ويصبح صائغ
مثله .

تم حرمان القصري من الميراث
اثناء ذهاب عبد الفتاح القصري
إلى محل والده وعودته منه كان يذهب لمشاهدة احد الفرق المسرحية الموجودة
في نفس المنطقة وتلق بالفن كثيرا وبدأ يترك مهنة والده ويذهب لمشاهدة الفرق
المسرحية حتي انضم إلى فرقة جورج ابيض ، وعندما علم والده أمره ان يترك
الفن او يحرمه من الميراث ، فاختار القصري الفن وترك والده .

انضمام القصري لفرقة الريحاني
لم يستمر عبد الفتاح القصري
كثيرا في فرقة جورح ابيض حيث تم طرده منها ورغم ذلك لم يعود إلى والده مرة
أخرى حتي انضم بعدها الي فرقة الريحاني وكانت بداية شهرته .
عمل القصري مع اسماعيل يس
استطاع عبد الفتاح القصري
ان يقدم ادوار على المسرح والسينما كانت ماركة مسجلة باسمه خاصة ادوار
المعلم و ابن البلد والفتوة وظل مع يعمل في فرقة الريحاني حتي وفاة صاحبها
نجيب الريحاني وبعدها انضم إلى فرقة اسماعيل يس ، وبدات حياته تأخذ منحني
اخر من الدراما الحزينة بعد رسم البسمة وذلك بسبب ما مر به في حياته
الشخصية .

حياة عبد الفتاح القصري الشخصية
كان الفنان عبد الفتاح القصري محباً للأطفال ويتمني انجاب ذرية فتزوج ثلاث مرات لكي ينجب ولكن مع الأسف لم ينجب ابناء .
إصابة القصري بفقدان البصر
في احد المرات كان الفنان عبد الفتاح القصري
على المسرح يؤدي أمام إسماعيل يس مشهدًا معتادًا، وعندما همّ بالخروج من
الديكور الجانبي اسودّت الدنيا في وجهه فجأة واكتشف الرجل أنه فقد بصره،
فأخذ يتحسس بيده الديكور الموجود وهو يصرخ: «أنا مش شايف حاجة .. أنا
عميت»، واعتقد الجمهور الموجود فى صالة المسرح أن صرخاته هي جزء من نص
المسرحية، فزاد ضحكهم وتصفيقهم لـ«القصري»، ومع استمرار صراخه الحاد ، شعر
إسماعيل ياسين أخيرًا ما حدث ل ” القصري” فأخذ بيده إلى الكواليس.
وهنا لم يتمالك الفنان «عبد الفتاح القصري»
نفسه وانفجر في البكاء، وهو يصيح: «مش شايف.. نظري راح يا ناس»، وعلى
الفور تم نقله إلى المستشفى، وهناك اكتشف الأطباء أن سبب فقدان «القصري»
لنظره هو ارتفاع نسبة السكر بشكل كبير.

زوجة عبد الفتاح القصري غدرت به
بعد 3 أشهر، عاد إلي الفنان عبد الفتاح القصري
بعض من بصره، لكنه دخل في صدمة أخرى أشد قساوة، عندما تنكرت له زوجته
الثالثة التي كانت شابة اصغر منه بكثير في العمر وطلبت لكي تتزوجه ان
يكتب لها كل ما يملكه ، و بعد زواجه منها طلبت منه الطلاق بل أرغمته على
أن يطلقها ويوقع على تنازل لها عن جميع ممتلكاته وثروته، بينما ذهبت لتتزوج
من شاب صغير كان يعمل صبي بقال و يعيش مع الفنان عبد الفتاح القصري
في منزله و كان القصري يعامله على أنه ابنه لمدة تزيد عن عشرة اعوام ،
وبعد تلك الصدمة التي لم يتحملها القصرى، أصيب بالاكتئاب وأصبح رافضًا
وذاهداً للحياة.
أقامت زوجته والشاب في الشقة التي كان « عبد الفتاح القصري»
يمتلكها، وأمام عينيه، دون أن يستطيع أن يحرك ساكنًا فحاول ان ينسي همومه
في العمل ليل نهار ولكن أفقدته الصدمة عقله ودخل في دوامة من الهذيان، فما
كان من مطلقته إلا أن حبسته وقيّدت حركته في المنزل، وفقًا للأهرام
لم يجد « عبد الفتاح القصري » كرسيًا متحركًا يتجول به
داخل الشقة بعدما كان يركب السيارات الفارهة، وبعد أن كان ينفق ببذخ، لم
يجد ما يشتري به العلاج، ولجأ إلى نقابة الممثلين فمنحته معاشًا يمكنه من
شراء الأدوية، وفقًا لصحيفة «السياسة» الكويتية.

وفاء نجوي سالم لزميلها القصري
وفي
أول يوم من شهر رمضان، نشرت الصحف أنه مريض، فذهبت الفنانة ماري منيب،
واصطحبت معها زميلتها الفنانة نجوى سالم، لزيارة صديق العمر الفنان عبد الفتاح القصري
في شقته، ونشرت جريدة «الجمهورية» تفاصيل الزيارة في 31 يناير 1963، حيث
اكتشفت «ماري ونجوى»، ومعهما الكاتب الصحفي، محمد دوارة، هول المأساة.
الغريب أنه عندما ذهبت «ماري، ونجوى» للقاء « عبد الفتاح القصري»،
ادعت إحدى صديقات مطلقته أن «القصري» غير متواجد في الشقة، ولم تسمح لهما
السيدة بالدخول إلا بعد معاناة، وبعد أن أخفت مطلقة «القصري» نفسها، ظهرت
وكانت قد أنجبت طفلًا من زوجها الجديد، لتقابل «ماري»، مدّعية أنها تعامل
مطلقها أحسن معاملة، وبعد إلحاح وافقت السيدة أن تأتى بـ«القصري» للقاء
زائريه، وعادت بعد ربع ساعة كاملة وهي تقود «القصري»، لتكشف «ماري ونجوى»،
ومعهما «دوارة»، المأساة التي يعيش فيها «القصري»، وأنه فقد ذاكرته، كما لم
يعد يرى إلا الضوء، وعند خروجهما أمسك بهما «القصري» حتى لا تتركاه
وحيدًا، وفقًا لـ«الأهرام».

صحيفة الجمهورية تنشر صورة مؤثرة للقصري
في 24 يناير 1963، نشر محمد دوارة بصحيفة «الجمهورية» صورة مؤثرة لـ« الفنان عبد الفتاح القصري
» وهو يمسك بأسياخ حديد شباك شقته الواقعة بالدور الأرضي، في حارة جانبية
من حارات شارع النزهة المتفرع من شارع السكاكيني، بعد أن كان يعيش في فيلا
بمصر الجديدة.
قررت «منيب» إدخال زميلها الفنان عبد الفتاح القصري المستشفى على حسابها، وأسرعت بالاتصال بمستشفى «الدمرداش»، حتى تحجز له سريرًا هناك، وفقًا لصحيفة «الوفد».

عبد الحليم حافظ والقصري
وخلال فترة مرضه في مستشفى «الدمرداش»، لم يزره أحد من أصدقائه أو من الفنانين، سوى الفنان عبدالحليم حافظ، الذي لم يعمل مع « عبد الفتاح القصري»
قط، ومحمد الكحلاوي، ومحمد رضا، ومحمود المليجي، بالإضافة إلى نجوى سالم،
التي كانت لا تفارقه وتقسم معه لقمة عيشها، وفقًا لـ«الأهرام».
جحود اقرب اصدقاء القصري
كان « عبد الفتاح القصري»
يشكو جحود أقرب أصدقائه إسماعيل يس، ومحمود شكوكو، لأنهما لم يزوراه طوال
فترة مرضه، حسبما قال الفنان محمد رضا، الذي زاره قبل رحيله مرتين، معترفًا
في أكثر من حديث تليفزيوني بفضل «القصري» عليه، وأن « عبد الفتاح القصري»
كان يبكي بمرارة كلما تذكر جحود أصدقائه وعدم زيارتهم له في محنته، وكذلك
جحود زوجته واستيلائها على ممتلكاته وثروته وطرده من فيلته، وفقًا
لـ«السياسة» الكويتية.
ازالة البلدية لمنزل الفنان القصري
لم تنته المأساة عند هذا الحد وتوالت النكبات، فبعد أن خرج من مستشفى «الدمرداش»، قررت البلدية إزالة منزله، أصيب الفنان عبد الفتاح القصري
بالاكتئاب، بعدما هدمت الحكومة البيت الذي كان يسكن فيه، وتخلت عنه
طليقته، وأرسلت إلى شقيقته لكي تأخذه يعيش معها، فأقام «القصري» بحجرة في
«البدروم» تحت «بير السلم»، وأصيب بتصلب في الشرايين بسبب الفقر والبرد
وعدم الاهتمام، أثّر على مخه وأدى إلى إصابته بفقدان الذاكرة، وفقًا
لـ«الأهرام».

بلغت
درجة احتياجه أن شقيقته، التي كانت تقيم معه، من أجل توفير الدواء والطعام
لشقيقها، قامت ببيع الشاي والسكر في قراطيس، وكان هذا النوع من الشراء
والبيع معروفًا في المناطق الشعبية في مصر وقتها، وفقًا لـ«الأهرام».
كان القصري يتسول سندوتش
لم تقتصر الحالة على هذا الوضع فحسب، بل بلغت، كما يقول البعض، لدرجة أن عبد الفتاح القصري
كان يطل من شباك مسكنه الفقير على الشارع، وإذا استمع إلى طفل أو شعر به
في الشارع، فيسأله إن كان معه ساندويتش ويتوسل إليه أن يأخذه منه، وفقًا
لـ«الأهرام».
وفاة الفنان عبد الفتاح القصري
في الساعة الـ9 من صباح الأحد 8 مارس 1964، توفي « الفنان عبد الفتاح القصري
» في مستشفى «المبرة»، وفي مصادر أخرى مستشفى «المنيرة»، وكان عمره 59
عامًا، وبعد أيام من دخوله إليها لم تجد شقيقته بجوارها في جنازته سوى نجوى
سالم، وصديقين له هما «قدري» الذي يعمل منجدًا، و«سعيد»، عسكري الشرطة،
وفي الطريق إلى مدافن «باب النصر» توقفت السيارة لتلتقط رجلين آخرين (حلاق
وترزي)، ليحمل الرجال الـ4 جثمان «القصري» ويشيعوه إلى مثواه الأخير
https://m.janatna.com